الأحد 24 تشرين الثاني 2024

5 فروق خفية يكشفها العلم بين الرجال والنساء

مسألة نقاش مستمرة، منذ قديم الأزل وحتى الآن، ولا أشهر من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" من تأليف الطبيب النفسي الأميركي جون غراي الصادر في 1992، والذي يتناول الخلافات بين الجنسين الناتجة عن الاختلافات الشخصية بينهما.
وفقا لعالم النفس مارك ترافرز، الحاصل على الدكتوراه، في مقال له منشور على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) فإن معظم علماء النفس يتفقون على وجود اختلافات شخصية ثابتة، ويمكن التنبؤ بها بين الجنسين، حتى أن إحدى الدراسات المنشورة في "مجلة الشخصية" (Journal of personality)، عام 2019، وجدت أن معرفة السمات الشخصية للفرد، بدون معرفة جنسه، جعل من الممكن تخمين جنسه بشكل صحيح في حوالي 85% من الوقت

بالرغم من وجود بعض الفروق النفسية بين الرجل والمرأة، التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة. على سبيل المثال، يمكن ملاحظة أن النساء يكن أكثر دفئا وحساسية غالبا، بينما يكون الرجال أكثر حزما؛ إلا أن هناك بعض الاختلافات الأقل شهرة بين الجنسين، التي توصلت إليها الدراسات العلمية الحديثة، نعرض فيما يلي 5 منها:
أولا: اكتشاف تعبيرات الاشمئزاز

وفقا لورقة بحثية نشرت في مجلة "إيموشن" (Emotion) في 2019، وهدفت إلى قياس درجة تمكن الرجال والنساء من التعرف بدقة على تعبيرات الوجه عن المشاعر، والمعروضة في سلسلة من الصور، وجد الباحثون أن النساء كن أفضل بشكل ملحوظ في التعرف على تعبيرات الاشمئزاز بشكل خاص.
فسر الباحثون ذلك بأن النساء هن من ينجبن الأبناء، وبالتالي يكون لديهن حساسية عالية تجاه الملوثات المحتملة في بيئتهن؛ لذلك قد يكن أكثر عرضة للتعرف على إشارات الاشمئزاز. على العكس من ذلك، يظهر الرجال حساسية أقل للاشمئزاز كوسيلة للتأكيد على قوتهم ورجولتهم.

ثانيا: الشعور بالوحدة

الصورة النمطية حول الشعور بالوحدة تزداد مع تقدمنا بالعمر. نبدأ الحياة بشبكة اجتماعية واسعة. وبمرور الوقت، يذهب الناس كل في طريقه، ويصبح من الصعب العثور على الأصدقاء والمعارف؛ لكن هل الصورة النمطية تطابق الواقع؟

بحثت دراسة نشرت عام 2020، في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Journal of Personality and Social Psychology)، في تطور الشعور بالوحدة عبر مراحل الحياة المختلفة. وجد الباحثون أن مسار الشعور بالوحدة عبر العمر يعتمد على جنس الشخص، فقد عانى الرجال من شعور متزايد بالوحدة في منتصف العمر، بينما تعاني النساء من الشعور بالوحدة في سن الشيخوخة.

ثالثا: وقت النساء

في دراسة قام بها باحثون من جامعة برشلونة في إسبانيا، ونشرت في 2019، وجدت أن الرجال يقضون جزءا أكبر من اليوم في ممارسة الأنشطة الترفيهية مقارنة بالنساء. استندت نتائج الدراسة على عينة قوامها 869 رجلا وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما. طلب منهم الباحثون الإبلاغ عن مقدار الوقت، الذي يخصصونه للأنشطة الترفيهية المختلفة مثل مشاهدة التلفزيون وممارسة الهوايات والتواصل مع العائلة والأصدقاء وممارسة الرياضة أو حضور أحداث ثقافية أو تنظيم حفلات منزلية.
وبحسب النتائج، فإن الرجال في المتوسط​، يمارسون ما يقرب من 113 دقيقة من الأنشطة الترفيهية اليومية، بينما تقضي النساء حوالي 101 دقيقة. قد لا يبدو هذا فرقا كبيرا؛ لكنه يتراكم بمرور الوقت. بهذا المعدل، يقضي الرجال ساعة ونصفا إضافية في الأسبوع، أو 70 ساعة إضافية في السنة، في ممارسة الأنشطة الترفيهية أكثر من النساء.
وفقا للدراسة نفسها، فإن النساء يشعرن بمستويات أعلى بكثير من الرضا مقارنة بالرجال، ففي حين أن الرجال لديهم وقت فراغ أكثر من النساء، فإن النساء في الواقع يتمتعن بأنشطتهن الترفيهية أكثر من الرجال.

رابعا: التواصل

دراسة أخرى قام بها فريق من علماء النفس بقيادة بريانكا جوشي من جامعة ولاية سان فرانسيسكو، قامت بفحص درجة اعتماد الرجال والنساء على "التجريد التواصلي" (Communicative abstraction) لنقل أفكارهم ومشاعرهم شفهيا. يعكس التجريد التواصلي، وفقا للباحثين، ميل الناس إلى استخدام "الكلام المجرد، الذي يركز على الصورة الأوسع والهدف النهائي للفعل؛ بدلا من الكلام الملموس، الذي يركز على التفاصيل ووسائل تحقيق الفعل".
وجد الباحثون أن الرجال يتحدثون بشكل مجرد أكثر من النساء، تقول جوشي وفريقها في الدراسة التي نشرت 2020، إن "أحد الفروق بين الجنسين، التي تمت الإشارة إليها، في الكلام الذي يتناقلونه هو ميل النساء إلى التحدث عن التفاصيل، وميل الرجال للتحدث عن الصورة الأكبر".
تقول إنه "عبر سلسلة من 6 دراسات، وجدنا أن الرجال يتواصلون بشكل تجريدي أكثر من النساء".

خامسا: الاختلافات الشخصية

يستخدم علماء النفس عادة 5 سمات شاملة لوصف شخصيات الناس، وهي الانبساط، والقبول، والانفتاح على التجربة، والعصابية، والضمير.

طبقت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، سمات الشخصية الخمسة هذه على الفتيات والفتيان، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما، بهدف فهم سمات الشخصية والاختلاف بين البنات والأولاد خلال هذه السنوات التكوينية. وقد لاحظ الباحثون اختلافين رئيسين.
أظهرت النتائج أن المراهقات تمتعن بمستويات أعلى من "الضمير" مقارنة بالذكور. كما أظهرت الإناث زيادة في الوعي من سن 9 إلى 13 عاما أكبر من الذكور.
وجد الباحثون كذلك أنه في حين أظهر كل من الأولاد والبنات مستويات منخفضة من "العصابية"؛ أي تقلب المزاج في سن التاسعة، كان الأولاد هم الذين أظهروا انخفاضا في هذه السمة بمرور الوقت أكثر من الفتيات.