بقلم : سري القدوة
الأربعاء 9 حزيران / يونيو 2021.
من المتوقع ان تبدأ مصر بتوجيه دعوات للفصائل الفلسطينية خلال ايام لاستئناف الحوار الوطني في القاهرة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشان انهاء الانقسام ووضع خارطة طريق عملية لتنفيذ ذلك وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ونأمل ان تنجح تلك الجهود في تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإيجاد حلول عملية لمشاكل قطاع غزة المتراكمة منذ عشر سنوات والجميع يكون تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
تتبلور اهمية الحوار الفلسطيني في ضرورة انهاء الانقسام ووضع حد لكل ما يثار من قضايا سلبية تعمق وتكرس فكرة الوطن البديل او اقامة حكم مستقل في قطاع غزة ووضع حد لهذه المؤامرات التي من شئنها اعاقة تقدم الشعب الفلسطيني وتكرس عمر هذا الانقسام البغيض حيث استغلت حكومة الاحتلال هذه المواقف ودعمت الانقسام وعززت من السيطرة على قطاع غزة .
حان الوقت وآن الاوان ان تختفي كلمات ومصطلحات الانقسام والانقلاب من التاريخ الوطني الفلسطيني ويحل محلها الوحدة والاتحاد وخاصة بعد ان توحد الكل الفلسطيني في بوثقة النضال الوطني في كل فلسطين ووقف الجميع عند مسؤولياته في تجسيد معاني الوحدة الوطنية وهذا ما يطمح له الشعب الفلسطيني ولقد جسدت القدس تلك المعاني في الصمود والوطنية والوحدة وكانت بمثابة النبراس الوطني لنسترشد منه خلال المسيرة الكفاحية للشعب الفلسطيني .
المعركة الاخيرة مع الاحتلال هي معركة القدس والدولة الفلسطينية المستقلة لم تنتهي ولكنها بدأت، ولن تنتهي الا بالاستقلال وتحقيق طموح ابناء الشعب الفلسطيني والاحتلال يصعد من عدوانه للنيل من صمود وإصرار ووحدة الشعب الفلسطيني ومعركة القدس مازالت مستمرة ولن تتوقف لحظة واحدة رغم الهدنة التي تمت بين الفصائل في غزة والاحتلال الاسرائيلي عبر الجهود المصري ونأمل في هذا المجال ان يتم تثبيت الهدنة لتتحول الى تهدئة طويلة الامد وتشمل كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس ومنع تهجير سكان حي الشيخ جراح وبطن الهوى في سلوان والتوقف الاسرائيلي عن محاولة التغيير الديمغرافي في المدينة المقدسة وكذلك في كافة الاراضي بالضفة الغربية المحتلة ووقف التوسع الاستيطاني الاستعماري .
ان تلك المواقف التي نقدرها لكل من الاردن ومصر والتي بدأت نتائجها تتفاعل مع تلك التصريحات الامريكية المهمة وما صرح به الرئيس الاميركي بايدن اخيرا والذي يتوافق مع القيادة الفلسطينية في نفس المطالب حول التهدئة وهذا شيء في غاية الاهمية بمدلولاته السياسية للانتقال الى مرحلة اعادة اعمار قطاع غزة لان الدمار الذي حصل في العدوان الاخير فاق ما جرى في عدوان عام 2014 .
النضال الوطني الفلسطيني والمقاومة متعددة الاشكال لن تتوقف الا بتوقف الاطماع الاسرائيلية في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ووضع حد للاحتلال فلا دولة بدون القدس ولا سلام ولا استقرار ولا أمن في المنطقة كلها بدون انهاء الاحتلال لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة وان اي تجاوز لحقوق الشعب الفلسطيني يعتبر امر مرفوض ولا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا بد من التأكيد على اهمية الدور المصري في انهاء الانقسام والعمل بشكل مباشر على ترسيخ وقائع المنطلقات السياسية ضمن ما تم الاتفاق عليه وضمن الرؤية الاردنية المصرية ومبادرة السلام العربية التي مازالت قائمة وستبقى لأنها معتمدة من القمة العربية والقمم الاسلامية المتعاقبة منذ قمة بيروت والتي تؤكد على انه لا تطبيع ولا اعتراف بالاحتلال الاسرائيلي قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com