بهيجة البعطوط - تونس
دراسة مختصرة
أقدم لكم هذه الدراسة عبر سلسلة من الحلقات للتعريف بالحزب الدستوري الحرّ، الذي يُعدّ أول حزب وطني تونسي، وكان له دور كبير في بناء الدولة الوطنية وتحريرها من الاستعمار.
التأسيس
ساهمت مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية في تطور الحركة الوطنية ونشأة الحزب الدستوري الحرّ التونسي. ولابد من العودة إلى ظروف نشأته وتكوينه، والتعرف على العوامل الداخلية التي ساعدت على تأسيسه.
بدأت حركة الشباب التونسي في تطوير العمل الوطني بعد أن تم الإفراج عن زعمائها الذين اعتقلوا إثر أحداث الجلاز، وخاصة عبد العزيز الثعالبي، الذي أسس الحزب الدستوري الحرّ التونسي في مارس 1920. جاء التأسيس نتيجة لتراكم الصعوبات الاقتصادية، حيث تراجع الإنتاج الصناعي، وغزت المنتجات الأوروبية الأسواق المحلية، ما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية وانتشار المجاعة.
العوامل الخارجية
كان للعوامل الخارجية دور كبير في تطبيق مبادئ الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، التي تدعو إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها. استطاع عبد العزيز الثعالبي أن يقدم نموذجًا للإصلاحات السياسية ضمن إطار نظام الحماية، معتمدًا على سياسة العرائض، التي تقدّم بها للباي في 18 يونيو 1920، وأيضًا الوفود التي تم إرسالها إلى باريس في يوليو 1920، يناير 1921، ومايو 1924.
برنامج الحزب
في الكتاب الذي ألفه عبد العزيز الثعالبي وأصدره في باريس سنة 1920، طالب بأربعة نقاط أساسية في برنامج الحزب:
1. إرساء نظام دستوري.
2. الفصل بين السلطات الثلاث.
3. ضمان الحريات والمساواة.
4. وجوب التعليم لجميع المواطنين.
من خلال هذا البرنامج، قدم عبد العزيز الثعالبي نموذجًا للإصلاحات السياسية في إطار نظام الحماية، معتمدًا على سياسة العرائض مثل تلك التي قدمها للباي في 18 يونيو 1920. ورغم هذه الجهود، لم تجد مطالبه صدى إيجابي لدى السلطات الفرنسية.
الخلاصة
تمثل العشرينات فترة مهمة في تاريخ تونس، حيث برز أول حزب في البلاد، وركزت أعماله على إرساء نظام دستوري. ورغم أن مطالبه لم تجد استجابة من السلطات الفرنسية، إلا أن الحزب الدستوري الحرّ كان حجر الأساس في بناء الفكر السياسي الوطني التونسي.
---تابعونا فى الحلقه الثانيه عن دور الحزب فى الحركة النقابية