الجمعة 20 أيلول 2024

رؤوس مقاومين جزائريّين في متحف في باريس"؟ إليكم الحقيقه

النهار الاخباريه  وكالات
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر "مئات الجماجم لمقاومين جزائريين معروضة داخل متحفٍ في #فرنسا". إلا هذه الزاعم خاطئة، وتعود الصورة في الحقيقة لجماجم جنودٍ إيطاليين معروضة في كنيسة إيطاليّة.

 حظيت الصورة بآلاف المشاركات، خصوصاً على صفحات مغربيّة، في خضمّ توترات متزايدة بين الرباط والجزائر حول قضايا عدة، أبرزها الصحراء الغربية. 

وازداد التوتر في الأيام الماضية بعد أن اتهمت الجزائر المغرب بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من مواطنيها في الأراضي الصحراوية في الأول من تشرين الثاني.

صورة من إيطاليا
إلا أنّ الصورة المتداولة لا علاقة لها بالجزائر.  

فقد أرشد البحث إلى أنّها منشورة على موقعٍ لتخزين الصور. ويشير النصّ المرفق بها إلى أنّها تظهر جماجم جنودٍ معروضة في "كنيسة العظام" في سان مارتينو الإيطاليّة. 

وقد سقط هؤلاء الجنود في معركة سان مارتينو خلال "حرب الاستقلال الإيطاليّة الثانية" التي خاضتها "مملكة سردينيا" ضدّ "الامبراطورية النمساويّة" عام 1859.  

ويمكن مشاهدة صور أخرى من داخل هذه الكنيسة عبر خدمة خرائط غوغل.

 ماذا عن رفات المقاتلين الجزائريين في فرنسا؟
عام 2020، أعادت فرنسا رفات 24 مقاتلاً جزائرياً ضد الاستعمار، قتلوا في القرن التاسع عشر خلال الغزو الدامي للجزائر، كانت محفوظة منذ القرن التاسع عشر ضمن مجموعات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.

وطلبت الجزائر رسمياً من فرنسا للمرة الأولى في كانون الثاني 2018 إعادة الجماجم وسجلّات من الأرشيف الاستعماري.

ولا يزال طيف حرب الجزائر التي خاضتها الدولة الفرنسية بين عامي 1954 و1962 في مواجهة "جبهة التحرير الوطني الجزائرية" يخيّم على العلاقات بين البلدين، وقد أثارت تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية في تشرين الأول الماضي توترات بين البلدين.

ورأى ماكرون أن الجزائر بنيت بعد استقلالها في 1962 على "ريع للذاكرة" كرّسه "النظام السياسي-العسكري"، وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.