النهار الاخبارية - وكالات
تقلبات بالطقس والمزاج، وشعور بالكسل وعدم الرغبة بالقيام بالأنشطة المعتادة، ضوء خافت للشمس صباحًا، بعد أن اعتدنا على سطوع أشعتها التي تملأ النفوس طاقة ونشاطًا، اصفرار وتساقط لأوراق الشجر، تغيرات تحل علينا معلنة بدء مراسم فصل الخريف، فيفرح "محبو الشتاء" ويصاب بالاكتئاب من يعشقون الصيف والشمس!
ومع نسمات الهواء الباردة وتباين الطقس من يوم لآخر، تتأرجح حالات الإنسان النفسية وتتفاوت، فبينما يشعر البعض بالسعادة في الأجواء الباردة، ينتظر آخرون انتهاءها للاستمتاع بأشعة الشمس.
فهل تتأثر أجسادنا بالتغييرات البيولوجية تزامنا مع تعاقب الفصول؟ هذا ما سنحدثكم عنه خلال هذا التقرير.
أعراض اكتئاب الخريف
"وردة محمد" إحدى المتضررات من كآبة فصل الخريف كما تصف نفسها؛ لشعورها ببعض أعراض الاكتئاب مع وصول هذا الفصل، مضيفةً:"أمرّ سنويًا بهذه التجربة التي تأخذ كثيرًا من صحتي النفسية".
وتصف "وردة" عما تشعر به مع قدوم الخريف، وتقول:"أمُر بأعراض كثيرة لكآبة الخريف، أبرزها الحزن المفاجئ دون سبب، الانطواء، عدم القدرة على إنجاز المهام اليومية".
وتجتاح "وردة" رغبة جامحة للنوم بشكلٍ مستمر، ولكن حتى عند الاستيقاظ لا تشعر بالراحة، وعدم الإقبال على الحياة، والشعور بالكسل، وعدم الرضا عن المظهر العام، والشعور بالرغبة في البكاء".
وتشير :"لم أفكر يومًا باستشارة طبيب لتخطي هذه الكآبة، لكنّ أساعد نفسي بنفسي لتخفيف حدتها تدريجيًا، وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة كرياضة المشي، تأمل الطبيعة، قراءة مقالات وكتب مُحفزة".
ويشاطر الشاب راجح العلمي "وردة" الرأي في الحالة التي تمر بها، فيقول :"أشعر بالقلق والحزن كل عام حينما يحل فصل الخريف، إلى جانب شعور بالتعب الشديد وانخفاض طاقتي".
ويتابع:"أفقد القدرة على التركيز، وتجتاحني رغبة شديدة في تناول الكربوهيدرات، وألاحظ زيادة وزني".
وتعتري "العلمي" مشاعر اليأس والرغبة بالوحدة والانعزال، إضافة إلى الشعور بثقل بالأطراف، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة وصعوبة في الاستيقاظ.
الأسباب والأعراض
يعد اكتئاب الخريف من الاضطرابات والتقلبات النفسية والعاطفية المرتبطة بتغير الفصول على مدار السنة، فهل توجد أسباب محددة لهذا الاكتئاب؟
يجيبنا عن ذلك أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة درداح الشاعر، الذي يشير لضرورة التنبه لتقلبات الفصول وأثرها على الانسان، ومحاولة تدارك الوضع كي لا تتفاقم أعراض الاكتئاب أكثر، حسب قوله.
ويضيف الشاعر في حديثه أن بعض المؤثرات بحدوث اكتئاب الخريف، وأهمها انخفاض ضوء الشمس نسبياً بفصل الخريف، الذي إلى حدوث هذه الحالة لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بها".
ويلعب انخفاض مستويات الضوء خلال فصل الخريف، دورا بتغير إيقاع الساعة البيولوجية لدى الإنسان، والتي تنظم المزاج، والنوم، والهرمونات لذا فإن تعطيلها قد يسبب ظهور أعراض اكتئاب الخريف. وفق "الشاعر".
ويرى أستاذ علم النفس "أن الفئة المرجحة للإصابة به هم كبار السن، نظرا لخروجهم من دائرة الحياة والنشاط".
وينصح، بعدم الاستسلام للمزاج المعتل؛ لأنه يتسلل للأشخاص تدريجياً، والخروج مع الأصدقاء للبحر والأماكن الخضراء، وممارسة الرياضة واستخدام بعض العطور الجميلة للخروج من العزلة".
ويدعو "الشاعر"، إلى زيارة الطبيب النفسي في حال استمرار أعراض الاكتئاب الموسمي لمدة أكثر من ١٥ يوما.
بيد أن الواقع النفسي الذي يحياه الفلسطيني في قطاع غزة ليس مريحا، وخاصة أن الأعباء النفسية التي يحياها الإنسان والتي تعد أرضية خصبة لشيوع ظاهرة الاكتئاب عند كثير من الناس، وفق الشاعر.
ويبين أن 35% من المصابين باضطرابات نفسية هم مصابون بمرض الاكتئاب الذي يلي مرض القلب الذي يصيب الناس من حيث التعداد والخطورة.
ويردف "الشاعر"، "أن ثلث سكان الكرة الأرضية يعانون من حالة اكتئاب بسيطة أو كبيرة، وقد يتحول الاكتئاب لمرض عقلي يدفعهم للذهاب للمستشفى والمكوث فيه عدة أيام".