الأحد 24 تشرين الثاني 2024

مستشفيات بريطانيا تعتمد دواء لسرطان الثدي يطيل أعمار المصابات


النهار الاخباريه وكالات

في المملكة المتحدة أوصت مستشفيات "هيئة خدمات الصحة الوطنية" ("أن أتش أس"NHS ) بالاستخدام الروتيني لدواء يمكنه أن يطيل أعمار النساء المصابات بنوع من سرطان الثدي غير قابل للشفاء، وذلك بعدما كان مسؤولون في الصحة منعوا اعتماده، قبل ستة أشهر فقط.

في فبراير (شباط) الماضي، ذكر "المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية" (اختصاراً "نيس" NICE) أنه مبدئياً لا يمكنه التوصية باستخدام عقار "أبيماسيكليب" abemaciclib بشكل روتيني في إنجلترا، لأن العقار، وفق الهيئة، لم يكن فاعلاً قياساً إلى تكلفته.

ولكن في تحول كامل يوم الخميس الماضي، ألغى "نيس" قراره ونشر مسودة توجيه توصي بأن النساء البالغات اللواتي خضعن لعلاج الغدد الصماء يجب أن يعطين دواء "أبيماسيكليب" إلى جانب عقار "فولفيسترانت" fulvestrant لعلاج "سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات إنما السلبي لبروتين "أتش إي آر 2" (HER2 "مستقبل عامل نمو البشري الثاني")، الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يجيء قرار إجازة "أبيماسيكليب" بعدما علمت الهيئة أن قلة من المريضات لجأن إلى العلاج الآخر الوحيد المستخدم عادة في هذه المرحلة من السرطان، الذي يشتمل على العقارين "إكسيميستان" exemestane و"إيفيروليموس" everolimus ، ذلك أنه تسبب لهن بآثار جانبية مزعجة جداً.

وذكر "نيس" أن توصيته الإيجابية بشأن "أبيماسيكليب" جاءت بعد خطة نهضت بها الشركة الأميركية المصنعة للدواء "إيلي ليلي" Eli Lilly لتسهيل وصوله إلى المريضات، ذلك أنها ستقدم المنتج، المعروف أيضاً باسم "فيرزينيو" verzenios ، بسعر مخفض.

يؤخذ "أبيماسيكليب" على شكل أقراص مرتين يومياً، وهو من فئة الأدوية المعروفة باسم مثبطات "سي دي كي/ 6" ( CDK4/6 "إنزيم الكيناز المعتمد على السيكلين 6")، ويعمل من طريق تثبيط البروتينات في الخلايا السرطانية التي تسمح للسرطان بالانقسام والنمو.

يمنح العلاج مريضات السرطان وقتاً أطول قبل أن يتفاقم مرضهن، ويؤخر أو يحول دون الحاجة إلى الخضوع للعلاج الكيماوي.

في العادة، يبلغ سعر علبة من "أبيماسيكليب"، تحتوي على 56 قرصاً بحجم 150 مليغراماً، ألفين و950 جنيهاً استرلينياً (باستثناء ضريبة القيمة المضافة)، لكن "إيلي ليلي" وافقت على خفض تكلفته على "هيئة خدمات الصحة الوطنية"، إنما بقيت قيمة الخصم طي الكتمان.
كذلك أفاد "المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية" أن معلومات إضافية وصلته أيضاً بشأن الفائدة التي يعود بها على المريضات وجود عقار "أبيماسيكليب" في المتناول كخيار علاجي، ذلك أنه يستخدم كدواء بديل لعلاجات أخرى مثبطة لـ"CDK 4/6" متاحة حاضراً، وله آثار جانبية مختلفة.

تحدث في هذا الشأن ميندرت بويسن، مدير "مركز التقييم الصحي والتقني" في "نيس"، فقال إن "سرطان الثدي المتقدم حالة صحية غير قابلة للشفاء، والهدف من العلاج تأخير تفاقم الورم وإطالة فترة بقاء المريضة على قيد الحياة".

وأضاف بويسن أن "الهيئة علمت أن مثبطات (سي دي كي/ 6) من قبيل (أبيماسيكليب) قد حظيت بترحيب من جانب المريضات، لأنها يمكن أن تطيل الوقت قبل أن يتفاقم مرض السرطان، وتؤجل تالياً أو تمنع الحاجة إلى العلاج الكيماوي".

كذلك استمعت الهيئة، وفق بويسن، "من خبراء يتابعون المرضى أن (أكسيميستان) و(إيفيروليموس)، العلاج الذي يستخدم عادة في هذه المرحلة، لم يلقَ الاستحسان وأُعطي لعدد قليل فقط من المرضى الإناث جراء تأثيراته في نوعية الحياة التي لا تختلف عن تبعات العلاج الكيماوي".

"لذا نحن سعداء جداً لأننا قادرون على أن نوصي بإعطاء (أبيماسيكليب) مع (فولفيسترانت) الآن بصورة روتينية كخيار علاجي آخر للمصابات بسرطان الثدي المتقدم، اللاتي سبق أن خضعن لعلاج الغدد الصماء."

ويتطلع "المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية" إلى إصدار توجيهاته النهائية بشأن "أبيماسيكليب" في سبتمبر (أيلول) المقبل، على ما قال بويسن.

ورحبت البارونة ديليث مورغان، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية "بريست كانسر ناو" Breast Cancer Now (سرطان الثدي الآن)، بالموافقة على "أبيماسيكليب" التي قالت إنها ستمنح مريضات سرطان الثدي المتقدم "أشهراً إضافية ثمينة" في الحياة.

وقالت البارونة مورغان إن "الموافقة اليوم على "أبيماسيكليب" مع "فولفيسترانت" للاستخدام الروتيني في مستشفيات "هيئة خدمات الصحة الوطنية"، بعد توافره لدى "صندوق أدوية السرطان"، تشكل أنباء رائعة بالنسبة إلى آلاف النساء المصابات بـ"سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات إنما السلبي لبروتين (أتش إي آر 2) غير القابل للشفاء".

و"بعد الرفض المؤقت المثير للقلق الذي أبداه (نيس) في وقت سابق من العام الحالي، يؤمن هذا القرار (الموافقة) الآن استخدام (أبيماسيكليب) لاحقاً لدى (أن أتش أس)، ما يجلب الأمل لنساء يستوفين شروط استعماله، اللواتي سيقدم لهن هذا العلاج المركب أشهراً إضافية ثمينة من أعمارهن، قبل أن يتطور مرضهن، ويمكنه أن يساعد حتى في إطالة أعمارهن"، حسبما ختمت البارونة ديليث مورغان.