الإثنين 10 تشرين الثاني 2025

"سلاح بحدّين: أثر وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع وسبل الوقاية



احمد صلاح عثمان - لندن 
في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، تنامت تأثيراتها على الأفراد والمجتمعات بشكل كبير. وبينما تقدم هذه المنصات فرصاً للتواصل والتعبير، فإنها تحمل في طيّاتها أيضاً مخاطر تهدد الخصوصية، وتؤثر على الصحة النفسية، وتساهم أحياناً في خلق فجوات اجتماعية وثقافية.
المحتوى:
لقد غيّرت منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وغيرها طبيعة العلاقات الإنسانية، فباتت العلاقات الافتراضية بديلاً عن التفاعل الواقعي. ومع تزايد الاستخدام، ظهرت آثار سلبية لا يمكن تجاهلها، أبرزها:

1. الإدمان الرقمي:  
   يقضي الكثيرون ساعات طويلة أمام الشاشات، مما يؤثر على إنتاجيتهم وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية.

2. تضليل المعلومات:  
   تنتشر الأخبار الكاذبة والشائعات بسرعة، ما يسبب فوضى فكرية وانقسامات مجتمعية.

3. التنمر الإلكتروني: 
   ارتفعت معدلات الإساءة والابتزاز والتنمر، خاصة بين المراهقين، وهو ما يترك آثاراً نفسية عميقة.
4. انتهاك الخصوصية:  
   تُستغل بيانات المستخدمين لأغراض تجارية أو سياسية دون علمهم، مما يشكل تهديداً أمنياً.
5. تأثير على القيم والسلوكيات: 
   يروّج المحتوى المرئي أحياناً لنماذج مشوّهة من النجاح والجمال والعلاقات، مما يخلق ضغطاً نفسياً وإحساساً بالنقص.
طرق الوقاية:
- التوعية الرقمية:
- من خلال نشر ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للمنصات.
- تحديد أوقات الاستخدام: للحد من الإدمان والعودة إلى التفاعل الحقيقي.
- مراقبة المحتوى عند الأطفال والمراهقين: لضمان سلامتهم من المحتوى غير اللائق أو المؤذي.
- تعزيز القوانين الرقمية: لمحاسبة من ينتهك الخصوصية أو ينشر خطاب الكراهية.
- التحقق من المصادر: قبل إعادة نشر أي خبر أو معلومة. 
وسائل التواصل الاجتماعي ليست عدواً، لكنها أداة يجب التعامل معها بوعي. هي نافذتنا إلى العالم، لكنها قد تصبح سجناً إذا لم نضبط استخدامها. الخيار بأيدينا: إمّا أن نكون مجتمعاً يقوده الوعي الرقمي، أو ضحايا لعالم افتراضي يستهلكنا دون أن نشعر.