كتب احمد عثمان
هنا فى شوارع بيروت اصبح المشهد مختلف ...عما كنا نراه سابقاً حيثُ الشوارع الصاخبه المليئة بالحياه رغم تذمرنا عليها فى كثير من الاحيان ...
الآن أصبح المشهدُ مختلفاً تماماً عما كنا نشاهده فى روتين حياتنا اليوميه .
أنا الآن فى شوارع بيروت حيث امضى
اتنقلُ من شارع الى شارع .... ومن حيَ الى حي .. هنا فى هذا الشارع من شوارع بيروت كانت الحياة تضج فى هذا الشارع الان أصبح المشهد مختلف لقد تبدل المشهد.. عما كانت اعيننا تراه .....
فاصبحت تشاهد مشهد الموت امامك وكأنها فرصه جيدة بأن تشاهد الموت من عين الضحيه ...
السماء الزرقاء تغير لونها فأصبحتٓ لهيبٌ برتقالي
يضيء الدنيا كأنها النهار، الرأس يكاد ينفجر من هول ما يسمع من انفجارات، القلب يكاد يخرج من مكانه إلى قريب من الحلق فيضيق النفَس: "وبلغت القلوب الحناجر"، ضجيج النساء والأطفال وصراخهم في الشارع مشهد لم نعتاد عليه ....
لم يعد يدرك الاشخاص الهاربون من الموت الى أين يسيرون و كأنها عتبة من أهوال القيامة، السماء مليئة بأنواع لا تُحصى من الطائرات المختلفة، العيون محدقة في كل مكان اصوات انفجارات من كل حدب وصوب لا تعرف من اين ياتيك القصف هل هو من البحر أم من الجو لا احد يعلم لا احد يسمع الا اصوات انفجارات لم تعتاد آذاننا على سماعها من قبل ...
انه الموت المنتشر فى كل مكان ... بيروت التى كانت تعرف من قبل بانها فاتحة العواصم اصبحت اليوم جريحة لا تستطيع إلا أن تشمُ منها رائحة الموت المنتشر فى كل الأزقة والاحياء.... ومبانيها المهدمه وشوارعها الملطخه بالدماء هكذا اصبح المشهد اليومى فى شوارع بيروت...
بيروت المدينه التى لا تعرف الهزيمه ستمضى وستحاسب كل الذين ظلموها وكل من سدوا اذانهم عن صوت ندائها
لك الله يا بيروت ....