السبت 23 تشرين الثاني 2024

كيف تتغير حاسة التذوق مع التقدم في العمر؟

النهار الاخبارية - وكالات 

ينجذب الأطفال بشكل طبيعي إلى الحلويات، لكن ذوقنا يتغير مع تقدمنا ​​في العمر وتجربة الأطعمة الجديدة، فمستقبلات التذوق لدينا تتطور وتتأقلم مع البيئة من حولنا، وتتغير تفضيلاتنا مع تقدمنا ​​في العمر، حيث يدرس العلماء المزيد عن أذواقنا المتغيرة.

وكتبت "إميلي لو بو لوتشيسي" في مقال نشرته مجلة "ديسكوفر" (Discover Magazine) الأميركية عن آلية التذوق؛ وذكرت أنه عادة ما يكون لدى الشخص حوالي 10 آلاف برعم تذوق على لسانه، بالإضافة إلى جوانب وسقف فمه، ويوجد داخل كل برعم تذوق خلايا فردية ما بين 30 و50 مستقبل تذوق، هذه الخلايا تتجدد كل أسبوعين تقريبًا.
تنشيط مستقبلات التذوق
وتبيّن الكاتبة أن الأطعمة تعمل على تنشيط مستقبلات التذوق، فعندما يأكل شخص ما بطاطس مقلية مملحة تتسلل أيونات الصوديوم "+ إن إيه" (Na+) إلى خلية مستقبلات الذوق، التي تطلق أجهزة الإرسال. وبالمثل، فإن الطعام المر، مثل الزيتون، يرسل أيونات الكالسيوم "+سي إيه 2" (Ca2+) إلى خلية المستقبل.

وعن كيفية ترميز هذه الأذواق؛ تقول الكاتبة إنها تجربة فردية، إذ اكتشف العلماء أن التشفير لدينا يتغير بمرور الوقت، وتشكله الذاكرة والإدراك.
المذاقات الحلوة
وأشارت الكاتبة إلى أن العلماء لاحظوا أن الأطفال الصغار يظهرون تفضيلًا قويَّا للمذاقات الحلوة، لكن هذا التفضيل يتناقص في أواخر سن المراهقة، ويكتشف المراهقون الأكبر سنًا والأشخاص في أوائل العشرينيات من العمر أنهم لم يعودوا يهتمون بها كثيرًا، لكن مع التقدم ​​في العمر تمكننا ذاكرتنا وإدراكنا من تجربة عناصر غذائية جديدة وحتى الإعجاب بها.
وتقول نانسي روسون، من مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، "بينما ننمو ونتعرض لنكهات مختلفة، نتعلم الكثير"، مبينة أن هذا التطور يسمح للشخص بالتكيف مع التغيرات البيئية، إذ قد تكون بعض الأطعمة غير متوفرة أو يتم تقديم أطعمة جديدة، مضيفة أن حواسنا تتغير باستمرار طوال حياتنا، ويسمح هذا للنظام بالتفاعل مع البيئة حتى يتمكن من تحفيز النوع الصحيح من السلوك.

وعلى غرار الطريقة التي تتجدد بها خلايا الجلد بشكل أقل قوة مع تقدمنا ​​في العمر، فإن خلايا التذوق لدينا تتضاءل أيضًا. بالنسبة للنساء، تبدأ خلايا التذوق بالضمور وتقل في عددها بعد سن الأربعين، وبالنسبة للرجال التغيير يبدأ في الخمسينيات من العمر.

وتلفت الكاتبة إلى أن حاسة الشم تتضاءل مع تقدم الإنسان في العمر؛ إذ يأتي الكثير من إحساس النكهة من الرائحة، ويمكن أن يؤدي فقدان هذا الإحساس إلى تقليل استمتاع الشخص بالأكل. ومع ذلك؛ فإن هذه التغييرات تدريجية وليست مهمة، إذ إنه يمكن لأي شخص التكيف والاستمتاع بتذوق الطعام وتناوله طوال سنوات عمره، لكن المشكلة هي عندما تؤثر بعض الأدوية على خلايا التذوق.
اضطرابات التذوق
وسلطت الكاتبة الضوء على الأدوية التي تؤثر على التذوق، وذكرت أنه من المعروف أن أكثر من 250 دواء تؤثر على حاسة الشم أو التذوق، وتشمل هذه الأدوية المضادات الحيوية وأدوية خفض الكوليسترول وضغط الدم ومضادات الالتهاب، ويمكن للأدوية الأخرى أن تجعل التذوق أكثر صعوبة في الفهم.
وبحسب الكاتبة، فقد وجدت الدراسات أن هناك أشخاصًا لم يعودوا قادرين على شم أو تذوق طعامهم، في حين أن البعض معرضون لخطر فقدان الوزن والمعاناة من نقص التغذية.

بالمقابل وجدت الدراسات أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة في التذوق معرضون بشكل أكبر للإصابة بالسمنة؛ إذ يدفعهم نقص النكهة إلى تناول المزيد من الطعام أو السعي وراء الرضا عن الأطعمة الغنية بالدهون.