الجمعة 20 أيلول 2024

أطباء: "جراحة الساد" تخفض خطر الإصابة بالخرف


النهار الاخبارية - وكالات 
تُعد أعراض "الخرف" أحد أبرز تحديات الطب الحديث، حيث يستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثر على ممارسة الحياة اليومية، وتحدث الإصابة بالخرف نتيجة للإصابة بعدة أمراض، أبرزها ألزهايمر.
ووجدت دراسة حديثة أجراها أطباء من جامعة واشنطن، ونُشرت مؤخرا في دورية "JAMA Network Open" الطبية أن هناك ارتباطًا بين جراحة الساد المعروفة أيضا بإعتام عدسة العين، وتقليل خطر الإصابة بالخرف.

جراحة الساد "المفتاح"

في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، تقول مدرسة طب الشبكية والتهاب القزحية بجامعة واشنطن، سيسيليا إس لي، إن الدراسة التي أعدتها مع زملائها تُظهر أن كبار السن المصابون بإعتام عدسة العين والذين خضعوا لجراحة الساد (إعتام عدسة العين) كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر بنسبة 30 بالمئة تقريبا مقارنة بالأشخاص الذين لم يخضعوا لهذه الجراحة.
وتعد جراحة الساد إجراء يستخدم لإزالة عدسة العين، وتبديلها بعدسة صناعية في أغلب الحالات. عادة ما تكون عدسة عينك صافية، إلا أن إعتام عدسة العين يتسبب في أن تصبح عدسة عينك ضبابية، وهو ما يؤثر على قوة إبصارك في النهاية.

وتوضح لي أن إعتام عدسة العين هو عملية شيخوخة طبيعية للعين، وتؤثر على غالبية كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالخرف.

وتوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "يعتبر فقدان الحس الذي يحدث مع التقدم في السن، مثل ضعف السمع والبصر، موضع اهتمام مجتمع البحث العلمي باعتباره أحد عوامل الخطر المحتملة للخرف الذي يمكن تعديله على عكس المخاطر الأخرى مثل التقدم في السن".
وتعد جراحة الساد إجراء يستخدم لإزالة عدسة العين، وتبديلها بعدسة صناعية في أغلب الحالات. عادة ما تكون عدسة عينك صافية، إلا أن إعتام عدسة العين يتسبب في أن تصبح عدسة عينك ضبابية، وهو ما يؤثر على قوة إبصارك في النهاية.
وتستطرد: "نظرا لأن جراحة الساد تعمل على تحسين الوظيفة البصرية، فقد افترضنا أن كبار السن الذين يخضعون لجراحة الساد قد يكون لديهم خطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر والخرف".

نتائج واعدة

تقول لي إنهم اعتمدوا في دراستهم على بيانات طولية من دراسة مجتمعية مستمرة ومستقبلية، تتضمن دراسة "تغييرات البالغين في الفكر" لأكثر من 5000 من كبار السن الذين لم تظهر عليهم علامات الخرف عند دخولهم الدراسة.

وتتابع: "تتم متابعة أفراد العينة بمرور الوقت لرصد تطور مرض ألزهايمر أو أعراض الخرف بشكل عام، ويتم جمع البيانات حول صحتهم على فترات مختلفة، وكانت لدينا إمكانية الوصول إلى التواريخ الطبية للمشاركين، بما في ذلك معلومات حول صحة العيون".

وتستكمل: "لقد حققنا فيما إذا كان المشاركون المصابون بإعتام عدسة العين والذين خضعوا لجراحة الساد لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر والخرف بنسبة 30 بالمائة مقارنة بأشخاص آخرين من نفس الحالة الصحية مصابين بإعتام عدسة العين ولكن لم يخضعوا لجراحة الساد".

إمكانية علاج الخرف

تأمل لي أن تظهر نتائج الدراسة للأطباء أهمية صحة العيون لدى المرضى الأكبر سنا الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالخرف.

وعن إمكانية إسهام نتائج الدراسة في تطوير علاجات الخرف، تقول: "حتى الآن، هناك عدد قليل من الإجراءات المعروفة، بخلاف نمط الحياة الصحية مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، والتي يُعتقد أنها وقائية من الخرف.

وتضيف أن كبار السن الذين يعانون من أعراض إعتام عدسة العين، مثل صعوبة القيادة ليلا أو رؤية الهالات حول الأضواء الساطعة، يجب أن يتم تشخيصهم من قبل أطباء العيون المتخصصين في جراحات العيون.
وتابعت: "في حالة أوصى طبيب العيون بإجراء جراحة الساد وكان المريض مترددا بشأن اتخاذ قرار الجراحة، فإن نتائج دراستنا تشير إلى أن إجراء جراحة الساد لن يضر بل قد تكون له فائدة إضافية إلى جانب تحسين الرؤية".

وتُشدد مدرسة طب الشبكية والتهاب القزحية بجامعة واشنطن على أن فريقها لا يستطيع أن يقدم توصيات محددة الآن بشأن علاج الخرف، حتى يتم التحقق من صحة نتائجهم بشكل أكبر في دراسات أخرى، وفهم الآليات التي تجعلهم يروا مثل هذه الارتباطات القوية بين جراحة الساد وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف.

لكن لي تعود وتقول إن النتائج التي توصلوا إليها مثيرة للغاية كونها تدعم فكرة "أننا قادرون على تعلم الكثير عن أدمغتنا من خلال دراسة أعيننا.. قد يوفر الفهم الأفضل للعلاقة بين شيخوخة العين والدماغ أفكارًا وعلاجات محتملة لإبطاء أو منع الخرف المرتبط بالشيخوخة في المستقبل".

تشخيص مبكر

ومن المحتمل أن تساعد نتائج الدراسة في توفير طريقة غير جراحية لتشخيص مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى قبل ظهور الأعراض السريرية. كما أن رصد التغيرات المبكرة في شبكية العين التي قد تحدث قبل ظهور الأعراض السريرية للخرف ستكون مفيدة للغاية في التجارب السريرية لتطوير علاجات محتملة.

وتكشف الطبيبة الأميركية لموقع "سكاي نيوز عربية" أنها وزملاءها بصدد إجراء دراسة حاليا، حيث يقومون بجمع صور مفصلة للغاية لشبكية العين من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل معرفية، أو الذين لا توجد لديهم مشاكل من هذا النوع، ثم يتم الاستعانة تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتفسير البيانات وتحليلها.

وتقول: "هدفنا النهائي هو تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي يمكنها تحديد الميزات في العين التي يمكن أن تتنبأ بمخاطر إصابة شخص ما بالخرف مثل مرض الزهايمر".