احمد صلاح عثمان – كاتب ومحلل سياسيى
تُعتبر القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية. فمنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين عام 1947، ثم إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، توسعت الأخيرة خارج الحدود المحددة لها عبر العنف والتهجير القسري للفلسطينيين إلى دول الجوا
تطورات القضية الفلسطينية:
بدأت مفاوضات السلام منذ مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاقيتي أوسلو 1993 و1995، إلا أنها لم تحقق للفلسطينيين استعادة أراضيهم بالكامل. ومع اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، عاد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليحتل صدارة الاهتمام الدولي، بعد فترة من الجمود استمرت لثلاثة عقود بسبب الأزمات الإقليمية والدولية.
وقد دفع هذا التصعيد المجتمع الدولي لمحاولة منع تحول النزاع إلى صراع إقليمي، وسط مخاوف من تعطيل مسار السلام، خصوصًا "حل الدولتين"، الذي تراجع منذ 2023.
أهمية قبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة:
أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الفلسطينيين مؤهلون للحصول على عضوية كاملة، رغم عرقلة الولايات المتحدة لهذا المسعى باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
وعلى الرغم من عدم تغيير القرار لوضع فلسطين القانوني، فإنه يعزز المطالبة بحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، استنادًا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
الربط بين "نمط الصراع" و"تقليص الصراع":
قبل مناقشة أهمية قبول فلسطين كعضو في الأمم المتحدة، يجب التوقف عند مفهومين أساسيين في السياسة الدولية وهما "نمط الصراع" و"تقليص الصراع". رغم اختلاف المعنى بينهما، إلا أنهما يتقاطعان في القاموس السياسي الإسرائيلي، حيث لا يتعلق الأمر بحل نهائي للصراع، بل بإدارته وفق آليات تقليل حدّته.
في السياق الفلسطيني-الإسرائيلي، تُشير بعض الأطروحات السياسية إلى أن الصراع على أراضي 1967 غير قابل للحل النهائي، لكنه يمكن أن يُدار بطريقة تقلل من حدّته وتأثيراته السلبية.
هنا يأتي مفهوم "تقليص الصراع"، الذي يقوم على اتخاذ خطوات عملية مكثفة لتحقيق تغيير جوهري في مسار الصراع، دون الحديث عن تسوية نهائية.
ويُعتبر قبول فلسطين كعضو في الأمم المتحدة خطوة ضمن هذا النهج، حيث يعزز الموقف الفلسطيني دوليًا، ويُشكل ضغطًا سياسياً على إسرائيل، مما يدفع باتجاه إعادة إحياء مسار السلام ومناقشة الحلول السياسية للصراع، مثل "حل الدولتين".
الامتيازات التي تحققها فلسطين بعضوية الأمم المتحدة:
•تمثيل رسمي بين الدول الأعضاء وفق الترتيب الأبجدي.
•الحق في المشاركة الكاملة في المناقشات الدولية، والتحدث باسم مجموعات دبلوماسية.
•إمكانية طرح مقترحات وتعديلات باسم الدول الأعضاء.
•حق الرد ضمن المداولات الرسمية للأمم المتحدة.
•المشاركة الفعالة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة.
الفيتو الأمريكي وتأثيره:
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار لمنع إحراج إسرائيل دولياً، حيث أن قبول فلسطين كعضو كامل من شأنه تعزيز الاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. كما أن هذه الخطوة ستدفع الدول التي لم تعترف بفلسطين سابقًا إلى إعادة النظر في موقفها، مما يُشكل ضغطًا سياسيًا لإحياء مشروع "حل الدولتين" كخيار واقعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
الختام
لذا فان مشروع حل الدولتين تعيشان جنيا الى جنب في إطار حدود آمنة ومعترف بهايجب ان يعود الى الواجهه من جديد لان هذا هو "المشروع الوحيد" المتاح على طاولة صناع القرار بالأمم المتحدة، رغم "تجميده".