السبت 19 تموز 2025

السويداء بين الفتنة الداخلية والممر الإسرائيلي البديل: أطماع جيوسياسية تتجدد بالمنطقه.


بقلم: أحمد صلاح عثمان
كاتب ومحلل سياسي

بين تضاريس جبل العرب وهدوء السويداء الظاهري، يتحرك صراع خفي يتجاوز حدود الطائفة والمكان، ليرتبط بمشروع جيوسياسي كبير تُعيد إسرائيل رسمه بالتوازي مع التحولات الإقليمية. فما يجري اليوم في السويداء ليس بعيدًا عن إعادة إحياء مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، ومخططات "ممر داوود" الإسرائيلي.

الفتنة المستيقظة... وأصابع خارجية
هكذا تطورت الأحداث الأمنية في السويداء خلال أيام قليلة
عودة التوتر بين الدروز والبدو، رغم أنه نزاع يمتد لأكثر من أربعة قرون، يطرح تساؤلات عن توقيته ودوافعه. فبعد سنوات من الجمود، تُفتح هذه الجراح القديمة في ظل صمت الدولة وتخبط واضح، بالتزامن مع نشاط خفي لأطراف خارجية، يُرجح أن من بينها إسرائيل التي تسعى لتفكيك البنية الاجتماعية للمنطقة عبر تأجيج التناقضات.

ممر داوود: البوابة الإسرائيلية الجديدة
تضع إسرائيل السويداء ضمن ما تسميه بـ"ممر داوود"، وهو ممر بري يمتد من الجولان إلى التنف، ثم شمال شرقًا إلى المناطق الكردية وإربيل، ليصل إلى الحدود التركية. هذا الممر يربط إسرائيل بالخليج العربي وأوروبا، ويفتح لها منافذ استراتيجية تغنيها عن الاعتماد على قناة السويس.

الموقع مقابل قناة السويس

بحسب مراقبين، فإن إسرائيل ترى في هذا الممر الجغرافي بديلاً استراتيجيًا لقناة السويس المصرية. فهو يوفر لها:

- طريقًا تجاريًا بريًا مباشرًا نحو أوروبا وآسيا.
- معبرًا عسكريًا آمنًا ضمن النفوذ الأميركي.
- وسيلة للضغط الجيوسياسي على مصر وتركيا.
- نقطة تهديد لمشروع الصين في "طريق الحرير".

السويداء... ضحية مشروع إقليمي أكبر

تكشف المعطيات أن ما يحدث في السويداء ليس سوى جزء من صراع إقليمي تقوده إسرائيل وأطراف دولية لإعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا والمنطقة. ومع تهميش الدولة السورية المستمر للمنطقة، يصبح أهالي السويداء، ودروز جبل العرب تحديدًا، في مواجهة خطر التورط في مشروع إسرائيلي لا يخدم سوى مصالحه التوسعية.

ملخص التقرير
إن ما نراه في السويداء اليوم، ليس فتنة أهلية عابرة، بل محطة متقدمة في صراع طويل على الجغرافيا، تلعب فيه

 إسرائيل دور المخرج الصامت*. وبينما تغيب الدولة، ويصمت الإقليم، تبقى الجغرافيا السورية عرضة لإعادة التشكيل… والفراغ لا يدوم طويلًا.