النهار الاخباريه وكالات
تختبر روسيا نسخة من لقاح "سبوتنيك في" للوقاية من فيروس كورونا في شكل رذاذ يُعطى ببخاخ للأنف على متطوعين بالغين، بحسب وثيقة حكومية نُشرت الثلاثاء، في وقت تواجه فيه البلاد صعوبة في كبح جماح الأعداد المتزايدة من الإصابات والوفيات.
وسارعت روسيا بتطوير وطرح لقاح "سبوتنيك في" عندما بدأت الجائحة في العام الماضي، لكن الإقبال على التطعيم اتسم بالفتور، حيث يشير كثير من الروس إلى انعدام الثقة في السلطات والخوف من المنتجات الطبية الجديدة.
ومن المقرر إعطاء التطعيم بشكل رذاذ للأنف على جرعتين في عيادة طبية في سان بطرسبورغ، بحسب الوثيقة المنشورة في سجل الأدوية الحكومي، لكن الوثيقة لم تحدد التوقيت المزمع للتجارب السريرية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن روسيا بحاجة إلى تسريع وتيرة حملة التطعيم، بعد أن سجلت أكبر حصيلة وفيات فيها خلال يوم واحد منذ بداية الوباء.
وكانت السلطات الروسية قد قالت في يونيو (حزيران) إنها اختبرت لقاحاً يعطى ببخاخ للأنف يناسب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، وإن من المقرر إطلاق المنتج الجديد في سبتمبر (أيلول).
قلق أميركي
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستفتح اعتباراً من "مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)" حدودها البرية مع المكسيك وكندا أمام المسافرين المحصّنين ضد "كوفيد-19"، والراغبين بالسفر لأسباب تعد غير ضرورية.
وقال المسؤول إن الإدارة الأميركية ستعلن "قريباً جداً عن الموعد الدقيق" لفتح حدودها البرية والجوية أمام الرحلات الدولية غير الضرورية للمسافرين المحصنين.
وعلى الرغم من تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، فإن المخاوف من عودة انتشاره في الشتاء لا تزال قائمة.
وقال المدير السابق لإدارة الغذاء والدواء، سكوت غوتليب، "لا يزال أمامنا بضعة أشهر حتى نقول إننا انتهينا من موجة (دلتا)"، وفقاً لشبكة "سي أن أن".
وأضاف، "بدأنا نرى ارتفاعاً طفيفاً في الحالات في المناطق الأكثر برودة من البلاد، وعندما يتخلى البعض عن كماماتهم سنرى حالات إصابة أيضاً".
وقال غوتليب، "نشهد تحسناً على صعيد الولايات المتحدة، بخاصة مع خروج الولايات الجنوبية من أسوأ موجة لمتحور كورونا، على الرغم من أن هذا التحسن لم يشمل جميع المناطق".
وذكر أن الأرقام تتزايد في الولايات الغربية، كما لا تزال شدة الانتشار غير محددة في الولايات الشمالية.
ويتوقع غوتليب أن أسوأ المراحل في الإصابات ستنتهي بحلول عيد الشكر، حيث يتوقع أن تنخفض مستويات الانتشار أكثر بحلول عيد الميلاد.
ويبلغ متوسط عدد حالات الإصابات اليومية نحو 86 ألف حالة يومياً، وفق بيانات جامعة جونز هوبكنز، وهو ما قلل أيضاً من أرقام الذين يراجعون المستشفيات أو الوفيات التي قد تكون ناجمة عن الإصابة بالفيروس. وبلغ متوسط أعداد الوفيات نحو 1500 وفاة يومياً خلال الأسبوع الماضي.
جرعة معززة من "موديرنا"
قالت شركة "موديرنا"، الثلاثاء، إن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية يجب أن تسمح بمنح جرعات معززة من لقاحها لكبار السن الذين تم تطعيمهم بالكامل، وغيرهم من المعرضين لمخاطر كبيرة.
وقالت الشركة، إن بياناتها تؤكد الفائدة التي ستعود على الصحة العامة من منح جرعة معززة من لقاحها بهدف استعادة الاستجابة المناعية، بالإضافة لتقليل حالات العدوى بين البالغين الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وصدرت تعليقات "موديرنا" قبل اجتماع مقرر عقده يوم الخميس للمستشارين الخارجيين لإدارة الأغذية والعقاقير لمناقشة مسألة الجرعة التنشيطية من لقاحي "موديرنا"، و"جونسون أند جونسون".
من جانبها، استشهدت "جونسون أند جونسون"، الثلاثاء، ببيانات تظهر زيادة الوقاية بعد جرعة تنشيطية قالت إن من الممكن إعطاؤها بعد شهرين من تلقي الجرعة الأصلية من
أخطاء جسيمة
قاد الإغلاق المتأخر و"الأخطاء الجسيمة" و"الاستسلام للقدر" أمام تفشي "كوفيد-19" إلى "أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة" في المملكة المتحدة، حيث كان من الممكن تفادي وفاة الآلاف، بحسب تقرير برلماني
ورفعت المملكة المتحدة منذ الصيف الماضي جميع التدابير المرتبطة بالوباء تقريباً، مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة. وسجلت معدل تطعيم مرتفعاً، حيث تلقى حتى الآن أكثر من 78 في المئة ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً اللقاح ضد كورونا كاملاً، ولكنها تعد من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من فيروس كورونا مع ما يقرب من 138 ألف حالة وفاة.
وأكد تقرير برلماني أعدته لجنتان برلمانيتان بعد أشهر من جلسات الاستماع، أن "آلاف الوفيات كان يمكن تفاديها" لو اتخذت حكومة المحافظ بوريس جونسون تدابير صحية بشكل أسرع.
وقال النواب في التقرير، "إن القرارات المتعلقة بالإغلاق والتباعد الاجتماعي التي فرضت في الأسابيع الأولى من الوباء - والنصائح التي أدت إلى اتخاذها - هي أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة التي شهدتها بريطانيا على الإطلاق".
إبطاء سرعة تفشي الوباء
وذكر التقرير أنه حتى 23 مارس (آذار) سعى الوزراء "فقط إلى إبطاء سرعة تفشي الوباء" بين المواطنين بدل وقف انتشاره تماماً، على أمل تطوير مناعة جماعية. وأوضح الوزير ستيف باركلي على قناة "سكاي نيوز"، أن الحكومة "اتبعت النصائح العلمية"، و"اتخذت قرارات بالتصرف بسرعة"، مشيراً إلى حملة التطعيم التي جرت بشكل سريع جداً.
وحول قرار فرض الاغلاق، أقر "حينها، كنا نخشى في حال فرضنا الإغلاق بشكل مبكر ألا يوافق (المواطنون) على البقاء في الحجر لفترة طويلة"، وهو ما لم يحصل في نهاية المطاف. ورفض الوزير تقديم الاعتذار، لكنه أكد أنه "إذا كانت هناك دروس يمكن استخلاصها، فإن الحكومة مستعدة لذلك".
وقال المحافظ جيريمي هانت، وزير الصحة السابق ورئيس إحدى اللجنتين اللتين أعدّتا التقرير، لـ"بي بي سي"، إن الحكومة أظهرت "استسلاماً للقدر" لدى بدء تفشي الفيروس في البلاد.
وأضاف، "لو كنا أكثر انفتاحاً على أساليب البلدان الأخرى، لكان بإمكاننا اعتماد الأسلوب الأفضل بسرعة أكبر"، مشيراً على سبيل المثال، إلى برنامج الفحص وتعقب الإصابات الذي تم اعتماده في دول آسيا.
عدم فحص المسنين
كما انتقد البرلمانيون قرار عدم فحص المسنين لدى خروجهم من المستشفى قبل عودتهم إلى دور الرعاية، ما ساهم في انتشار الوباء. كما أكدوا أن بعض التدابير (إغلاق الحانات عند الساعة 22:00، وحظر الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق للأطفال)، لم تكن مبنية على أساس علمي. وإذ أشار التقرير إلى إخفاقات وتأخير، سلط الضوء على نجاح حملة التطعيم التي بدأت في ديسمبر (كانون الأول) 2020.
وقال غريغ كلارك وجيريمي هانت، رئيسا اللجنتين اللتين أعدتا التقرير، في بيان مشترك، إن "استجابة المملكة المتحدة قد جمعت بين الأخطاء الجسيمة والنجاحات الكبيرة"، مثل حملة التطعيم، داعين إلى "استخلاص العبر".
واعتبر مسؤول الشؤون الصحية في المعارضة العمالية، جوناثان أشوورث، أن استنتاجات هذا التقرير "دامغة"، وتظهر أن "أخطاء جسيمة" ارتكبت. وأسفت جمعية عائلات ضحايا كورونا، من جهتها، لأن اللجان البرلمانية لم تتواصل معها، وأنه تم "تجاهلها".
وقالت المتحدثة باسمها، هانا برادي، إنها تأمل في أن تكون العائلات الثكلى بسبب الوباء "في صميم" التحقيق العام المتعلق باستجابة الحكومة للأزمة، المقرر إجراؤه في عام 2022.