الجمعة 17 تشرين الأول 2025

أوروبا ترحب بوقف إطلاق النار في غزة بالأمل



بقلم: مادلينا شيلانو

أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تفاؤلاً حذراً في أوساط المجتمع الدولي، لا سيما في أوروبا.
وقد شهدت قمة السلام في شرم الشيخ مشاركة رفيعة المستوى من جانب الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأعضاء فيه، بما في ذلك إيطاليا، في إشارة واضحة إلى حرص القارة الأوروبية على ألا تبقى خارج مسار التسوية وإعادة الاستقرار لما بعد الحرب.

الاتحاد الأوروبي... دعم سياسي وإنساني لإحلال السلام

رحب الاتحاد الأوروبي بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، واعتبره خطوة "تاريخية” نحو إنهاء الحرب وبدء عملية إطلاق سراح الرهائن.
شارك في القمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ممثلاً للاتحاد، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب اللذين ترأسا أعمال القمة.
وأكد الاتحاد الأوروبي في مداخلاته على رسالتين أساسيتين:

1. دعم الحل السياسي القائم على حل الدولتين:
أعاد القادة الأوروبيون تأكيد التزامهم بتحقيق سلام عادل ودائم يقوم على حل الدولتين، مع استعداد الاتحاد للمساهمة في أي مبادرة تحقق هذا الهدف.
كما أقرّ البرلمان الأوروبي مؤخرًا سلسلة من القرارات التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

2. التزام إنساني وإعادة إعمار غزة:
شدد الاتحاد على استعداده للقيام بدور رئيسي في ضمان الوصول الإنساني الكامل إلى القطاع، وتقديم دعم فعّال لجهود إعادة الإعمار بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب المستمرة منذ عامين.

وفي الوقت نفسه، عبّر عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين عن مخاوفهم من غموض "خطة ترامب”، خصوصًا فيما يتعلق بجهة إدارة غزة بعد الحرب، وضمان الأمن، ومستقبل الضفة الغربية.
وأكدت الأوساط الأوروبية أهمية أن تكون مرحلة ما بعد الحرب خاضعة للقانون الدولي، وألا تُدار بصورة حصرية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

إيطاليا... شريك فاعل من أجل السلام والاستقرار

شاركت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في قمة شرم الشيخ، تأكيدًا على أهمية استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لروما، وعلى الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في تحقيق السلام.
وجاءت المشاركة الإيطالية انسجامًا مع موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لأي مبادرة تسهم في إرساء هدنة دائمة، تحرير الرهائن، وإطلاق مسار سياسي قائم على التعايش السلمي بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وأعادت ميلوني التأكيد على أن إيطاليا، التي طالما دعمت الحوار بين الشعوب، ترى أن ضمان أمن إسرائيل لا يتعارض مع احترام القانون الدولي وحق الفلسطينيين في حياة كريمة وآمنة.
وستركز الجهود الإيطالية خلال المرحلة المقبلة على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ودعم مشاريع إعادة إعمار غزة.
تحديات المرحلة المقبلة... الأمن وإدارة ما بعد الحرب
رحّب العالم العربي والإسلامي بوقف إطلاق النار، إلا أن الطريق نحو سلام شامل لا يزال طويلاً ومعقداً.
فالمرحلة التالية من الاتفاق ستواجه عدة تحديات رئيسية، من بينها:
نزع سلاح حركة حماس،
تحديد الجهة المسؤولة عن إدارة غزة بعد الحرب،
وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين دون عوائق.

ورغم التحديات، مثّل مؤتمر شرم الشيخ للسلام لحظة أمل وفرصة لإعادة إحياء الدبلوماسية متعددة الأطراف، في وقت تتطلع فيه المنطقة والعالم إلى تسوية شاملة تنهي المعاناة وتعيد الاستقرار.

أوروبا وإيطاليا في المقدمة

تبقى المسؤولية الآن على عاتق المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، لضمان أن يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام حقيقي ودائم، لا يخدم فقط الرهائن وأهالي غزة، بل المنطقة بأسرها.