الأحد 24 تشرين الثاني 2024

فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا ضد "دلتا" تنخفض إلى 66 بالمئة

النهارالاخباريه- وكالات 
أظهرت دراسة أعدتها السلطات الصحية الأميركية أن فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا المضادين لفيروس كورونا انخفضت من 91 بالمئة إلى 66 بالمئة منذ أن أصبحت المتحورة "دلتا" هي السائدة في الولايات المتحدة.
وأعدت الدراسة التي أجريت اختباراتها على آلاف الموظفين في مراكز رعاية صحية ومستشفيات في ست ولايات لدراسة فاعلية اللقاحين، بموجب فحوص أجريت أسبوعياً على متطوعين لرصد الإصابات المصحوبة بعوارض وتلك غير المصحوبة بأي عوارض.
وتلقى أفراد طواقم الرعاية الصحية بغالبيتهم الساحقة أحد هذين اللقاحين.
وبين ديسمبر (كانون الأول) 2020 وأبريل (نيسان) 2021 كانت فاعلية هذين اللقاحين في منع الإصابة بالفيروس 91 بالمئة، وفق بيانات نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي الوكالة الفدرالية الرئيسية في البلاد.
لكن في الأسابيع التي أصبحت فيها المتحورة "دلتا" هي السائدة، أي مسؤولة عن أكثر من 50 بالمئة من الإصابات، تراجعت الفاعلية إلى 66 بالمئة.
إلا أن معدي الدراسة يشددون على أن هذا التراجع قد لا يكون ناجماً حصراً عن المتحورة "دلتا"، بل قد يكون مرده تراجع الفاعلية مع مرور الوقت.
وكتب معدو الدراسة "على الرغم من أن هذه البيانات المرحلية تشير إلى تراجع طفيف لفاعلية اللقاحين المضادين لكوفيد-19 في منع الإصابة، يؤكد الانخفاض المستمر في مخاطر العدوى بنسبة الثلثين أهمية التلقيح ضد فيروس كورونا وفوائده".
ولا تشير الدراسة إلى أي فارق بين فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا. وكانت دراسات عدة قد أشارت إلى انخفاض فاعلية اللقاحات إزاء المتحورة "دلتا"، على الرغم من اختلاف النسب بين دراسة وأخرى.
وانخفاض فاعلية اللقاحات هي أحد الأسباب التي دفعت السلطات الصحية الأميركية إلى إطلاق حملة لإعطاء جرعة ثالثة معززة من لقاحي فايزر وموديرنا المضادين لكوفيد-19، لجميع الأميركيين اعتباراً من 20 سبتمبر (أيلول).
لكن السلطات تشدد على أن فاعلية اللقاحات في منع العوارض الخطرة لدى المصابين والحؤول دون دخولهم المستشفى ووفاتهم تبقى مرتفعة.
وأظهرت دراسة أخرى نشرتها الثلاثاء مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أجريت على مصابين في لوس أنجليس بين مطلع مايو (أيار) ونهاية يوليو (تموز) أن احتمال إدخال الأشخاص غير الملقحين إلى المستشفى أكبر بـ29 مرة مقارنة بالملقحين.
وأصبحت "دلتا" هي المتحورة السائدة في الولايات المتحدة في مطلع يوليو، وهي مسؤولة حالياً عن أكثر من 98 بالمئة من الإصابات.
وفي السياق، قالت وكالة "رويترز" إن أكثر من 213.07 ‬مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى أربعة ملايين و624390.
السيطرة على كورونا
قال خبير الأمراض المعدية الأميركي الدكتور أنتوني فاوتشي الثلاثاء إن بإمكان الولايات المتحدة السيطرة على فيروس كورونا بحلول مطلع العام المقبل إذا اتسع نطاق التطعيمات.
وجاء تصريحه بعد يوم من إعلان شركة فايزر أنها حصلت على الموافقة الكاملة على لقاحها من إدارة الغذاء والدواء الأميركية بجانب احتمال صدور موافقات مماثلة على لقاحات أخرى في الأسابيع المقبلة.
وقال فاوتشي في عدد من المقابلات التلفزيونية إن الموافقة الكاملة من إدارة الغذاء والدواء على لقاح فايزر-بايونتيك تمهد الطريق أمام تلقي مزيد من الناس التطعيم مع الموافقة الكاملة على لقاحي شركتي موديرنا وجونسون أند جونسون خلال الأسابيع المقبلة والموافقة على تطعيم من هم أصغر سناً ربما في الخريف.
وقال في مقابلته مع قناة (إن.بي.سي) التلفزيونية "إذا طعمنا الأغلبية الساحقة من الثمانين إلى التسعين مليون شخص الذين لم يتلقوا التطعيم إلى الآن، أو ما زالوا مترددين أو لم تأت فرصة تطعيمهم، سيكون باستطاعتنا رؤية الضوء في نهاية النفق".
وقال لقناة (إم.إس.إن.بي.سي) "يمكن أن نقلب هذا الوضع رأساً على عقب".
أظهرت بيانات حكومية أن بريطانيا سجلت 174 وفاة بكوفيد-19 الثلاثاء، وهي أكبر حصيلة منذ 12 مارس (آذار) و30838 إصابة جديدة.
وبعد حصول 88 بالمئة من البالغين على الجرعة الأولى من اللقاح و77 بالمئة على الجرعتين، رفعت بريطانيا معظم القيود في منتصف شهر يوليو، فيما سُمح للناس بالاختلاط والتواصل والسفر والعودة إلى العمل من المكاتب.
وترتفع معدلات الإصابة اليومية، رغم أن كثيرين لا يزالون يستخدمون الكمامات ويعملون من المنازل. وزادت الإصابات اليومية في الأيام السبعة الماضية بنسبة 13.5 بالمئة عن الأسبوع السابق.
وكانت بريطانيا سجلت الاثنين 31914 إصابة جديدة بكوفيد، و40 وفاة بين من ثبتت إصابتهم خلال 28 يوما من إصابتهم بالفيروس.
وسجلت بريطانيا 705 وفيات في الأسبوع الماضي، بزيادة بنسبة 8.8 بالمئة. وتشير معدلات الوفاة إلى الأشخاص الذين يتوفون بعد ثبوت إصابتهم بالمرض في آخر 28 يوماً.
ورغم زيادة الأعداد على أساس يومي، فإنها لا تزال أقل بكثير مما يزيد عن 1000 وفاة كان يتم تسجيلها يومياً في ذروة الوباء. وغالباً ما تكون أرقام الثلاثاء مرتفعة بسبب التأخير في الإبلاغ عن الوفيات في عطلة نهاية الأسبوع.
"اختلال صادم" في تلقي اللقاحات
أعربت منظمة الصحة العالمية عن أسفها لـ"الاختلال الصادم في تلقي اللقاحات"، وذلك في مستهل اجتماع سنوي عبر الإنترنت لوزراء الصحة في القارة الأفريقية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس "في العالم، قام 140 بلداً بتلقيح ما لا يقل عن عشرة في المئة من سكانه، ولكن في قارتنا، وحدها أربعة بلدان تمكنت من تحقيق هذا الهدف بسبب الاختلال الصادم في تلقي اللقاحات".
واعتبر أن "الأزمة المرتبطة باللقاح تعكس الضعف الأساسي في جذور الوباء: عدم التضامن العالمي وعدم تقاسم المعلومات والمعطيات والعينات البيولوجية والموارد والتكنولوجيات والادوات".
وبهدف تعزيز التضامن العالمي، دعا مدير منظمة الصحة الدول الأفريقية إلى دعم "معاهدة دولية او أي أداة اخرى قانونية تتيح تحسين التعاون الدولي" على صعيد الرد على الوباء. وقد تتم مناقشة هذه المعاهدة في نوفمبر (تشرين الثاني) خلال دورة خاصة للجمعية العالمية للصحة.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة في أفريقيا ماتشيسيدو مويتي إن "منصة كوفاكس سلمت 40 مليون جرعة لقاح للدول الأفريقية، لكن ذلك لا يشكل سوى قسم ضئيل من الجرعات الضرورية لحماية سكان القارة من اخطار المرض الخطير والوفيات المتصلة بكوفيد-19".
وأضافت "نأسف بشدة للتأخير والصعوبات في احترام الاتفاقات بسبب أمور غير متوقعة حصلت خلال الوباء. لقد استخلصنا عبراً عديدة".
واعتبرت أن وباء كوفيد-19 يمثل "في الوقت نفسه فرصة وتذكيراً ملحاً بالحاجة إلى إعادة التفكير في الأنظمة التي تعزز المساواة وإلى الاستثمار في شكل أكبر في تطوير عالم أكثر صحة وعدالة".
وإضافة إلى كيفية الاستجابة للجائحة، فان الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا المقررة لثلاثة أيام ستبحث أيضاً مكافحة "كل أشكال شلل الأطفال" وسرطان عنق الرحم والسل والأيدز والالتهابات التي تنتقل عبر الجنس والتهاب الكبد والتهاب السحايا.