السبت 23 تشرين الثاني 2024

سوق الأعمال الفنية حدّت من خسائرها خلال الجائحة بفضل المبيعات الرقمية


أظهرت سوق الأعمال الفنية التي دفعتها جائحة كورونا إلى التحوّل على نطاق واسع إلى المبيعات الرقمية قدرة كبيرة على استيعاب تبعات الأزمة الصحية، إذ اقتصرت خسارتها على 21% فحسب من حجم الإيرادات، فيما أتاح لها هذا الوضع اكتشاف زبائن جدد وآفاق لم تكن في الحسبان، على ما كشف تقرير صدر أخيراً.
وتتولى نشر هذا التقرير سنوياً شركة "آرت برايس" للمعلومات، الرائدة في سوق الفن، ويغطي نتائج "الفنون الجميلة" من لوحات ومنحوتات ورسوم وصور فوتوغرافية ومطبوعات ومقاطع فيديو وأعمال تجهيز ومنسوجات ، باستثناء الأثاث والسيارات وما إلى ذلك.
"ثورة" بفعل التكنولوجيا 
ويفعل تدابير الإقفال المتتالية، أصبحت المزادات مِن بُعد في غضون عام القاعدة الجديدة، وشهدت مبيعات عبر الإنترنت بالكامل، من دون حاجة إلى بائعين بالمزاد.
ولاحظ رئيس "آرت برايس" تييري إيرمان أن "سوق الفن انتعشت من خلال التكنولوجيا الرقمية التي دخلت عالمها بالكامل، مما أتاح الحد من تراجع حجم المبيعات"، واصفاً ذلك بأنه بمثابة "ثورة".
وقال إيرمان: "إنه تغيير تجاوز التوقعات على الرغم من إحجام بعض دور المزادات" المتمسكة بالأساليب الحضورية التقليدية.
المزادات الافتراضية
ورأى أن نجاح المزادات الافتراضية في الحد من الخسائر يعود إلى أن "ثمة تطوراً اجتماعياً، إذ أن مزادات الإنترنت تجتذب زبائن جددأً تراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً لم يكن النظام القديم متاحاً لهم. وغالباً ما تكون مشاركتهم لشراء الأعمال المصنفة ضمن الفن المعاصر (الذي يمثل حجمه 16 في المئة من السوق)". ووصف هذه الفئة من الأعمال الفنية بأنها "تشكّل اليوم رافعة"، معتبراً أن "عرض الأعمال الثلاثية البُعد على الإنترنت أمر جذاب".
وسُجّل أيضاً تطور على الصعيد الجغرافي أيضاً، إذ "لم تعد هناك أي مناطق زمنية للطلب. فعلى سبيل المثال، بات في إمكان دار بلجيكية أو سويدية اكتشاف مناطق جديدة، إذ قد تجدان زبائن في سنغافورة وإندونيسيا مثلاً".
الصين تستعيد مكانتها وتتفوق على أمريكا
وكان أداء الصين لافتاً إذ استعادت المركز الأول في العالم بعد أربع سنوات تفوقت فيها الولايات المتحدة عليها، وهي تستحوذ على 39 في المئة من سوق "الفنون الجميلة" في مقابل 27% للولايات المتحدة حيث كان لتفشي الوباء تأثير قوي على السوق . أما بريطانيا فيمثل حجمها من السوق 15%.
وكانت دراسة نشرتها "آرت برايس" في الخريف أظهرت أن الصينيين كانوا 395 (مقابل 165 أمريكياً) ضمن "أفضل ألف" فنان تعتبر أعماله الأكثر جذباً.
وقال تييري إيرمان "أنشأت سوقاً داخلية لنفسها، مع قيود للتصدير ، وشهدت ولادة دور مزادات جديدة". وبعدما تأثر النصف الأول من السنة بتدابير الحجر، ما لبثت المبيعات الرقمية أن انتعشت بقوة.
تأثر الدول الأوروبية
وفي أوروبا، تراجعت فرنسا سنوات عدة، حيث بلغ حجم مبيعاتها 578 مليون دولار في مقابل 827 مليون دولار في العام 2019 ، أي أقل بنسبة 31%. كذلك سجل تراجع في بريطانيا بنسبة 30% وفي إيطاليا بنسبة 32%.
أما ألمانيا التي كانت الأقل تضرراً من الوباء حتى الخريف، فحققت ارتفاعاً قدره 11%.