الخميس 13 تشرين الثاني 2025

عدوان الاحتلال الاسرائيلي وحصاره المستمر تهدد حياة الأطفال في قطاع غزة


وكالة النهار الاخبارية/عبد معروف

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من العراقيل المتواصلة التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام إدخال المواد الحيوية المنقذة لحياة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد في قطاع غزة.

ويعاني أطفال قطاع غزة معاناة تفوق الوصف في ظل العدوان المتواصل والحصار المستمر منذ سنوات طويلة. فقد تحوّلت طفولتهم إلى رحلة من الخوف والحرمان، يعيشون فيها تحت أصوات القصف والدمار، ويفتقدون أبسط حقوقهم في الأمان والتعليم واللعب. آلاف الأطفال فقدوا ذويهم أو منازلهم، وأصبحوا مشرّدين في مدارس مكتظة أو خيام تفتقر إلى مقومات الحياة.

الواقع الصحي للأطفال في غزة مأساوي؛ فالمستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدّد حياة الجرحى والمرضى، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة أو من يعانون من سوء التغذية. كما يعاني الكثير من الأطفال من اضطرابات نفسية حادة نتيجة مشاهد العنف والدمار المتكرر أمام أعينهم.

وفي السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم المنظمة ريكاردو بيريس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن 938 ألف عبوة من حليب الرضع الجاهز للاستخدام ما تزال محتجزة منذ آب/ أغسطس الماضي، لافتا إلى أن القيود المفروضة على دخول المواد الإنسانية الأساسية مثل أطقم الولادة التي يجري احتجازها والثلاجات العاملة بالطاقة الشمسية وقطع الغيار والمولدات ومواد تنقية المياه تعيق بشكل كبير الجهود الإنسانية في القطاع.

وأوضح بيريس أن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة شهد زيادة ملحوظة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بلغت 5500 شاحنة بين 12 تشرين الأول الماضي والـ 10 من تشرين الثاني الحالي، إلا أن العديد من الإمدادات الأساسية ما تزال ممنوعة من الدخول.

ولفت بيريس إلى قيام (يونيسف) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركائهما بإدخال مليون جرعة لقاح إلى غزة لحماية الأطفال من شلل الأطفال والحصبة والالتهاب الرئوي وإطلاقهما حملة للتطعيم تستهدف أكثر من 40 ألف طفل دون سن الثالثة من الذين لم يتلقوا اللقاحات الروتينية خلال العامين الماضيين نتيجة الحرب.

وذكر أن الحملة نجحت في يومها الأول الأحد الماضي من تطعيم نحو 2400 طفل، موضحا أن الحملة المكونة من 3 مراحل ستستمر حتى كانون الثاني المقبل، وذلك عبر 149 مرفقا صحيا و10 وحدات متنقلة وبمشاركة 450 عاملا صحيا تم تدريبهم من قبل (يونيسف) قبل اندلاع الحرب.
وشدد بيريس على أن تحسين الوضع الإنساني في غزة يتطلب تسهيل دخول جميع المواد الأساسية من دون تأخير وأن استمرار تدفق المساعدات هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة العديد من الأطفال وإعادة الأمل إليهم.

وكانت منظمة (اليونيسف) أكدت في بيان سابق، أن جميع سكان قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد، مشيرة إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرًا بفعل سياسة التجويع والقتل الممنهج التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي.

أوضحت (اليونيسف) أن الأطفال في غزة، بدلاً من الذهاب إلى مدارسهم، مازالوا يخاطرون بحياتهم يوميًا في سبيل الحصول على القليل من الطعام، في مشهد يعكس حجم الانهيار الكامل في كافة مقومات الحياة بالقطاع. وشددت المنظمة الأممية على ضرورة السماح الفوري بإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى غزة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين، خصوصًا الأطفال.

رغم كل ذلك، يبقى أطفال غزة رمزًا للصمود والأمل، يتمسكون بالحياة ويحلمون بمستقبل أفضل تسوده الحرية والسلام. معاناتهم تذكير دائم للعالم بضرورة إنهاء الحصار ووقف الحرب ليعيش هؤلاء الأطفال طفولتهم كما يستحقون.