الأحد 5 تشرين الأول 2025

مفاوضات القاهرة لتنفيذ مقترح ترامب...هل هي نهاية حرب الابادة في غزة؟

وكالة النهار الإخبارية/ عبد معروف
ترى تل أبيب أن الوفد الاسرائيلي يتوجه إلى القاهرة، لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع "حماس" للبحث في الاجراءات الميدانية لتنفيذ مقترح الرئيس الأمريكي، من موقع القوة وما وصلت إليه نتائج الحرب على قطاع غزة، وتحت عامل التهديد بالمزيد من عمليات القتل والمجازر وفي ظل ضغوط عربية ودولية على "حماس" لعدم (تفويت هذه الفرصة) لوقف حرب الابادة ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وبالتالي يتوجه الوفد الاسرائيلي مستندا إلى شلال الدم والدمار والمجازر التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين في القطاع وإلى الدعم الأمريكي غير المحدود، لتكون مبادرة الرئيس الأمريكي بما يخدم الأهداف السياسية والعسكرية الاسرائيلية وبما يحقق الأهداف الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين تعرضوا لأبشع أنواع المجازر وحروب الابادة والتجويع في التاريخ المعاصر.
وتأتي المفاوضات في القاهرة للبحث في تفاصيل الاجراءات الميدانية لتنفيذ بنود مقترح ترامب، والانطلاق بالخطوات الأولى: وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى الاسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.
يبدو أن هناك نقاط مازالت شائكة ستبرز خلال مفاوضات القاهرة، ربما تؤدي إلى فشل الجلسات الأولى من المفاوضات أومماطلة من الطرفين في محاولة للإظهار بمظهر المنتصر أو القوي لتعزيز موقفه وشروطه على طاولة المفاوضات في القاهرة، ومن أبرز هذه النقاط أن المقترح الأمريكي يشترط تخلي "حماس" عن سلطتها وأسلحتها العسكرية كجزء من المرحلة النهائية للاتفاق، لكن "حماس" ترفض ذلك، مع تأكيد قيادة "حماس"أنها لا تتخلّى عن أي من حقوقها في المشاركة السياسية والاقتصادية وعملية اعادة الاعمار في مرحلة ما بعد الحرب. والمقترح الأمريكي يتضمن أيضا إشرافاً دولياً وحكومة تقنية، بينما "حماس" تبدو متمسكة بمشاركة سياسية أو دور سلطة فلسطينية متوافق عليها. 
وبالتالي فإن الخلافات جوهرية أمام مفاوضات القاهرةعلى الأمور التي تمس السيادة، الأسلحة، والإدارة وهذه الأمور صعبة للتوفيق، فهل يبدأ وقف إطلاق النار أولاً ثم التبادل؟ أم أن التبادل يبدأ مع بعض المقدمات؟ هذا الأمر محور جلسات المفاوضات في مصر . 
ليس من المتوقع أن تصل المفاوضات في القاهرة إلى اتفاق يزيل كل العقبات أمام مقترح ترامب، أو إلى تنفيذ شامل للمقترح، بل تكون جولة ستتبعها جولات أخرى يكون عنوانها التسويف والممطالة واستمرار العدوان الاسرائيلي تحت مبررات وحجج مختلفة.