كتب – احمد عثمان
صحافى فلسطينى كاتب وباحث متخصص بالصراع العربي الاسرائيلى
رئيس تحرير وكالة النهار الاخباريه – لندن
ما زلنا فى سلسلة الردود بين الطرفين مما يؤثرعلى إرتفاع مستوي المواجهه بين فصائل المقاومه الفلسطينه واللبنانيه والجيش الإسرائليى وتحديداً على الجبهة الشماليه مع لبنان وما يحصل من تطورات متسارعه توضح بأن التمادي بتوسيع رقعة الصراع لن يكون من صالح إسرائيل وعن تغير قواعد الأشتباك التى ستضر بمصلحة الجيش الإسرائليى لأن جبهة لبنان مختلفه.
إذا اردنا قرائة الأحداث المتسارعه التى حصلت من بداية شهر حزيران وحتى تاريخ كتابة المقال هذا سنجد أن المقاومه اللبنانيه أستعدت لهذه الحرب منذ أن وقع الطرفان عام 2006 على معاهدة وقف إطلاق النار المؤقت بين لبنان واسرائيل التى شنت حرب تدمريه على لبنان فى ذلك العام..
مما دفع المقاومه اللبنانيه بالعمل على تطوير أساليب القتال وتغير بقواعد الاشتباك على الجبهة وإدخال عناصر جديده مثلاً دخول الصواريخ البعيدة المدي
من نوع زلزال 1 و2 و3و4 وفاتح 110 والمسيرات الإنقضاضيه والمسيرات التى تحمل صواريخ من نوع إس5 بالإضافة الى الصواريخ الموجه وترسانة الصواريخ القصيره المدى وصاروخ الماسه الإيراني الذي تغلب على القبه الحديده وهذه نقطة إضافيه تسجل لصالح ايران على جبهة السباق على التسلح بالعالم إضافة الى صواريخ بركان القصيرة المدى
كل هذه المفاجآت التى تحدث عنها قادة المقاومه فى لبنان وغزه واليمن وغيرها من الجبهات المفتوحه فى هذه الحرب الدائره دفع بمجلس الحرب الإسرائليى بان ياخذ تهديات حزب الله بإنهاء الحرب على غزه كشرط أساسى لوقف القتال على الجبهة الشماليه هذا الشرط الذي وضع إسرائيل فى موقف لم تُوضع به منذ عام 1973 .
هذه الحرب مختلفه تمامًا عن حرب 1973 المقاومه هنا هى صاحبة القرار وهى من يفرض شروطه على طاولة المفاوضات "على الرغم من معرفتنا المسبقه بمن هم اللأعبين الأساسين على رقعة الشطرنج " إلا ان هذه الرتسانه من الاسلحة أجبرت القاده الاسرائيلين بالنزول عن الشجره والتفكير بعقلانيه اكثر وهذا ما دفع بينى غانتس وغادي أيزكونت الى الاستقاله من مجلس الحرب هذا المجلس الذيعقد إجتماعه الاول من دون هذان الوزيران بتاريخ 10حزيران 2024 لاول مره بعد إعلان استقالتها .
إضافة الى الخلاف القوي بين غالانت ورئيس الحكومة الإسرائيلية "بن يامين نتياهوا" الذي يوجه انتقادات لاذعه بإستمرار الى نتياهوا واصفًا اياه بتعريض مستقبل إسرائيل للخطر بسبب مطامع شخصيه لا قوميه "وذلك على حد قول وزير الدفاع الاسرائيليى" .
غالانت الذي يبدى أراء متناغمه مع موقف واشنطن يطالب تقديم خطه واضحه لما بعد الحرب مشدداً على رفض بلاده إعادة إحتلال غزه كما يريد نتياهوا وفريقه الحاكم وهو مع تسليم الاداره للسلطة الفلسطينيه باشراف واشنطن والاتحاد الاروبي .
فاذا كان وحل غزه الذي اوصل القياده الاسرائيلية الى هذا الخلاف واتساع دائرة الخلافات بالاضافة الى وضع الجيش المنهك والذي دفع باكثر من عشرة الاف جندى اسرائيليى يطلبون المساعده النفسيه من الوضع المقلق الذي يعاني منه الجنود العائدين من قطاع غزه بناء على تقرير نشرته صحيفة جيزوزاليم بوست الاسرائيليه بتاريخ 14 حزيران 2024 حيث سلطت الضوء على مشكلة الجنود العائدين من غزه وأوضاعهم النفسيه والتى دفعت بعدد من الجنود والضباط الى الانتحار .
كيف سيكون حال اسرائييل اذا دخلت بحرب شامله مع لبنان بعد ان عملت المقاومه فيها على تطوير اسلحتها وترسانتها العسكريه مستفيده بذلك من التجارب السابقه بتاريخ الصراع العربي الاسرائليى هل سنشهد تغير برقعة الشطرنج وتغلب الضعيف على القوي هذا ما سنراه فى مشهد الايام القادمه.