الأربعاء 5 تشرين الثاني 2025

أجواء الحرب تخيم في سماء لبنان وقلق من احتمالات التصعيد الاسرائيلي


وكالة النهار الإخبارية/ عبد معروف

مازالت الأوضاع اللبنانية والعمليات العسكرية الاسرائيلية في لبنان، تحتل مساحة واسعة من الاهتمام المحلي والعربي والدولي، مع استمرار احتلال الجيش الاسرائيلي لخمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية، وتصاعد العدوان الاسرائيلي باتجاه لبنان والخرق المستمر للسيادة اللبنانية.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس بأن حزب الله يلعب بالنار وأن الجيش الاسرائيلي سيعمل على تصعيد هجماته على لبنان ولن يسمح بتهديد المستوطنات الاسرائيلية قرب الحدود اللبنانية، لتزيد الأوضاع تعقيدا ويزيد من القلق والمخاوف من إمكانية أن يعمل الجيش الاسرائيلي بغطاء سياسي من حكومة بنيامين نتنياهو على تصعيد المواجهة على الجبهة اللبنانية.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله"ربما نقصف الضاحية الجنوبية من بيروت في حال لم تكن إجراءات جدية لنزع سلاح حزب الله"، و"أن الجيش الاسرائيلي بصدد تقديم توصية إلى القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات تهدف لإضعاف حزب الله".
لبنان الرسمي والشعبي يعيش حالة قلق، من إمكانية أن تعمل تل أبيب على تصعيد عدوانها العسكري ضد لبنان وما ينتج عنه من ضحايا وتدمير وتهجير في ظل حالة الانقسام والانهيار والاهتراء السياسي والاقتصادي التي تمر بها البلاد.
رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون طلب من قيادة الجيش اللبناني الاستعداد والاستنفار ومواجهة أي توغل إسرائيلي محتمل، أما حزب الله فقط أعلن بشكل صريح وواضح أنه أصبح بجهوزية تامة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل.
أما التهديدات الاسرائيلية بالتصعيد العسكري باتجاه لبنان ضد حزب الله، واستعداد الجيش اللبناني وحزب الله لمواجهة أي توغل إسرائيلي، جاءت تصريحات الموفد الأمريكي توم بارك بأن لبنان دولة فاشلة، وأن حزب الله مازال يمتلك آلاف الصواريخ في جنوب لبنان تهدد المستوطنات الاسرائيلية، لتمنح حكومة نتنياهو وقيادة الجيش الاسرائيلي غطاء لتصعيد عدواني أصبح يثير القلق والمزيد من الاهتمام المحلي والعربي والدولي من أن يعيد نتنياهو مغامراته الدموية والتدميرية في لبنان من أجل نزع سلاح حزب الله وفتح قنوات الاتصال المباشرة بين بيروت وتل أبيب للوصول إلى إتفاقية "سلام".
وهذا ما يفسر تدفق الموفدين العرب والدوليين إلى لبنان وتحركهم باتجاه بيروت لإبلاغ السلطة اللبنانية وبغطاء تهديدي واضح من أن تل أبيب تستعد لعدوان واسع.
وبالتزامن مع كل هذه التهديدات وزيارات الوفود، يستمر الجيش الاسرائيلي بعدوانه مستهدفا المناطق اللبنانية المختلفة، ما دفع الجيش اللبناني لإعلان حالة الاستنفار وأدخال تعزيزات عسكرية إلى جنوب لبنان خاصة قرب عيثرون الحدودية.
المشهد الداخلي اللبناني، وضغط العدوان العسكري الاسرائيلي المستمر والمتصاعد، المترافق مع ضغط دولي برضى عربي يجعل الوضع اللبناني في غاية التعقيد، وما يجعل الحلول صعبة في المدى المنظور، خاصة وأن الانقسام اللبناني حول الخيارات وهو انقسام تاريخي له جذوره وأبعاده الطائفية والمذهبية، يجعل الوفاق اللبناني حول معالجة القضايا الداخلية أو سبل مواجهة العدوان الاسرائيلي أمر غير منظور في هذه المرحلة المصيرية.