السبت 23 تشرين الثاني 2024

رغم بعض التحسّن لا زالت فرص عرض الأعمال النسوية في المتاحف محدودة


النهارالاخباريه – وكالات 
قبل عامين، أجرت  دراسة استقصائية كشفت عن أوجه مُذهلة من عدم مساواة تواجهها النّساء المُبدعات (الفنانات) فيما يتعلق بالتواجد والحضور في العروض التي تُقيمها متاحف الفنون السويسرية. ومنذ ذلك الإستطلاع لم يتغيّر الوضع إلا قليلا.
وإذا قررت أن تزور واحدا من المتاحف السويسرية الكبرى هذا الصيف، يُمكنك الاستمتاع بمشاهدة أعمال أوغست غول في متحف الفنون ببرن وأعمال أدولف ولفلي في مركز بول كلي ببرن أيضا وغيرهارد ريختر في صالون الفنون بزيورخ.
وأما إذا أردت مشاهدة أعمال نساء مُبدعات، فبإمكانك التوجّه إلى متحف الفنون ببازل. فبعد عرض أعمال صوفي - تاوبر آرب، سوف تشغل المكان أعمال كارا ولكر، قبل أن تترك المجال لكل  من كاميه بيسارو، وتاسيتا دين، وروث بوشانان في فصل الخريف المقبل.

من بين أكبر سبعة متاحف فنية سويسرية - على النحو المحدد في دراستنا التمثيلية في عام 2019 - فقط متحف الفنون ببازل هو المؤسسة الوحيدة التي قدمت برنامجًا للمساواة بين الجنسين في العامين الماضيين، مع سبعة معارض فردية مخصصة للنساء و أحد عشر معرضًا للرجال. وكانت swissinfo.ch قد عاينت تمثيل الفنانات في المواقع الإلكترونية لأكبر عشر متاحف في شهر يوليو الماضي.
وتبرر العديد من المتاحف التمثيل المحدود للمرأة في مجموعاتها ومعارضها التاريخية بأنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لاكتشاف الأعمال الفنية من ابداعات النساء، اللاتي غالبًا ما كان  آباؤهن أو أزواجهن سببا في حجب ظهورهن.
إن التعطيل الذي فرضته الجائحة الصحية على أنشطة المؤسسات الثقافية لم يؤد إلى تعزيز قضية المساواة بين الجنسيْن داخلها. وبدلاً من ذلك، ركزت المؤسسات جهودها على الحفاظ على تواصلها مع الجمهور من خلال تقديم زيارات افتراضية عبر يوتيوب أو التفاعل مع فريق المتحف عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
خطوات محدودة لصالح النساء 
بعد استطلاعنا الأول، تغيّرت أشياء قليلة. وناقشت المؤسسات والجهات الفاعلة في قطاع المتاحف قضية الحضور المتوازن بين الجنسيْن، وبدأ النقاش وزاد الضغط العام على المتاحف. ومع ذلك، كانت التغييرات محدودة ومتواضعة. فقد كان البرنامج المخصص للنساء في متحف الفنون الجميلة في مدينة "لو لوكل" في عام 2019 نقطة الضوء الوحيدة في هذا المجال.
وفي زيورخ، أطلقت مجموعة من الفنانين المغمورين حملة تنديد بالتمييز ضد الفنانات، سواء على مستوى وسائل الإعلام أو في المعارض الفنية. وتم إيلاء اهتمام خاص خلال هذه الحملة للفضاءات المستفيدة من تمويلات عامة، كاقتناء الأعمال الفنية للأماكن العامة في المدينة، أو لمباني دور الثقافة الجديدة في زيورخ.
وبدلاً من التخفي وراء أقنعة الغوريلا، اختارت هذه المجموعة - التي تذكّر أنشطتها بحركة الاحتجاج التي قادتها في ثمانينيات القرن الماضي فتيات Guerrilla Girls الشهيرات في الولايات المتحدة - إنشاء شخصية خيالية تحمل اسمًا رمزيًا للغاية هو "هولدا زفينغلي" Hulda Zwingli، واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لاشهار المطالب التي رفعتها المظاهرة التي جابت شارعيْ المحطة الرئيسية (بانهوف شتراسه) وجادة أوروبا، وهما شارعان شهيران في زيورخ.