الأربعاء 22 تشرين الأول 2025

الرئيس محمود عباس… القائد المؤسس ورفيق درب الشهيد أبو عمار



بقلم: عصام الحلبي

في مسيرة الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها، تنهض إرادة القادة الأوفياء الذين يحمِلون الوطن في قلوبهم، ويقودون شعبهم بثبات نحو الأمل والتحرر.
ومن بين هؤلاء القادة الأفذاذ، يقف الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، القائد المؤسس ورفيق درب الشهيد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار)، أحد أعمدة الثورة الفلسطينية وأركانها الأوائل الذين أطلقوا شرارتها وصاغوا هويتها الوطنية والسياسية.

لقد كانت حركة "فتح” والثورة الفلسطينية المعاصرة ثمرة جهود وطنية صادقة تأسست على يد القائدين أبو عمار وأبو مازن ورفاق دربهم من القادة المؤسسين، الذين حملوا همّ الوطن والقضية، ووحّدوا البندقية والكلمة والقرار، إيمانًا بأن الحرية تُنتزع ولا تُمنح، وأن فلسطين لا يُمثلها إلا أبناؤها الأوفياء.

منذ انطلاقة الثورة، كان الرئيس أبو مازن أحد أعمدة الفكر الوطني والسياسي الفلسطيني، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا تحقيق الاستقلال الوطني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب الوطن وعاصمتها القدس الشريف.
ومع استشهاد القائد المؤسس أبو عمار، حمل الرئيس أبو مازن الأمانة بصدق ووفاء، فحافظ على الثوابت الوطنية وصان القرار الوطني المستقل، وواصل مسيرة النضال السياسي والدبلوماسي في مواجهة الاحتلال وسياسات التهويد والاستيطان، مؤكدًا أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن حق العودة لا يسقط بالتقادم، وأن لا تفريط في الأرض أو السيادة.

وفي موازاة نضاله السياسي، خاض الرئيس أبو مازن معركة لا تقل أهمية عن مواجهة الاحتلال، وهي معركة الإصلاح ومحاربة الفساد، إدراكًا منه أن بناء الوطن لا يتحقق إلا بمؤسسات قوية، نظيفة، خاضعة للمسائلة.
وقد أعلنها سيادته بوضوح وشجاعة:

"لن يكون أحد فوق القانون، ومن يخطئ بحق الوطن أو المال العام سيُحاسب مهما كان موقعه".
تلك ليست مجرد كلمات، بل موقف وقرار وطني جاد يؤكد أن الإصلاح ركيزة من ركائز النضال، وأن الحفاظ على المال العام واجب وطني لا يقل أهمية عن الدفاع عن الأرض.
ومن هنا جاءت توجيهاته الدائمة لمؤسسات الدولة وهيئة مكافحة الفساد بضرورة ملاحقة كل من يعبث بثروات الوطن أو يستغل موقعه لتحقيق مصالح شخصية، تأكيدًا على أن الوطن ليس غنيمة لأحد، بل مسؤولية جماعية أمام الله والتاريخ.

لقد أثبت الرئيس محمود عباس أن النضال لا يكون بالبندقية وحدها، بل أيضًا بالكلمة والموقف والمفاوضة الشريفة، وأن الدبلوماسية الوطنية يمكن أن تكون سلاحًا فاعلًا في وجه الاحتلال حين تُستخدم دفاعًا عن الحق لا تخلّيًا عنه.
فكما كان أبو عمار رمز الثورة والكفاح المسلح، فإن أبو مازن هو رمز الثبات والبناء السياسي والدبلوماسي، الذي نقل صوت فلسطين إلى كل المنابر الدولية، وجعل من الاعتراف بدولة فلسطين حقيقة سياسية وقانونية لا يمكن للعالم تجاهلها.

إننا اليوم، أبناء هذا الشعب الصامد، نؤكد وقوفنا الكامل خلف سيادة الرئيس محمود عباس، دعمًا لخطواته الوطنية والإصلاحية، وثقةً بحكمته وقدرته على قيادة شعبنا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.
ونؤمن أن القيادة الفلسطينية التي تأسست على يد القائدين أبو عمار وأبو مازن ورفاق دربهم من القادة المؤسسين ستبقى وفية للثوابت، مخلصة للمبادئ، متمسكة بالقرار الوطني المستقل، لا تساوم على الحقوق ولا تفرّط بالكرامة الوطنية.
فالمناصب زائلة، والمكاسب مؤقتة، أما فلسطين فباقية في القلوب والضمائر، عصيّة على الانكسار، خالدة بقيادتها وشعبها وإرثها النضالي العظيم.