الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

لماذا كل هذا الاصرار الصهيوني على مسيرة الاعلام


مقال أحمد عثمان 

ينظر الصهاينة الى هذه المسيرة باعتبارها اعلان  السيادة والسيطرة على مدينة القدس واعلانها عاصمة دولة اسرائيل لذلك هم يحاولون اعادة تنظيمها وإحيائها للمرة الثالثة.
وذلك بالطواف بأعداد كبيرة وبراياتٍ أكثر حول مركز القدس الذي فشلوا في تهويده: البلدة القديمة، وبدخول القدس القديمة عبر أبوابها التي لا تزال عربية حتى يومنا هذا: الساهرة والعامود والأسباط، وباتوا يعتبرون ساحة باب العامود نقطة الاستعراض المركزية نظراً لوجود الساحة والدرج لكن في الأساس لكونه أقرب الأبواب لنقطة مأمنهم: المركز الاستيطاني اليهودي غرب القدس. 
هل تحتاج الأمم الطبيعية لاستعراض سيادتها على عاصمتها بهذا الشكل في كل عام؟
 الجواب لا؛ وهذا يعني أن الصهاينة يؤسسون احتفالهم السنوي هذا على إدراكهم بأنهم ليسوا "أمة" طبيعية، وأن القدس ليست عاصمتهم، وأن وجودهم فيها طرفي وشكلي، وأنهم فشلوا في اختراق قلبها التاريخي ونسيجها المدني المركزي...وكل هذا الفشل مرده سبب مركزي واحد: الصمود.

ثانياً:
 إن مسيرة الأعلام باتت العنوان الذي يختزل فيه الصهاينة "سيادتهم" المزعومة على القدس، وباتوا بالتالي يرون أن عدم القدرة على تنظيمها هو تهديد وجودي لهذه "السيادة" الاستعراضية الهشة رغم أنها معززة بقرار ترامب منذ 2017، وهو يعكس مقدار تأثير عقدة التهديد وسؤال البقاء رغم السلاح النووي وسبعة عقود من التفوق العسكري.


ثالثاً:
  اصبح من الواضح على مستوى التكتيك السياسي اغتنام الفرصة للحكومة الجديدة لإثبات جديتها وعزيمتها، وإظهار نتنياهو المنصرف حديثاً بالضعف.
 ويرى فيها نفتالي بينت رئيس الحكومة الجديد لإثبات أنه ما زال وفياً ليمينيته؛ لكنها في الوقت عينه كانت رهان نتنياهو على وضع هذه الحكومة الهشة المتناقضة أمام اختبار مبكر معولاً على الإرادة الفلسطينية التي أذلّته مراتٍ من قبل .
إذن هي اليوم شاهد حي على أن الخلاف الداخلي الصهيوني بات طاغياً على العداء لنا، وعلى أن هناك طرفاً صهيونياً يعول علينا لإسقاط خصمه، تماماً كما يفعل نظامنا الرسمي المتهالك.