الثلاثاء 4 تشرين الثاني 2025

تحذير أممي من استمرار الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال في غزة


وكالة النهار الاخبارية/عبد معروف

حذرت منظمات أممية من استمرار وتصاعد الكارثة الانسانية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينييون في قطاع غزة، وشددت المنظمات في بيانات لها وتصريحات صدرت عن مسؤوليها، أن الأطفال في قطاع غزة يعيشون أوضاعا صحية وتربوية، ونفسية واجتماعية في غاية البؤس والقسوة.

من جهته، أشار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إلى أنه وسط الحرمان والصدمات النفسية، حُرم أطفال غزة من التعليم بوحشية مطلقة"، لافتا إلى أن استئناف التعليم سيجلب الأمل والتعافي والاستمرارية في خضم الدمار.
 
وأضاف، إعادة الأطفال في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى مسار التعلم هي أولوية وكالة (الأونروا). الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى زرع مزيد من اليأس والتطرف.
 
وقال لازاريني:"قبل وقف إطلاق النار، استفاد أكثر من 60 ألف طفل من مساحات التعلم المؤقتة التي أنشأتها الأونروا في الملاجئ المجتمعية للنازحين"، وتابع "وقد أتاحت هذه المساحات فرصًا للتعلم الأساسي والأنشطة الترفيهية، مما منح الأطفال بعض الراحة من أهوال الحرب".
 
ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل (الأونروا) على توسيع عدد هذه المساحات لتوفير التعليم غير الرسمي في المناطق التي أصبح الوصول اليها ممكنا، ومع اقتراب فصل الشتاء، تحتاج الوكالة بشكل عاجل إلى إدخال آلاف الخيام والأغطية البلاستيكية لحماية الأطفال من البرد القارس.
 
بالتوازي مع ذلك، سيتلقى ما يقرب من 300,000 طفل دروسًا أساسية في القراءة والكتابة والحساب عن بُعد، بدعم من معلمي (الأونروا)، وعلى مدار فترة الحرب، أوفى موظفوا الأونروا بوعدها، لكنها بحاجة إلى المزيد من الدعم والوقت لإعادة التعليم في قطاع غزة، لأن معظم مباني المدارس دُمّرت أو تضررت بشدة، وإعادة بنائها وترميمها ستتطلب وقتًا وموارد. وختم لارازيني قائلا:"فالتعليم لا يمكن أن ينتظر".

وفي سياق متصل حول انعكاس الوضع المأساوي العام الناتج عن حرب التجويع والابادة التي نفذها الجيش اسرائيلي في قطاع على أطفال القطاع، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" من كارثة إنسانية وزراعية غير مسبوقة في قطاع غزة.

وأكدت المنظمة في تقريرها السنوي أن أقل من 5% فقط من الأراضي الزراعية ما زالت صالحة للزراعة، بعد تدمير أكثر من 80% من المساحات المزروعة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .

وقالت، إن نحو 70% من البيوت البلاستيكية الزراعية دُمّرت بالكامل، فيما تضررت غالبية الآبار، ما جعل الوصول إلى المياه شبه مستحيل، وأدى إلى انهيار شبه كامل في منظومة الإنتاج المحلي داخل القطاع.

وأكد التقرير أن غزة أصبحت تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتها الغذائية، محذراً من أن استمرار القيود على دخول الإمدادات الزراعية والوقود عبر المعابر سيقود إلى مجاعة واسعة خلال الأشهر المقبلة.

وأضافت المنظمة أن 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على غذاء كافٍ، مشيرة إلى أن إنتاج الخضروات والحبوب انخفض إلى أقل من نصف مستواه قبل عامين، في حين تعرّض قطاع الصيد البحري لتدمير واسع وتقييدات مستمرة حالت دون عمله الطبيعي.

وصنفت "فاو" قطاع غزة ضمن أسوأ أربع أزمات غذائية في العالم خلال عامي 2024-2025، داعية إلى استجابة طارئة متعددة القطاعات تشمل الأمن الغذائي والمياه والصحة والدعم النفسي، لتفادي انهيار إنساني شامل في القطاع.