السبت 23 تشرين الثاني 2024

كيف تحمي عينيك بالغذاء والتمارين الفعالة؟

النهار الاخبارية - وكالات 

يجلس الكثير من الأشخاص أمام أجهزة الحاسب الآلي، والهواتف، والفضائيات، ساعات طويلة خلال اليوم، وهذه العادات تسبب إجهاداً كبيراً للعين، وعدم إراحة هذا العضو بالمناظر الطبيعية، والبقاء طوال الوقت بين الجدران عوامل تزيد من تعبها وإضعافها، وهذه العادات والأخطاء يقع فيها الكبار والصغار، ما يؤدي إلى إصابة العين بالعديد من المشاكل والأمراض.

يتعرض قطاع كبير من أفراد المجتمع للتغذية غير الصحية، ما يعود بالسلب على النظر، إضافة إلى الملف الوراثي لبعض العائلات الذي يضم مشاكل في الإبصار، وكذلك حدوث بعض الصدمات، والحوادث التي لها دور مباشر في خلل الرؤية. يوجد العديد من الأساليب التي يمكن بها الحفاظ على النظر وتقويته، منها ما يتعلق بنوع الغذاء والفيتامينات، وأخرى ترتبط ببعض التمرينات الفعالة في هذا الشأن، كما يجب التخلص من بعض العادات والسلوكات التي تضر بالعيون.
الغذاء المفيد لسلامة العينين
كشفت دراسة صينية حديثة أن الغذاء له دور كبير في الحفاظ على النظر وتقويته، شرط أن يكون ثمة توازن في تناول الأطعمة، وتضمين الوجبات العناصر التي يحتاج إليها النظام البصري، حتى يستمر في قوته، وصحته، وأدائه المميز.

يقول الباحثون إن العين بحاجة ضرورية إلى هذه الأطعمة كي تتمكن من عملها والقيام بوظائفها بصورة فعالة، ومنها البروكلي، واللفت، والبنجر، والكرنب، والسبانخ، والخضروات التي لها أوراق خضراء. ومن الفاكهة البرتقال، والعنب، والكيوي. تحتوي هذه الخضروات والفواكه على مادة اللوتين، وهي نوع من الصبغات الموجودة في العين بتركيز عال خصوصاً في منطقة الشبكية، لأنها تعمل على مساعدة الخلايا في التصدي لتأثير الضوء الشديد، وبعض الأضرار الأخرى.

الغذاء المفيد لتحسين مستوى النظر
أثبتت التجارب البحثية التي أجريت على المتممات الغذائية التي تحتوي على مادة اللوتين أنها تساهم في تحسين مستوى النظر بصورة طبيعية، ويطلق عليها فيتامين العين، ولذلك ينصح بتناول هذه المكملات. تبين الدراسة أن مادة اللوتين تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة قوية، وبصورة طبيعية في هذه الأطعمة، حيث إن تناول نحو 14 مليجراماً من اللوتين يومياً يقلل من فرص تراجع النظر لدى كبار السن.
فيتامينات وأحماض مفيدة لسلامة العينين
يوجد بعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تقوم بدور جيد في الحفاظ على البصر، ومنها فيتامين أ، وأي نقص في هذا الفيتامين يؤثر بقوة في إحدى الصبغات الضرورية للرؤية أثناء الليل، أو في الأضواء الضعيفة، ما يجنب مشكلة العمى الليلي أو العشى الليلي. يوجد فيتامين أ في الجزر، والزبدة، والبطاطا، وزيت كبد السمك، والبنجر، والكوسة، وكبد الدجاج، والفلفل الأحمر، والخس، والشمام، والبطيخ الأصفر، والمشمش، والبقدونس.

يصف الباحثون أيضاً الأحماض الدهنية النافعة أو أوميجا3 لهذا الغرض، وتعد الأسماك من أفضل مصادر أوميجا3 مثل السردين، ولحم التونا، والمحار. وتفيد أيضاً في الوقاية من جفاف العين واعتام عدسة العين (الساد)، ويمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية لهذا الحمض الدهني.
البرتقال والزنك لسلامة العينين
يساعد تناول فيتامين ج أو ما يسمى فيتامين سي على الوقاية من مشاكل واضطرابات العين ومنها الماء الأبيض في العين. يوجد هذا الفيتامين في التوت، والخضروات ذات الورق الأخضر مثل (الملفوف، والخس، والجرجير، والفجل، والكزبرة)، والبرتقال، والفلفل الأصفر، وغيرها.

يفيد عنصر الزنك في الحفاظ على صحة العين، ويجب وضع هذا العنصر في الوجبات، فهو يساعد في إنتاج الميلانين الضروري لحماية العين من الضرر والتلف، ويقلل من فرص حدوث مشكلة الضمور البقعي مع كبر العمر. يتوفر عنصر الزنك في المكسرات مثل (الفستق، واللوز، والبندق، وعين الجمل، والكاجو)، وأيضاً اللحوم الحمراء، وسرطان البحر، والجمبري، والسردين، والسالمون، والكابوريا، والاستكوزا، والتونة، والمحار، والخضروات ذات الورق الأخضر.

للمزيد: نصائح للحفاظ على عينيك

البصل والجزر والثوم لسلامة العينين
يمنع تناول البصل، والثوم، والبيض، والبروكلي، والقرنبيط، والملفوف، واللفت من الإصابة بمرض المياه البيضاء، لأنها أطعمة مملوءة بعنصر الكبريت ومواد أخرى مفيدة لصحة العين. كما يحمي تناول الجزر، وصفار البيض، والفلفل الأصفر، والبطاطا من الأضرار التي تنتج عن التعرض لأشعة الشمس، إضافة إلى الخضروات. يعود السبب أنها تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، مثل بيتا-كاروتين.

التدخين والشمس وعلاقتها بالعينين
تنصح دراسة فرنسية بالتوقف عن التدخين، حيث يعتبر من الأسباب التي تقود إلى أضرار متعددة للعين، منها تلف في العصب البصري على مدار الوقت، وكذلك المياه البيضاء في العيم أو الكاتاراكت، والضمور البقعي (التنكس البقعي المرتبط بالعمر)، ولذلك من الضروري التخلص من هذه العادة السيئة والتوقف عن التدخين.

يمنع ارتداء النظارات الشمسية خطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تسبب أضراراً بالغة على صحة العين، ويجب على الأشخاص الذين تجبرهم ظروف عملهم على البقاء تحت أشعة الشمس أن يختاروا العدسات المناسبة للنظارات الشمسية.
وثبت أن استعمال كحل الأثمد يفيد في تحسين مستوى النظر، كما يحافظ على حالة العين في صورة جيدة، ويقوي العصب البصري، ويعجل من شفاء الالتهابات والقرح، وله دور في تنظيف العين من الداخل.

النظافة والنوم لسلامة العينين
يجب غسل وتعقيم العدسات اللاصقة بالمحلول المخصص لذلك، لأن عدم نظافتها يسبب تلف أجزاء من نسيج العين، كما ينبغي تطهير اليدين قبل التعامل مع العيون، ويجب الحذر عند استعمال المكياج في كل الأحوال، ولابد من تجنب كل ما يرهق العينين ويضعف البصر.

يقول الباحثون إن الحصول على القسط الكافي من النوم مهم للحفاظ على صحة النظر، وتمثل عادة السهر المنتشرة بين قطاع عريض من الصغار والشباب والكبار خطراً حقيقياً على حاسة الإبصار، كما أن مراجعة حالة مرض السكري واجبة، لأن السكري يسبب مضاعفات كبيرة على الشبكية والعصب البصري، ولذلك ينصح بالكشف الدوري المستمر لهؤلاء المرضى.

تمارين مهمة لسلامة العين
يتوفر العديد من تمارين العين التي يصفها الباحثون بأنها جيدة لتحسين صحة العين وتقوية النظر، رغم عدم وجود أدلة علمية على ذلك، لكنها تساهم في إعادة تشكيل العين من الداخل بصورة جيدة، ومنها التدليك وكذلك استخدام الإبر للتقليل من حالات إجهاد العين.

يتم تدليك أسفل العين بحركة دائرية بسيطة في اتجاه واحد 25 مرة، ثم يبدل التدليك في الاتجاه المعاكس، وتطبق هذه الطريقة على منطقة جسر الأنف وفوق العين بالعدد نفسه.
يمكن عمل هذه التمرينات في الصباح الباكر، أو عند الشعور بأي إجهاد للعيون، مثل وضع اليدين بلطف على العينين بعد التدفئة بأية وسيلة، ويستمر ذلك لمدة 20 ثانية، ثم يعود الشخص لتدفئة يده مرة أخرى ويكرر التمرين أربع مرات، وسوف يشعر براحة وتحسن ملحوظ.
تضمن التمرينات أيضاً الراحة القصيرة أثناء العمل ساعات طويلة على أجهزة الكمبيوتر أو المكتب، ثم وضع الرأس للخلف مع غلق العينين، والدخول في حالة الاسترخاء التام لمدة أربع دقائق، أو أكثر.
ينصح الباحثون هؤلاء الأشخاص وبخاصة الأطفال، بأن يغلقوا الأجفان عدة مرات، ويتركوا التركيز الطويل من دون القيام بهذه الحركة الطبيعية، لأن ذلك يؤدي إلى مرض جفاف العين بعد فترة.
ويوجد تمرين مفيد أيضاً، وهو تحريك العين في كل الاتجاهات، بداية من النظر لأعلى وتحريك الرؤية مع نفس اتجاه الساعة ببطء عدد ثماني مرات، والتمرين نفسه ولكن في الاتجاه المعاكس لحركة الساعة.
تمرين التركيز والتأمل، يمكن الإمساك بمسطرة صغيرة وفرد اليد إلى النهاية، ثم النظر إلى المسطرة بتركيز، وتحريك اليد ناحية الوجه حتى تكون المسافة عشرة سنتيمترات بين المسطرة والأنف، وتعود اليد مرة أخرى إلى الامتداد ببطء مع تركيز البصر على المسطرة، وتكرار هذا السلوك 12 مرة، لتقوية عضلات العين وتحسين النظر.
ويخصص الشخص بعض الدقائق للنظر إلى هدف بعيد، وآخر قريب بالتبادل، فهذه الطريقة تزيد من التركيز، وتعزز من عملية الرؤية، كما يفضل استخدام طريقة التأمل للمناظر الطبيعية، مع تحريك العين في كل الاتجاهات.
إجراءات ضرورية لسلامة العينين
تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن هناك بعض الإجراءات الضرورية التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحة العين وتجنب مشكلاتها، ومنها ما يلي:

عدم التركيز القوي في شاشات الحاسب الآلي لفترات طويلة، لأن هذا السلوك يساهم في تدهور الإبصار بشكل سريع.
يجب عدم السماح للأطفال بالجلوس أمام الإنترنت بالساعات أو مشاهدة الفضائيات وغيرها، والابتعاد الفوري عن التعرض للضوء الشديد، وكذلك الأدخنة والصدمات وحوادث العين.
تبين الدراسة أن النوم في وقت الظهيرة، أو ما يطلق عليه القيلولة يساهم في تحسين نوعية الرؤية، ويقوي النظر بصورة كبيرة، لأن العين تكون في حاجة إلى هذا الوقت من الراحة.
كشف أحد الباحثين أنه ينبغي عدم ارتداء النظارات طول الوقت، ويجب إطلاق العنان أمام الرؤية بخلع النظارة، حتى لا تتعود العين على هذه العدسات، ما يجعلها أكثر ضعفاً مع الوقت.
يفيد تدليك العين بصورة لطيفة لمدة ثوان بعد إغلاقها، في إعادة تدفق الدورة الدموية بشكل جيد، ويعطي حالة من الاسترخاء والتهدئة واستعادة حيويتها ونشاطها.