بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 5 تموز / يوليو 2022.
مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الامن القومي العربي يحتم على القيادة العربية العمل بكل الاتجاهات ودعم المواقف العربية وإبداء المزيد من الحرص على امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الشعوب العربية من اجل محاربة الارهاب والتطرف وهذا الامر يتطلب الدفاع عن الوحدة والعمل بشكل جاد لتشكيل منظومة عربية موحدة لحماية الامن القومي العربي ومواجهة الارهاب والتطرف الذي يضرب بالأمة العربية في كل مكان ويدفع الاجيال حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذا الارهاب .
تعزيز الدفاع العربي المشترك من اجل مواجهة الارهاب هو مهمة قومية يجب علي الجميع المساهمة بها والمشاركة لمواجهة المد الارهابي والتطرف والعمل علي وحدة الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية، وان المد الارهابي يعني انتشار قواعد الارهاب بالمنطقة وانتشار الفوضى الخلاقة وتمددهم في المنطقة العربية، وان حماية الامن القومي العربي أمر مستعجل من اجل وضع حد لأي خلل او توغل خارجي كون سقوط خيار الوحدة العربية والمنظومة الامنية يعني سقوط الامن القومي العربي، ولذلك يجب التدخل بشكل ملموس والتنسيق المتكامل وتشكيل قيادة امنية عربية مشتركة وقاعدة بيانات موحدة من اجل حماية الامن القومي العربي .
الواقع العربي والظروف الدولية باتت تستدعى ضرورة الاسراع في عقد القمة العربية المقبلة في الجزائر وتحديد موعدها وأهمية ان تبحث بشكل معمق العديد من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها القضية الفلسطينية وجهود حل الأزمة السورية والأزمة اليمنية وما تواجهه اليمن من مخاطر صعبة على كافة الاصعدة الامنية والسياسية والظروف المأساوية التي يعاني منها الشعب اليمني في ظل استمرار انعدام الامن والسيطرة المسلحة للمجموعات المتطرفة والأوضاع القائمة في ليبيا ودعم العراق واستقراره ودعم وحماية لبنان واستقراره، والأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على الأمن الغذائي وأمن الطاقة ومحاربة الإرهاب وبات من المهم العمل على تحقيق فرص تحقيق التنمية والتعاون في قطاعات الأمن الغذائي والأمن الدوائي وحماية البيئة وتطوير المؤسسات العلمية وغيرها من القطاعات الحيوية .
لا بد من التعاون العربي والعمل على أهمية وضع استراتيجية عربية شاملة لخلق فرص النجاح في المجال الاقتصادي وتدفق المعلومات لمواجهة التحديات المشتركة وتفعيل الدور العربي الجماعي في جهود حل الأزمات التي تواجه الدول العربية لبناء المستقبل الذي تنشده شعوب المنطقة وضرورة استعادة الدور العربي الريادي في المجال الدولي لمعالجة ما يحدق بالعالم من مخاطر باتت تنعكس على المجتمعات بشكل عام ومعالجة تلك القضايا برؤية عربية موحدة ومشتركة من خلال القواسم العربية المشترك وآفاق التعاون وتعزيز آليات العمل فيما يخص المستجدات الإقليمية والدولية .
وتعكس أهمية الاسراع في عقد القمة العربية المقبلة لتعزيز العمل المشترك لصون الأمن القومي العربي من خلال تبادل الرؤى ووجهات النظر للتعامل مع التحديات المتسارعة التي تواجه المنطقة العربية، خاصةً مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، بما يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار لكافة الدول العربية، وتعكس أهمية العمل الجماعي في إطار المنظومة العربية الواحدة واستعادة الاستقرار في كافة دول المنطقة، لا سيما التي تشهد حالة من التوتر وتعصف بها الأزمات، والتي تسعى التنظيمات الإرهابية للاستقرار والتمدد فيها، ومن هنا يتطلب العمل من قبل الجميع بالتعاون والوقوف صفا واحدا لنبذ الفرقة وتجاوز أي خلافات من أجل إعلاء مصالح الأوطان والشعوب العربية والحفاظ على البعد القومي العربي والرسالة الموحدة للأمة العربية.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com