الأحد 16 تشرين الثاني 2025

حرب على الأرض والهوية... نداء فلسطيني إلى إعلام العالم لكسر التعتيم الدولي


ماجدالينا شيلانو – روما

في نداء عاجل حمل توقيع كتّاب وفنانين وصحفيين فلسطينيين من داخل الوطن وفي الشتات، دعا مثقفون فلسطينيون وسائل الإعلام الدولية إلى كسر الصمت وتسليط الضوء على التصعيد الخطير في الضفة الغربية والقدس. وأكدوا أن ما يجري يمثل واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في المنطقة وسط تجاهل دولي غير مبرر.
تصعيد مستمر وتجاهل إعلامي
يشير النداء إلى تزايد أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة، مقابل حضور إعلامي "باهت" لا يعكس حجم المأساة. ويدعو المثقفون الصحفيين حول العالم إلى التوجه ميدانيًا لتوثيق الانتهاكات أو تخصيص مساحات مهنية معمّقة لرصدها وتحليلها.
استراتيجية ممنهجة تستهدف الأرض والهوية
يؤكد الموقعون أن ما يجري في الضفة الغربية ليس حوادث متفرقة، بل سياسة ممنهجة لإحكام السيطرة على الأرض واقتلاع الوجود الفلسطيني. وتشمل الاعتداءات الموثقة:
مصادرة الأراضي الزراعية
توسيع المستوطنات القائمة وإنشاء جديدة
اعتداءات مستوطنين ضد المزارعين والمدنيين
تدمير الحقول واقتلاع أشجار الزيتون

وأوضح البيان أن استهداف شجرة الزيتون، رمز الصمود الفلسطيني، يأتي ضمن محاولة فصل الإنسان عن أرضه وتراثه.
ارتفاع وتيرة الاعتقالات والإعدامات الميدانية
تكشف الوثيقة عن ارتفاع كبير في عمليات القمع والاعتقالات الجماعية دون تهم، إلى جانب اقتحام القرى ومخيمات اللاجئين، وارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون.
ويصف البيان: هذه الممارسات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد مباشر لحقوق الإنسان الأساسية.
التراث في مرمى الاستهداف
لم تسلم المواقع الدينية والتاريخية من الهجمات؛ فقد تعرّضت مساجد وكنائس وأضرحة ومواقع أثرية للتدمير أو العزل عن محيطها الفلسطيني. ويعتبر المثقفون أن هذه الاعتداءات تهدف إلى إعادة صياغة هوية المكان ومحو الذاكرة الثقافية الفلسطينية.
تهديد يتجاوز الحدود
يحذر النداء من أن ما يجري في فلسطين يمثل خطرًا على الضمير العالمي برمته، وأن الصمت الدولي إزاء هذا الواقع يهدد مستقبل حقوق الإنسان كمبدأ كوني.
ويؤكد الموقعون أن المسؤولية الأخلاقية لم تعد مقتصرة على الأطراف المحلية بل تشمل المجتمع الدولي بأسره.

نداء إلى الصحفيين: "كونوا شهودًا… لا متفرجين"
يحث البيان وسائل الإعلام العالمية على:
التوجه إلى فلسطين وتوثيق الحقائق ميدانيًا
تقديم روايات إنسانية عن حياة المدنيين تحت القيود والخوف
إظهار الانتهاكات كما تحدث على الأرض دون تجميل أو تحريف

ويشدد المثقفون على أن وجود الصحفيين قد يشكل أحيانًا حماية فعلية للمدنيين.
كما يدعو النداء الصحافة الأوروبية والأمريكية واللاتينية والإفريقية والآسيوية إلى المشاركة الفاعلة وتوسيع دائرة التغطية بما يكمل الجهود الإعلامية العربية.

الصحافة بين المهنية والمسؤولية الأخلاقية
رغم التحديات السياسية والأمنية التي تعترض العمل الصحفي في الأراضي المحتلة، يذكّر النداء بأن الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل "واجب أخلاقي".
فكل تقرير ينشر، وكل شهادة توثق، يمثل نافذة جديدة للحقيقة ويمنح الفلسطينيين جزءًا من الحماية وسط التعتيم.

ويختتم المثقفون بدعوة العالم إلى الدفاع عن الصحافة الحرة باعتبارها آخر خطوط حماية الحقيقة وذاكرة الشعوب.