بقلم : سري القدوة
الاربعاء 3 آب / أغسطس 2022.
الهجوم الذي تتعرض له مدينة جنين ومخيمها والذي أدى إلى اصابة واعتقال العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني يأتي استمرارا للحرب الاسرائيلية المتواصلة على المقدسات الاسلامية والمسيحية واستمرار الهجوم على المدن والقرى والمخميات الفلسطينية الذي يتزامن مع مواصلة الاقتحامات والاعتداءات في مدينة القدس المحتلة وخاصة في المسجد الاقصى المبارك، واستمرار سياسة الاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية هو ما يخلق المزيد من أجواء التوتر والتصعيد الذي تتحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عنه.
ما يجري في مدينة جنين وبعد اغتيال الاعلامية المقدسية شرين ابو عقلة صوت جنين حيث ينفرد الاحتلال يوميا في تنفيذ سلسة من الهجمات ويوسع عملياته في جنين ومخيمها بالإضافة الى استمرار ما يجري في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية وهي سياسة ستدفع الأمور نحو الانفجار الشامل الذي لا يمكن السيطرة عليه إطلاقاً .
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل مسؤوليةَ العدوان وما يجري في جنين ولن يستطيع المستوطنين المدعومين من جيش وحكومة الاحتلال النيل من الشعب الفلسطيني وتمرير مخططهم الاستعماري الاستيطاني ولا يمكن استمرار جرائم الاحتلال وتغييب الحقيقة وما يجري من وقائع عدوان شامل ضد الشعب الفلسطيني في جنين ومخيماتها يجب ان يتوقف ولا يمكن لمثل هذه الجرائم ان تمر بدون عقاب وبات من المهم التدخل الدولي وإجراء تحقيقات شاملة من قبل المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين وخاصة مع ارتكاب حكومة الاحتلال جرائم في مسافر يطا وغيرها من الجرائم وهذا الامر يتطلب من قبل القيادة الفلسطينية وضع قرارات المجلس المركزي الفلسطيني موضع التنفيذ .
شروع حكومة الاحتلال الاسرائيلي المتطرفة بتطبيق مخططات الاستيطانية الجديدة لتشمل بناء 3988 وحدة سكنية لتوسيع المستوطنات بما فيها العديد من البؤر الاستيطانية العشوائية المعزولة ويشكل هذا العمل استمرار العدوان وما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة تحديا للمجتمع الدولي وخصوصا الادارة الامريكية التي عبرت عن معارضتها الشديدة لهذا البناء، والذي عبر عنه أكثر من مسؤول أمريكي مؤخرا وبالرغم أيضا من الإدانات الدولية الواسعة لهذا القرار والتحذيرات الأممية لمخاطرها على أية جهود مبذولة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ولتثبيت التهدئة تمهيدا لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع حيث يشكل ذلك استخفافا إسرائيليا مفضوحا لتلك المواقف الدولية والأمريكية ويجب على الإدارة الاميركية سرعة التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا الهجوم الاسرائيلي الذي يجعل الوضع يصل إلى مرحلة اللاعودة التي لا يمكن توقع نتائجها .
استمرار العدوان الاستعماري العنصري يأتي في إطار عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ومسافر يطا والأغوار وبهدف القضاء على اية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة وأن حكومة التطرف تسابق الزمن لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال وفقا لخارطة مصالح إسرائيل الاستعمارية كما يحاول التكتل اليميني المتطرف الاستفادة القصوى على حساب الارض الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة .
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مواقفها المعادية للسلام ومشاريعها الاستعمارية التوسعية التي تهدد بتفجير ساحة الصراع برمتها ويجب على الإدارة الامريكية الشروع فورا باتخاذ مواقف واضحة من قبل الرئيس جو بايدن والوفاء بالتزاماته ووعوده وترجمة مواقفه وأقواله إلى أفعال وإجراءات ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية لوقف جميع انشطتها الاستيطانية بما يؤدي لحماية حل الدولتين ووقف الانفجار الشامل .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com