النهار الاخبارية - وكالات
عندما تبحث عن القاسم المشترك بين الأشخاص الناجحين الذين استطاعوا بناء ثروتهم بأنفسهم ابتداء من نقطة الصفر، تجد أن معظمهم يواظب على قراءة الكتب، فأشخاص مثل بيل غيتس ومارك زوكربيرغ وإيلون ماسك على سبيل المثال، ذكروا في أكثر من مناسبة أنهم يعشقون القراءة، فعندما سئل إيلون ماسك عن سبب دخوله إلى عالم صناعة الصواريخ وتعلمه فنون الإدارة في هذا المجال، أجاب ببساطة: "لقد قرأت الكتب"، وعندما سئل رجل الأعمال الأمريكي الشهير وارن بافيت عن سر نجاحه قال: "اقرأ 500 صفحة في اليوم. هذه هي الطريقة التي تراكم بها المعرفة". لكن في حين نجد أشخاصاً مهووسين بالقراءة لماذا يكره آخرون قراءة الكتب؟
لماذا يكره البعض قراءة الكتب؟
في العالم الحديث بدأ الاهتمام بقراءة الكتب يتراجع شيئاً فشيئاً، وفي دوائرنا الاجتماعية قلما نجد أشخاصاً يواظبون على قراءة الكتب بنهم، فالغالبية العظمى من الناس يكتفون بما تعلموه في المدارس أو الجامعات، ويميلون إلى استقاء معلوماتهم ومعارفهم من مصادر مثل مواقع التواصل الاجتماعي، وكثيرون يكرهون الكتب والقراءة بشكل عام لكن ما هو السبب؟
وفقاً لعلماء النفس، هناك أسباب عديدة قد تجعلنا نكره القراءة، وهذه أبرزها:
عدم تشجيع الوالدين على القراءة
تعود جذور العديد من الخصال التي نحملها معنا في مرحلة البلوغ إلى ما زرعه آباؤنا فينا خلال مرحلة الطفولة، وتشكل القراءة عادة من الممكن غرسها في نفوس الأطفال تماماً كغيرها من العادات.
إذا شجع الوالدان أطفالهما على قراءة الكتب في الصغر، فغالباً ما سيحافظ الأطفال على هذه العادة عندما يكبرون، لكن ما يحدث أن الوالدين في الغالب لا يوليان اهتماماً لموضوع القراءة على وجه التحديد، فحتى إن الآباء المهتمين بتعليم أطفالهم يوجهون جهودهم نحو حث الأطفال على الدراسة والتفوق في المدرسة.
وإذا لم يولد الأطفال اهتماماً بقراءة الكتب في سن مبكرة، فمن الصعب تحفيزهم على ممارسة هذه العادة في وقت لاحق، وفقاً لما ورد في موقع medium.
التعليم في المدارس
على الرغم من أن الهدف من ارتياد المدارس هو زيادة المعرفة لدى الطفل فإنها في الغالب تلعب دوراً عكسياً في كثير من الأحيان. إذ يكره كثير من البالغين الكتب والقراءة، بسبب كمية الكتب التي أجبروا على قراءتها خلال مرحلة الدراسة.
ويتزايد النفور من القراءة لدى الأطفال الذين يرتادون المدارس التي تتبع الأسلوب التلقيني، وهو الأسلوب الشائع في معظم المدارس العربية. كذلك فإن تكليفهم بكثير من الواجبات المنزلية وإجبارهم على حفظ المناهج لتخطي الامتحانات يجعلهم يكرهون الكتب بشكل أكبر.
العقلية العمودية
وبعيداً عن التأثيرات التي قد يتعرض لها الأشخاص في مرحلة الطفولة والتي قد تسبب نفورهم من الكتب، يرى الخبراء أن معظم البالغين لديهم ما يسمى بـ"العقلية العمودية".
أصحاب العقلية العمودية يركزون فقط على النمو الوظيفي الرأسي الذي يضمن لهم تحقيق الترقية الوظيفية على سبيل المثال أو الحصول على عائد إضافي محدود، ويعملون بجد للوصول إلى هذه النتيجة. لكن قلة هم الذين يركزون على ما يسمى النمو الأفقي الذي يمكنهم من توسيع معرفتهم لتشمل مجالات أخرى يمكنهم التفوق فيها والاستثمار بها والحصول على مزيد من الأموال من خلالها.
الغرق بالتكنولوجيا
بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات عبر الهواتف الذكية والإنترنت تراجع الاهتمام بالكتب والقراءة كمصدر أساسي للمعلومات.
يختار الناس اليوم أشكالاً حديثة من وسائل الترفيه مثل منصات OTT مثل Netflix وHotstar وما إلى ذلك. بينما لا يمكن للمرء أن يقول إن متابعة هذه المنصات ليست مفيدة بالمرة، لكن الناس أصبحوا مدمنين لها بشكل غير واعٍ ومتعلقين بهذه المنصات؛ نظراً إلى كثافة محتواها.
نصائح للبدء بالقراءة
إذا كنت واحداً من هؤلاء الذين يكرهون القراءة لسبب أو لآخر لكنك ترغب في تغيير عاداتك، إليك بعض النصائح التي تساعدك على الإقلاع في عالم قراءة الكتب:
النصيحة الأولى: اختر كتاباً ممتعاً
أفضل طريقة لتطور اهتمامك بالقراءة هي البدء بكتاب ممتع. اختر موضوعاً يجذب اهتمامك لكاتب موثوق، وتجنَّب الكتب التي قد تكون صعبة الفهم أو تلك التي تدور خارج نطاق اهتمامك، كذلك ينصح بالبدء بكتاب صغير الحجم يسهل إنهاؤه بسرعة نوعاً ما، فهذا سيساعدك على الشعور بالإنجاز.
النصيحة الثانية: حدد أوقاتاً للقراءة
لا تترك مواعيد القراءة أمراً عشوائياً؛ كي لا تقع في فخ التسويف والمماطلة، حدِّد وقتاً معيناً لتقرأ فيه بشكل يومي، وابدأ بالقراءة لدقائق معدودة في بداية الأمر؛ حتى لا تشعر بالضغط. قم بالقراءة يومياً لمدة عشر دقائق على سبيل المثال، ثم ارفع المدة إلى 15 دقيقة عندما تشعر بالتقدم.
النصيحة الثالثة: تعلَّم القراءة السريعة
إذا كنت قارئاً بطيئاً فربما قد ترغب في تعلُّم القراءة السريعة وذلك عن طريق الممارسة. فوفقاً لما ورد في موقع thebookbuff، وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتقنون القراءة السريعة أكثر ميلاً إلى حب الكتب والقراءة.