إليزابيتا باميلا بيترولاتي
لأول مرة في أوروبا، عُثر على خفاش شمال أفريقيا. في لامبيدوزا، وثّق فريق من المجلس الوطني للبحوث والمركز الوطني للتنوع البيولوجي (NBCF) وجود خفاش المغرب (miniopterus maghrebensisi). وهذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على هذا النوع من الخفافيش، الذي كان يُعتبر حتى الآن حصريًا في شمال أفريقيا.
وأُجريت الدراسة في جزيرة لامبيدوزا، ووُصف الاكتشاف في مجلة Mammalian Biology في مقال مخصص .
ركّز المسح، الذي أجراه باحثون استكشفوا الجزيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2024، على البحث عن الحيوانات ورصد آثارها غير المباشرة. وفحص الباحثون التجاويف الطبيعية والاصطناعية، بما في ذلك العديد من المخابئ التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، والتي استخدمتها الخفافيش كملاجئ.
يتألف فريق المجلس الوطني للبحوث من باحثين من معهد أبحاث المياه في فيربانيا (CNR-IRSA) ومعهد أبحاث النظم البيئية الأرضية في فلورنسا (CNR-IRET).
وقد أكدت التحاليل الجينية على البراز الذي تم جمعه من المقبرة القديمة في الجزيرة وأجري في مختبرات Cnr- Iret في فلورنسا، وجود miniopterus المغرب، لأول مرة في أوروبا، وهو النوع المعروف حتى الآن فقط في المغرب والجزائر وتونس.
صرح الباحث فابريزيو جيلي بأن إدراج خفاش المغرب ضمن الأنواع الموجودة في الأراضي الأوروبية يعني التوسيع التلقائي لتدابير الحماية المنصوص عليها، مثل تلك المنصوص عليها في اتفاقية بحر البلطيق ، وهي معاهدة دولية وُلدت بموجب اتفاقية بون لتعزيز الحفاظ على الخفافيش وموائلها. وسيؤدي الاعتراف الرسمي بخفاش المغرب ضمن الأنواع الأوروبية إلى رفع عدد الأنواع المدرجة في الاتفاقية إلى خمسة أنواع.
وثّقت الدراسة، بالإضافة إلى خفافيش المغرب العربي الصغيرة، وجود ما لا يقل عن سبعة أنواع أخرى في الجزيرة . من بينها خفاش جايسلر طويل الأذن (Plecotus gaisleri)، المعروف حتى الآن في أوروبا فقط في مالطا وبانتيليريا، وخفاش حدوة حصان ميهلتس (Rhinolophus mehelyi)، وهو نوع ينتشر بشكل متقطع في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وخلص جيلي إلى أن "هذه البيانات تُبرز القيمة الفريدة لمجموعات الخفافيش في الجزر الصغيرة، والتي تُمثل كنزًا حقيقيًا للتنوع الجيني، وبالتالي تتطلب اهتمامًا خاصًا بالحفظ. وكما يحدث غالبًا في هذه السياقات، فإن بعض أهم مكونات التنوع البيولوجي مُعرّض لخطر الاختفاء قبل فهمها بالكامل".