الإثنين 7 تشرين الأول 2024

ميليشيا "فاطميون" من سوريا إلى أفغانستان


هدى رؤوف 
 أستاذة مساعدة في العلوم السياسية وكاتبة متخصصة في الشأن الإيراني والإقليمي، لها دراسات عدة وتكتب في صحف عربية ومصرية
يطرح دائماً سيناريو تشكيل إيران لميليشيات مسلحة على أسس طائفية ودمجها في النظام السياسي لبلد ما، السؤال حول تداعيات خلق كثير من الفواعل حاملي السلاح، لا سيما في ظل دول تتنازعها الصراعات الإثنية والطائفية والعرقية. ومن ثم، فهل تكون أفغانستان مرشحة لسيناريو تعزيز العنف والانقسام العرقي بعد صعود حركة "طالبان" السنية، التي اشتبكت في معارك مع الشيعة الهزارة المدعومين من إيران.
ما هو مصير فيلق "فاطميون" بعد عودته من سوريا؟ وما تأثير ذلك في الوضع الجديد في أفغانستان؟ 
الهزارة، هم ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان ويمثلون ما بين 10 إلى 15 في المئة من سكان البلاد، ذات الغالبية السنية، وهم من الشيعة وعانوا من الاضطهاد لقرون. قُتل الكثير منهم في ظل حكم "طالبان"، وفي الأعوام الأخيرة على يد تنظيم "داعش" في خراسان. دفع الفقر واليأس وانعدام الأمن في أفغانستان عدداً كبيراً من الهزارة للفرار إلى إيران، وهي الأسباب ذاتها التي دفعت شبابهم للانضمام إلى صفوف "فاطميون" في سوريا.
وفي ظل سيطرة "طالبان" على أفغانستان أخيراً، تعاملت إيران ببراغماتية مع التطورات السياسية بعد الانسحاب الأميركي، وقررت عدم معارضة الحركة معترفة بتقدّمها. وهي بهذه الخطوة تضع الهزارة الشيعة، الذين كانوا في الخطوط الأمامية للقتال ضد "طالبان" في قلب الصفقة مع الحركة، التي ستقتضي عدم التعرض لهم. 
أهمية الشيعة الهزارة تجلّت في الأعوام الأخيرة التي زادت فيها عسكرة السياسة الخارجية الإيرانية، مستندة إلى العامل الأيديولوجي الذي تعتمد طهران عليه في نسج وتكوين شبكات من الوكلاء الإقليميين. وشُكّل لواء "فاطميون" من اللاجئين الأفغان الشيعة في إيران ومن أعضاء أقلية الهزارة الشيعية داخل أفغانستان.
ومنذ عام تقريباً، عرض وزير الخارجية الإيراني المنتهية ولايته محمد جواد ظريف على الحكومة الأفغانية استخدام لواء "فاطميون" لمحاربة تنظيم "داعش" في خراسان، واصفاً إياهم بأنهم "أفضل القوات" لمحاربته. وقال إن طهران مستعدة لمساعدة الحكومة الأفغانية في إعادة تجميع هذه القوات تحت قيادة الجيش الوطني لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن بلاده جاهزة لدعم "فاطميون" تحت قيادة الحكومة الأفغانية