الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025

مجزرة مخيم عين الحلوة.. العدو لم يوقف حرب الابادة



وكالة النهار الاخبارية/ عبد معروف

ليست هي المرة الأولى التي ترتكب فيها الطائرات الحربية الاسرائيلية مجزرة داخل مخيم من المخيمات الفلسطينية في لبنان، لكن المجزرة التي شهدها مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا الليلة الماضية وسقط إثرها خمسة عشر شهيدا وعدد من الجرحى وأثارت جوا من الرعب والهلع في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ، تعتبر هذه المجزرة الأكثر دموية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني العام الماضي.

وتأتي المجزرة الصهيونية في مخيم عين الحلوة بالتزامن مع ارتفاع الأصوات الصهيونية بشكل لافت هذه المرة عن الاستعدادات الاسرائيلية العسكرية والسياسية للتصفية النهائية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وترتيب الأوضاع في القطاع بما يتلاءم مع المخططات الاسرائيلية الأمريكية بموافقة أو على الأقل بصمت رسمي عربي.

ويأتي العدوان الوحشي الاسرائيلي على مخيم عين الحلوة مترافقا مع ارتفاع منسوب التوقعات بأن الجيش الاسرائيلي سوف يشن حرب واسعة على لبنان لتصفية البنية العسكرية لحزب الله ومنع الحزب من استعادة بنيته العسكرية.

وجاءت المجزرة التي استهدف الأطفال في مخيم عين الحلوة كرسالة دموية موجهة للبنان وفلسطين في آن، ولتؤكد القيادة الصهيونية مجددا بأنها مستمرة في عدوانها ومستمرة في مجازرها ضد الأطفال والمدنيين الفلسطينيين في إطار حرب إبادة بدأت منذ ما قبل العام 1948 وتستهدف تصفية الشعب الفلسطيني ومقاومته وإخضاعه لشروط الاستسلام أمام العنصرية الصهيونية وآلتها الحربية.

وفي الوقت الذي أدانت فيه الفصائل والمرجعيات والمؤسسات الفلسطينية المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في عين الحلوة، أدان القيادي في حركة حماس ايمن شناعة المجزرة واعتبرها جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي والمحاكم المعنية بحقوق الانسان في العالم، وطالب المنظمات الحقوقية بزيارة مخيم عين الحلوة للاطلاع على هول المجزرة التي استهدفت أطفال يمارسون ألعابا رياضية، لافتا إلى أن أغلب الذين استشهدوا بسبب الغارة الصهيونية الليلة الماضية على مخيم عين الحلوة هم دون سن الـ18 عشر كانوا داخل ناد وملعب رياضي، نافيا وجود أية قيادات سياسية أو عسكرية في الملعب.

المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال، تشكل عدوانها وحشيا جديدا استهدف السيادة اللبنانية والكرامة الوطنية، وضربت عرض الحائط مجددا  كافة الأعراف والقوانين الدولية ونسفت بنود الاتفاقيات الموقعة مع الجانب اللبناني العام الماضي، ما يؤكد أن هذا العدو مازال في مرحلة الهجوم والعدوان ومازال مستمر في ارتكاب المجازر من أجل تحقيق أهدافه، وبالتالي، فلا تكفي بيانات وتصريحات الادانة من الفصائل والقيادات الفلسطينية، ولا يكفي الاستنكار والتنديد، ذلك لأن القوى والفصائل السياسية ليس من مهمتها ومسؤوليتها إصدار بيانات الادانة والاستنكار، بل من مسؤوليتها البحث في مواجهة العدوان وتطوير أساليب النضال لردع العدوان.