احمد عثمان – ترير
مع اقتراب موسم الأعياد، تستقبل مدينة ترير الألمانية، إحدى أقدم المدن في البلاد، زوارها بأجواء احتفالية مميزة تجمع بين التاريخ العريق والتقاليد الميلادية المتجذرة في الثقافة الألمانية.
ويُعد سوق عيد الميلاد في ترير الحدث الأبرز في المدينة خلال هذه الفترة، حيث يُقام في قلب المدينة التاريخي، وتحديدًا في ساحة هاوبتماركت وساحة كاتدرائية ترير، وسط مبانٍ أثرية تعود إلى العهد الروماني والقرون الوسطى، ما يمنح الاحتفالات طابعًا فريدًا.
ويضم السوق عشرات الأكشاك الخشبية المزينة بالأضواء، والتي تعرض منتجات حرفية محلية، وزينة عيد الميلاد، إضافة إلى مأكولات تقليدية أبرزها النقانق الألمانية والحلويات الشتوية، إلى جانب مشروب النبيذ الساخن المعروف باسم غلوفاين، والذي تشتهر به منطقة نهر موسيل المحيطة بترير.
كما يشمل البرنامج الاحتفالي عروضًا موسيقية حية، وأنشطة ترفيهية للأطفال، ومسرح دمى، وورش عمل عائلية، ما يجعل السوق وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حد سواء. وتشهد المدينة خلال هذه الفترة حركة سياحية نشطة، تسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط قطاعي التجارة والضيافة.
ولا تقتصر أجواء الأعياد على سوق الميلاد فقط، إذ تتزين شوارع ترير ومبانيها التاريخية بالإضاءة والزينة، فيما تنظم الكنائس فعاليات دينية وموسيقية تعكس الطابع الروحي للموسم.
وبهذا، تتحول ترير في موسم الأعياد إلى لوحة شتوية نابضة بالحياة، تجمع بين عبق التاريخ وروح الاحتفال، مؤكدة مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية الشتوية في غرب ألمانيا.---
وهذا الموسم شاركت الجاليه الاوكرانيه بالفعاليات عبر تنظيم تنظيم فعالياتها الخاصة التي تعبّر عن تراثها واحتفالاتها بعيد الميلاد.
من بين الفعاليات التي رُصدت في الأعوام الماضية:
مهرجان طعام وتقاليد أوكرانية
وقد نظمت جمعية "Ukrainians in Trier” نظّمت مهرجانًا احتفاليًا قريباً من بوابة بورتا نيغرا التاريخية ، ضمن موسم سوق الميلاد، حيث قدمت أطباقاً أوكرانية أصلية ومنتجات يدوية، ويُستثمر ريع الفعالية لدعم مشاريع إنسانية، خصوصاً في مناطق الحرب داخل أوكرانيا الحدث يجمع فنانين وحرفيين من ألمانيا وأوكرانيا وبلدان مجاورة، ويُظهر الثقافة الأوكرانية في قلب موسم الميلاد الألماني، ممزوجة بأجواء الأعياد الأوروبية
الروح الأوكرانية في الميلاد
بالإضافة إلى السوق الرئيسي، تنتشر فعاليات ثقافية صغيرة مثل عروض موسيقى الميلاد الأوكرانية أو مشاركات في برامج الاحتفال العامة، حيث يحرص الأوكرانيون المقيمون في ألمانيا على الحفاظ على تقاليدهم الدينية والاجتماعية خلال موسم الميلاد، بما في ذلك الأغاني والأناشيد التقليدية (Koliadky)* والعادات التي تعكس تراثهم المسيحي الشرقي، رغم اختلاف تواريخ الاحتفال بين الكنائس.
هذا المناخ الاحتفالي يشكل سياقًا مثاليًا للجاليات الأجنبية مثل الأوكرانية للاحتفال بعيد الميلاد بروح مزدوجة: *الاحتفال التقليدي الألماني*، مع *نقل تقاليدهم الخاصة داخل المجتمع الأوسع*، مما يعزز الأواصر الثقافية والاجتماعية في شهر ديسمبر من كل عام.