الأحد 24 تشرين الثاني 2024

طبيب أمراضنا النفسية الجديد اسمه: أبل

النهار الاخباريه وكالات

منذ فترة تحاول شركة "أبل" تقديم خدمات إضافية لمستخدمي أجهزتها، وهي التي تسعى لأن تتحول من مجرد شركة تقنية إلى مقدم خدمات موثوق عبر توفير خدمات مختلفة لأي شخص يقتني أجهزتها، وهذا هو رهان الشركة في صراع عمالقة التقنية.

ولذلك، ركّزت رائدة التقنية العالمية في الآونة الأخيرة على تطوير الخدمات الصحية للمستخدمين، وهو الدافع وراء التطور اللافت لساعة "أبل"، خلال السنوات الماضية، حتى أصبحت تقدم خدمات تخطيط القلب وتتبع نبضاته وقياس نسبة الأوكسجين في الدم، بالإضافة إلى تطبيقات الصحة العامة، وتلك الخاصة بالمرأة، مع توسع لمساحة المنافسة في ظل احتدامه.

هذا كله معلوم لدى المستخدمين، لكن الحديث هو ما تداولته مواقع إخبارية كثيرة حول نية الشركة تقديم خدمة تتعلق بمتابعة الصحة النفسية للمستخدمين من خلال تتبع ردات فعلهم وطريقة تفاعلهم مع الأجهزة، مع إمكانية متابعة الأطفال وتشخيص إصابتهم بالطيف التوحدي من خلال الكاميرا التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر المؤكد أنه سيسهم بشكل كبير في اكتشاف أي مرض نفسي بشكل أسرع من السابق، بل وسيصل إلى حد اقتراح عدة حلول لهم.

دخول الشركة الأميركية الكبيرة في هذا المجال سيواجه عقبات كثيرة بسبب أنها لن تتمكن من تحليل الحالة النفسية للمستخدمين إلا من خلال تحليل سلوك المستخدم ومعرفة تفاصيل حياتها أكثر، وهو أمر قد لا يحبذه الكثير، لأن هذا يعني الوصول بشكل أسهل إلى معلومات المستخدمين وبياناته.

كمية المعلومات التي قد تصل إليها الشركة كبيرة، وليس لها حد، لذلك قد يواجه إطلاق مثل هذه الخدمات معارضة كبيرة كما حدث مع ميزة الكشف عن الصور المسيئة للأطفال، التي كانت تعتزم الشركة إطلاقها خلال السنة الحالية، تعمل على تحليل الصور الموجودة في السحابة الرقمية، وفي حال الكشف عن أي صورة مسيئة للأطفال يتم الإبلاغ عنها، ثم يدخل عنصر بشري في هذه العملية، لذلك واجهت هذه الخدمة صعوبات كثيرة ومعارضة واسعة.
لكن تحليل سلوك المستخدمين ومعرفة الأمراض النفسية من خلال بعض المعطيات قد يكون أقل خطورةً من تحليل الصور والإبلاغ عنها. وفي كل الأحوال، بدأت شركات الهواتف بالتحول من مجرد صانعي هواتف وأنظمة تشغيل إلى مقدمي خدمات عامة، من ضمنها الصحية، بسبب صعوبة تطوير الحلول التقنية من قبل المتخصصين في هذا المجال، ولكن دخول شركات مثل "أبل" و"غوغل" سيسهم في تسريع التطور في هذا المجال بشكل سريع، نتيجة خبراتها المتراكمة، لذلك كما دخلت الشركة وغيّرت مجال الهواتف الذكية وأسهمت في نقلة نوعية، لن تترد في الدخول في المجال الطبي وتغييره على مدى السنوات المقبلة إذا ما وجدت فرصة مُواتية لذلك.