الجمعة 13 حزيران 2025

رحلتي إلى إيطاليا بدعوة من جمعية الصداقة الإيطالية العربية: تكريم وتواصل ثقافي حضاري



بقلم: عصام الحلبي
عضو جمعية الصداقة الإيطالية العربية
مسؤول الملف الثقافي والإعلامي والإنساني الفلسطيني في الجمعية

كان لي شرف المشاركة، بدعوة كريمة من جمعية الصداقة الإيطالية العربية، في زيارتين إلى الجمهورية الإيطالية، للمشاركة في اجتماع الهيئة الإدارية المركزية للجمعية، ولأُكرّم على دوري الإعلامي والثقافي في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب وخاصة  الاردن ولبنان ومجتمع اللاجئيين الفلسطينين في لبنان.

وقد شكلت هاتان الزيارتان محطة مهمة في مسيرتي، ليس فقط على المستوى المهني، بل الإنساني والثقافي أيضًا، حيث التقيت بكوكبة من الشخصيات المتميزة وتعرفت عن قرب إلى المجتمع الإيطالي المضياف، بكل ما يحمله من محبة وانفتاح.

أتوجه بالشكر العميق إلى مؤسس الجمعية الأستاذ طلال خريس، مندوب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية في روما ولدى الكرسي الرسولي، على ثقته الغالية وجهوده المميزة في مدّ جسور الصداقة والتفاهم بين العالمين العربي والإيطالي.

من أبرز مهام جمعية الصداقة الإيطالية العربية العمل على تقريب الثقافات وتبادل المعارف وتعزيز الحوار بين الشعوب من خلال اللقاءات والزيارات المباشرة، التي تُتيح للطرفين الإيطالي والعربي الاطلاع على تجارب بعضهم البعض، وتعميق الفهم المشترك.

وفي هذا السياق، فإنني أُشجع وأدعو الشعب الإيطالي الكريم وجميع الأصدقاء إلى زيارة وطني الأم فلسطين، هذه الأرض الجريحة التي ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، لكنّها رغم الجراح ما زالت تمنح الحب والجمال لمن يزورها.
كما أدعوهم لزيارة بلدي الجميل الأردن، الذي منحني محبة لا توصف، هذا البلد الجميل الذي يمتدّ تاريخه في عمق الحضارة، بقيادته الهاشمية الحكيمة، أدامها الله.
ولا أنسى أن أعبّر عن امتناني العميق لـ لبنان الحبيب، هذا الوطن الجميل الذي احتضنني منذ سنوات طويلة، حيث أعيش وأعمل وأتفاعل مع نسيجه الثقافي والإعلامي الغني.

في زيارتي إلى روما، العاصمة الإيطالية الخالدة، سنحت لي الفرصة للتجول بين معالمها الأثرية، مثل الكولوسيوم (Colosseo)، وساحة نافونا (Piazza Navona)، والمنتدى الروماني (Foro Romano)، والڤاتيكان. لقد أدهشني هذا الإرث الثقافي العريق، وشعرت بعمق التواصل الإنساني الذي يجمع شعوب العالم عبر الحضارات.

ولا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الامتنان إلى جميع أعضاء جمعية الصداقة الإيطالية العربية الذين غمروني بتقديرهم، وأقاموا على شرفي حفل غداء مميزًا يعكس أصالة ودفء هذه العلاقة الأخوية.

كما أحيي من القلب جميع الأصدقاء الذين التقيتهم في إيطاليا، والذين شاركوني لحظات إنسانية لا تُنسى.

إن إيطاليا بلد كبير، ليس فقط بمساحته وجغرافيته، بل بمحبة أهله وكرمهم ودفء تعاملهم. فحتى من لم أعرفهم من قبل، كانوا يبادرونني بابتسامة صادقة وتحية نابعة من القلب.

روما، المدينة الخالدة، جمعت في أحضانها بين الآثار الشاهدة على عظمة التاريخ، والطبيعة الخضراء التي تفيض بالحياة، لتُجسّد مشهدًا إنسانيًا متكاملًا يجمع بين الجمال والروح.

تجربتي في إيطاليا ستبقى محفورة في الذاكرة، وهي دعوة لتكثيف الجهود من أجل مزيد من التعاون الثقافي والإنساني بين الشعوب، لأن الثقافة جسـر، والإنسانية لغة لا تحتاج إلى ترجمة.