الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

حواره في لقاء العقبة

 
بقلم بسام صالح
في بلدة حواره جنوب نابلس احرق قطعان المستوطنين النازيون الجدد 100 مركبة فلسطينية و 35 منزلا بالكامل و 40 منزلا بشكل جزئي، واستشهاد مواطن فلسطيني واصابة العشرات بالاختناق، وكنا نبرر ونقول ان قرار حضور لقاء العقبة رغم الالم والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نابع من الحرص على وقف شلال الدم ووضع حد للمجازر وغطرسة قوات الاحتلال. وكنا نقول ان لقاء العقبة يهدف الحد من استمرار عمليات القتل والاستيطان واستباحة القدس والمقدسات وعربدة المستوطنين. وقلنا اننا مصريين على ضرورة وقف شامل لكل الاجراءات الاحادية بما يؤسس للعودة الى الالتزام بالاتفاقيات الموقعة وخلق افق سياسي يؤدي الى انهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والحرية. 
النتن ياهو رئيس حكومة الاحتلال وبعد صدور البيان الختامي للقاء  العقبة يصرح قائلا "خلافا للتغريدات، سيستمر البناء وشرعنة البؤر في الضفة وفقا لجدول التخطيط والبناء دون اي تغيير ولن يكون هناك اي تجميد". وهوكمن يقول البيان الختامي انقعوه واشربو ميته. و الارهابي بن غفير يوضح اكثر " ما كان في الاردن سيبقى في الاردن" وتستمر سلسة تصريحات نازية لمسؤولين المستوطنين حد المطالبة بحرق بلدة حواره بالكامل ومسحها من الوجود. 
المواطن الفلسطيني الذي يعرف هذا العدو معرفة جيدة ويعرف طببيعة صراعنا مع الحركة الصهيونية  منذ ما يزيد عن 100 عام يعلم جيدا مدى قدرة هذا العدو على الخداع والمراوغة ولن نبتعد كثير ان قلنا ان 30 عاما على تجربة اوسلو اثبتت مدى الكذب والخداع والمراوغة التي مارسها هذا الاحتلال القذر، واثبتت ايضا نواياه المستقبلية التي عبر عنها رئيس الوزراء الاسبق اسحق شامير بقوله انه سيفاوض الفلسطنيين مائة عام ولن يحصلوا على شيء! وما تقوم به اليوم قطعان النازية من المستوطنين  تحت حماية ودعم قوات الاحتلال هو تجسيد للعقلية الصهيونية التي تنفي وجودنا كبشر ونحن اصحاب الارض الاصليين منذ ان مارسوا التنظيف العرقي وهم متمسكون بعقليتهم الفاشية، والتي تجسدت بالحكومة الحالية التي يرأسها نتنياهو وعصابات المستوطنين. الرد الشعبي الفلسطيني والذي ما زال حتى الان عملا فرديا، بعيدا عن الفصائل والمنظمات الفلسطينية،  هو ردا على عنف الاحتلال والاستيطان، ورغم فردية العمل الا انه يمثل شوكة في حلق الاحتلال ودليلا راسخا بان هذا الجيل من الشباب الفلسطيني لن يقبل ابدا بالخضوع والاستسلام لهذا العدوالغاصب الذي  لا يفهم سوى لغة القوة وان الرد كما جاء في العديد من المناشدات سيكون الرد على البارود بالبارود، وان مقاومة الاحتلال  حق مشروع وبكافة الوسائل المتاحة. نعم الفلسطيني يعرف ان موازين القوى ليست في صالحه ومتى كانت لصالحة؟ ولكنه انطلق بثورة لتغيير هذا الواقع منذ عام 1965 وما زال مستمرا لتغيير هذا الواقع كما فعل في انتفاضة الحجارة ومختلف انتفاضات شعبنا. 
لسنا ضد المفاوضات ولسنا ضد مرحلية النضال، ولكن علينا واجب التذكير باهدافنا ومبادئنا التي انطلقنا من اجلها، والتي يجب ان تبقى ماثلة امامنا اذا ما التقينا مع هذا العدو المتغطرس، فما حدث في لقاء العقبة وتنصل المسؤولين الاسرائيليين مما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي، وما قام به غربان المستوطنين في حواره وباقي البلدات الفلسطينية هو الموقف الرسمي الاسرائيلي الذي لا يريد السلام ولا الاتفاقيات الموقعة ، لانه لو اراد ذلك لقام بتطبيقها واحترامها. وما محاولات العودة لمثل لقاء العقبة او القادم في شرم الشيخ او في المريخ ليست الا لكسب المزيد من الوقت لاستكمال المشروع الاستيطاني الذي يهدف ضم الضفة الغربية وانهاء ما كان يسمى حل الدولتين، الذي تطالب به دول العالم نفاقا وكذبا امام الوفود الفلسطينية ولكنها لا تحرك ساكنا لارغام الكيان المحتل على تنفيذه، امام هذا النفاق الدولي يطلب من الفلسطينيين احترام الاتفاقيات ومحاربة الارهاب؟ وينسى هذا العالم ان الارهاب الحقيقي هو الاحتلال وهم صناعه ومروجيه.
ان العالم لا يحترم الضعفاء، ونحن ابناء الشعب الفلسطيني لسنا ضعفاء والا لما تكالبت علينا كل هذه القوى ، فنحن اقوياء بايماننا بحقنا وعدالة قضيتنا، وتضحيات شعبنا المستمرة منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى مجازر نابلس وجنين وغزة وغيرها التي ارتكبها الصهاينة، لن تتوقف تضحياتنا الا بتحقيق حقوقنا الوطنية والتاريخية كاملة. 
المطلوب اليوم ان نقف صفا واحدا امام هذه الهجمة الصهيونية المسعورة ، باستقلالية القرار الوطني، وبالعمل لانهاء مهزلة الانقسام والانقلاب الاسود، الذي ما زال ينخر في عظمنا، واستعادة وحدتنا الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد، واقرب الطرق لهزيمة هذا العدو الغاصب. ان هذه تشكل الحد الادنى لتطلعات شعبنا لتعزيز المقاومة الشعبية وبكافة الوسائل الممكنة وعلى التنظيمات الفلسطينية ان تعلن حالة الاستنفار العام في كل فلسطين، وعلى الجاليات الفلسطينية في الشتات ان تاخذ دورها الوطني بالتعاون مع السفارات والتنظيمات الفلسطينية الفاعلة في ساحاتها، لتكون الصوت الداعم والحاضن لنضال شعبنا ضد الاحتلال وقطعان الاستيطان ونظام الفصل العنصري ، ولدعم نضالات اسرانا واسيراتنا الابطال في سجون الاحتلال ودعم معركتهم ضد الاجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال بحقهم.
1.غرد يا ظريف الطول: قمة العقبة امام ممارسات الاحتلال ليست سوى عقبة تجاوزها ابطال القمة في حوارة ونابلس والقدس والخليل ورام الله وغزة وقلقيلية وكل شبر من ارضنا المحتلة.
2 .غرد يا ظريف الطول: لا تضعوا كل البيض في سلة الولايات المتحدة، فالعالم يسير نحو نظام عالمي جديد لن تكون فيه واشنطن صاحب قرار.