الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

دراسة حديثة تكشف أن اختبار دم بسيطاً قد يساعد الإنسان في معرفة إصابته بالسرطان ومن ثم سرعة التشخيص


النهار الاخبارية - وكالات 

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته  الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023، إن اختبار دم بسيطاً لأكثر من 50 نوعاً من أمراض السرطان قد يسرع من عملية التشخيص، وذلك وفقاً لما توصلت إليه دراسة قادتها جامعة أكسفورد.

حيث وجدت نتائج التجربة واسعة النطاق التي نفذتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، والتي سوف تُعرض خلال مؤتمر عالمي حول مرض السرطان في ولاية شيكاغو الأمريكية، أن اختبار الدم "غاليري" الذي تجريه شركة Grail الدوائية الأمريكية، قادر على كل من تحديد مرض السرطان واستبعاده، لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض مقلقة.

اختبار أجزاء من الحمض الوراثي للأورام
يبحث الاختبار عن الأجزاء الصغيرة من الحمض الوراثي للأورام، التي تجري في مجرى الدم. وينبه الاختبار الأطباء بما إذا كان اكتُشفت "إشارة سرطان" أم لا، ويتنبأ بالمكان الذي ربما تنبع منه هذه الإشارة من الجسم.

تتضمّن الدراسة التي تعرف بدراسة Symplify أشخاصاً من إنجلترا وويلز يبلغ عددهم 5461 شخصاً، أُرسلوا إلى المستشفى بتوصية من الأطباء العامين الذين فحصوهم، بسبب الاشتباه في إصابتهم بالسرطان.

في حين تبحث دراسة أخرى لهيئة الخدمات الصحية الوطنية فيما إذا كان نفس الاختبار يمكن استخدامه بوصفه أداة لفحص الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، لا سيما مع سرطان البنكرياس، الذي لا توجد اختبارات مماثلة لاكتشافه.

في الوقت نفسه، أعطى المشاركون في دراسة Symplify عينة دم في اليوم الذي جاءوا فيه لإجراء الفحوصات العاجلة الاعتيادية، لاكتشاف إمكانية إصابتهم بسرطانات الرئة والسرطانات النسائية وسرطانات الجهاز الهضمي العلوي والسفلي.

تشخيص العشرات لاكتشاف إصابتهم بالسرطان
خضع حوالي 368 شخصاً للتشخيص لاكتشاف إصابتهم بالسرطان. واكتشف الاختبار إشارة سرطانية في 323 حالة، شُخصت إصابة 244 شخصاً منهم بالسرطان. يعني هذا أن 75% من الأشخاص الذين أفاد الاختبار بإيجابية العينة لديهم كانوا مصابين بالسرطان، وأن 2.5% من الذين ثبتت سلبية عينتهم، كانوا حاملين للمرض.

كان متوسط عمر المشاركين 62 عاماً، وثلثاهم من النساء، وأقل بقليل من نصفهم كانوا مدخنين سابقين أو حاليين.

في حين كان الاختبار أعلى دقة مع المرضى الأكبر سناً، ومع من يعانون من السرطان في مراحل متقدمة. وقدم الاختبار أفضل أداء له في تحديد السرطان أو استبعاد الإصابة به، في المرضى الذين أُرسلوا لإجراء الفحوصات لمعاناتهم من أعراض تشير إلى وجود أورام في الجهاز الهضمي العلوي.

من جانبه، قال الدكتور بريان نيكلسون، أحد أعضاء فريق التجربة والأستاذ المساعد في جامعة أكسفورد: "النتائج مثيرة للاهتمام، نظراً إلى أنها تبين لنا أين في مسار التشخيص يمكن أن تُوجَّه الاختبارات على الأرجح لتحسين عملية التشخيص".

في حين قال لورانس يونغ، أستاذ علم الأورام الجزيئي في مدرسة طب ووريك: "هذه دراسة مهمة توضح أننا نقترب من منطقة يمكن فيها لاختبار الدم من أجل اكتشاف السرطان -بجانب الاختبارات الأخرى للأعراض التي يعاني منها المرضى- أن يؤثر حقاً في التشخيص المبكر وتحسين النتيجة السريرية بدرجة كبيرة".

لكنه حذر من أن الحساسية العامة الحالية لهذا الاختبار تبقى مشكلة، لا سيما بالنسبة لأنواع محددة من السرطان غير الموجودة في الجهاز الهضمي العلوي. وأوضح: "يتمثل التحدي الحقيقي في تشخيص السرطانات التي يصعب اكتشافها (مثل سرطانات الرئة والبنكرياس)، واستخدام اختبارات الدم الإيجابية للتشجيع على فحوصات أخرى مثل التصوير. أما الثقة الحقيقية في أن نتيجة الدم السلبية تعني أنه لا يوجد سرطان، فإنها سوف تحتاج إلى مزيد من الدراسات".