وكالة النهار الإخبارية/ عبد معروف
تعقد قمة شرم الشيخ جنوب سيناء المصرية اليوم، برئاسة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحضور زعماء عرب وأجانب، تحت عنوان" قمة شرم الشيخ للسلام" ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد لحرب الابادة والتجويع التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية في القطاع، إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، وإلى مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وترتيب الوضع السياسي والأمني في القطاع.
مصر تسعى من خلال القمة إلى تثبيت موقعها كوسيط مركزي في ملف القضية الفلسطينية، في ظل تراجع دور بعض القوى الإقليمية. كما أن مشاركة ترامب الشخصية في القمة تمثل محاولة لإعادة تسويق المبادرة الأمريكية التي طُرحت سابقاً لإنهاء الحرب عبر "حل مؤقت" يضمن الأمن لإسرائيل مقابل خطة دولية لإعادة إعمار غزة.
تردد أن الحكومة الاسرائيلية لن ترسل ممثلا عنها للمشاركة في القمة، كذلك أعلنت إيران و"حماس" مقاطعتها للقمة التي ستناقش بعد توقيع الاتفاق الذي أقترحه ترامب، تنفيذ البنود المرتبطة بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، تبادل الاسرى، وإعادة الإعمار.
غياب الأطراف الأساسية مثل الجانب الاسرائيلي وحركة "حماس" قد يضعف شرعية الاتفاق أو صلابته إذا لم يلتزموا لاحقًا، لكن الضمانات الدولية المطلوبة لتنفيذ الاتفاق ربما تكون عاملاً حاسماً؛ إذ سيكون الضغط الدولي ضرورياً لضمان الالتزام من جميع أطراف الصراع، ذلك لأن انعقاد قمة عالمية بهذا الحجم في شرم الشيخ ومشاركة الرئيس الأمريكي يمنح المفاوضات والأوضاع الحالية والمستقبلية في قطاع غزة بعدا دوليا هاما.
لكن ورغم الإعلان عن انتهاء الحرب في قطاع غزة من قِبَل ترامب، يبقى تنفيذ الاتفاق خطوة معقدة، خاصة في ما يتعلق بنزع سلاح "حماس" وفصائل المقاومة وإدارة القطاع بعد الحرب.
كما أن نهاية جولة من الحرب والقتال ووقف جولة من حرب الابادة والتجويع لا يعني أبدا أن الحكومة الاسرائيلية ستوقف حروبها العدوانية على الأرض والشعب الفلسطيني ولن تتوقف عن عمليات القتل والمجازر الحصار ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واقتحام المسجد الأقصى.
أولا/ لأن طبيعة الصراع مع الكيان الاسرائيلي كان قبل الـ أكتوبر 2023، وسيبقى لمرحلة ما بعد قمة شرم الشيخ هي طبيعة الالغاء والتصفية والابادة وبالتالي فإن طبيعة الاحتلال الاسرائيلي لا يؤمن بالسلام ولا يعمل من أجل السلام حتى لو كانت مشاريع السلام تمنحه شرعية احتلال المساحات الأوسع من فلسطين وتمنحه تطبيع العلاقات مع النظم العربية، ورغم ذلك فطبيعة الاحتلال الاسرائيلي العدوانية لن تتوقف عند هذه الجولة من الصراع.
ثانيا/ أن الاحتلال الاسرائيلي يرى نفسه اليوم بموقع المنتصر وبالتالي فإن هذا الموقع سيزيده تعنتا ومماطلة وابتزازا، أما تراجع وضعف فلسطيني، وصمت وتآمر عربي، ودعم أمريكي دولي للإحتلال.
فاتفاقية شرم الشيخ ورغم ما يتردد من ضمانات دولية لن تثني ولن تردع سلطات الاحتلال من مواصلة عدوانها وحروبها وحصارها بأشكال مختلفة، وربما مع وقف الحرب العسكرية المباشرة في قطاع غزة تذهب تل أبيب إلى:
= التسويف والممطالة في تنفيذ باقي بنود اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة رغم أنها كانت بمعظمها وشموليتها لمصلحته.
= إلى توسيع عدوانها في الضفة الغربية مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والمزيد من اقتحام المسجد الأقصى.
= توسيع العدوان الاسرائيلي باتجاه لبنان وإبقاء الحالة الاسرائيلية تحت ضغط الوضع العسكري والحروب والابتزاز.
= التقدم البري داخل الأراضي العربية السورية.
هذه الخيارات التي يجدها اليوم رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ليس فقط للبقاء على قيد الحياة السياسية، بل أيضا لأن طبيعة الحكومات والقيادات والأحزاب الاسرائيلية المتعاقبة هي طبيعة حرب وعدوان وتوسع ومجازر.
لذلك يمكن القول: توقفت حرب الابادة العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، لكن الابتزاز الاسرائيلي في القطاع لم يتوقف ولن يتوقف، كذلك وقف حرب الابادة في قطاع غزة
لمرحلة من الوقت لا يعني وقف الصراع الذي سيبقى متفجر دائما.