الجمعة 24 تشرين الأول 2025

الأمم المتحدة تحيي الذكرى الـ80 لتأسيسها


وكالة النهار الاخبارية/ عبد معروف

أمام عالم يسوده التخبط والأزمات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأمام دول تتعرض للاحتلال وشعوب تتعرض لحرب إبادة والتجويع والفقر والحصار والتنكيل، وداخل مجتمعات يتوغل فيها تجارة المخدرات وتجار البشر، تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم، الذكرى الـ80 لتأسيسها، وعدت المنظمة الأممية في بيان صدر عنها بالمناسبة اليوم، أنها أكثر المنظمات الدولية شمولًا وتمثيلًا على مستوى العالم، وأنها لعبت منذ إنشائها، دورًا محوريًا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان، ودفع عجلة التقدم الاجتماعي، بما في ذلك تحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، مما أسهم (كما نص البيان) في تحسين حياة الملايين ورفع مستوى المعيشة حول العالم.

وأكدت الأمم المتحدة على أنها تواجه تحديات جديدة تتطلب التكيف والابتكار. ومن خلال خطة عام 2030، وميثاق المستقبل، ومبادرة الأمم المتحدة 80، تسعى المنظمة إلى إعادة بناء أسس التعاون الدولي، وضمان قدرتها على تلبية احتياجات الشعوب في كل مكان، في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة.

لا توجد منظمة عالمية أخرى تتمتع بالشرعية والسلطة والأثر المعياري الذي تتمتع بها الأمم المتحدة. كما لا توجد منظمة عالمية أخرى قادرة على بعث الأمل في كثيرين لعالم أفضل، كما لا توجد منظمة أخرى له من قدرة الأمم المتحدة في تحقق المستقبل الذي نصبو إليه. ولم يمر وقت في ما مضى كانت فيه الحاجة ملحة جدا لتوحيد جميع البلدان للوفاء بوعد الأمم المتحدة كما هو الحال اليوم.

ولذا، فهذه المناسبةالسنوية هي فرصة للتعريف وللتوعية خطتنا المشتركة والتشديد على مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها التي كانت البوصلة التي وجهت عمل المنظمة على مدار السنين الماضية من عمرها.

وفي لبنان، احتفلت قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني بالذكرى السنوية لتأسيس الأمم المتحدة صباح اليوم، وهذه الذكرى مناسبة سنوية تعتمدها "اليونيفيل" منذ انتدابها إلى منطقة جنوب الليطاني، في آذار من العام 1978، بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426، كونها جزءاً من المنظمة الدولية.
وفي السياق، اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيان، لمناسبة "يوم الأمم المتحدة"، أنه "بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعي دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان بمرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحولات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهد أمني وجيوسياسي جديد".

وقالت: "في العام 1945، كان لبنان واحدا من الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة كمحاولة لتجنّيب البشرية المزيد من المعاناة بعد الدمار الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، نشأت شراكة قوية بين المنظمة ولبنان، الذي شقّ طريقه في ساحةِ العمل الدولي متعدد الأطراف، ولا سيما من خلال مساهمته في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وعلى امتداد العقود، واكبت الأمم المتحدة الشعب اللبناني في مختلف المحطات، لا سيما خلال الفترات التي طغت عليها الأزمات والاضطرابات، وذلك عبر بعثاتها السياسية وعمليات حفظ السلام، إلى جانب وكالاتها المتخصصة وصناديقها وبرامجها الانمائية".

أضافت: "يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظل حالة من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرة أعادت الحياة لعدد من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنوات من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمار واسع، في ظل نقص حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة. الأمر الذي يخلق سياقا يتعذر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر".

تابعت: "لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكررة في الماضي دون معالجة حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب عملاً دؤوباً، على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يوماً مصدر هذا الفشل".

وختمت: "ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعياً لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".
منظمة الأمم المتحدة التي يُحتفل بإنشائها كانت قد ٩تأسست عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حدّد ميثاق الأمم المتحدة الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين.