السبت 23 تشرين الثاني 2024

المخرج برهان علوية غادر السينما اللبنانية بعدما قال "كفى"


النهار الاخباريه  وكالات 
في عام 2007 أنجز المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية فيلمه "خلص"، وبدا من خلال هذا العنوان كأنه يقول وداعاً، وكان هذا الفيلم آخر أعماله، وآخر رسالة يوجهها إلى جمهوره اللبناني بخاصة، حول الحرب اللبنانية وتناقضاتها، بعدما شعر أن لبنان مقدم على مرحلة مجهولة. توارى برهان علوية عن الإعلام شيئاً فشيئاً، ثم بدا أنه اختار العيش في بروكسل، ليس بصفتها منفى أو ملجأ، بل كمدينة فتحت له أبوابها ووفرت له العلاج بعدما تدهورت صحته وبدأ يغزوه مرض ألزهايمر.
 غير أن خبراً حزيناً ورد اليوم يفيد أن برهان علوية فارق الحياة في العاصمة البلجيكية بروكسل، إثر حادث مفاجئ في القلب. غاب علوية عن ثمانين سنة، وتسعة أفلام بين وثائقية وروائية، شارك خلالها مع رفاق ينتمون إلى جيله في تأسيس السينما اللبنانية الجديدة التي انطلقت مع الحرب الأهلية، ومنهم الراحلان مارون بغدادي ورندة الشهال وسواهما.
برهان علوية ابن الجنوب اللبناني ولِد في بلدة أرنون عام 1941، تلقى دروسه الأولى في بلدة عين الرمانة التي شهدت انطلاقة شرارة الحرب الأهلية عام 1975. عمل مصوّراً مساعداً في تلفزيون لبنان. ثم درس في الجامعة اللبنانية العلوم السياسية، وبعدها اتجه في رحلة إلى مصر، ثم إلى الكونغو والسودان، وعاد إلى بيروت عام 1967، ليغادر من ثم إلى باريس بعد وقوع حرب "الأيام الستة" أو ما يعرف بـ"نكسة حزيران".
في عام 1973 أخرج فيلماً قصيراً بعنوان "ملصق ضد ملصق"، وقدم فيلماً آخر بعنوان "فوريار" في بروكسل، بعد التحاقه بـ"المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث". أما فيلمه المهم الأول الذي عد بمثابة تحفة أولى فأنجزه عام 1975 بعنوان "كفر قاسم" الذي عرف نجاحاً كبيراً ورسخ اسمه في السينما الجديدة. يدور الفيلم في عام 1956 عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر، مع إعلان الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوّل في المناطق العربية في فلسطين المحتلة من دون سابق إنذار للسكان. يفاجأ أهالي "كفر قاسم" لدى عودتهم من أعمالهم بحصار ضربه حولهم الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب لاحقاً ما يُعرف تاريخياً بمجزرة "كفر قاسم".
الحرب الأهلية
بعد "كفر قاسم" أنجز علوية فيلماً وثائقياً هو "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء"(1978)، وهو ثمرة زيارة علوية إلى مصر في نهاية السبعينيات، حيث التقى المعماري الشهير حسن فتحي وصوّر جولة في العوالم المعمارية المتنوعة في البلد، مركزاً على ما يعرف بـ"عمارة الفقراء" ومظاهرها الاقتصادية 
وأعقبه فيلم "بيروت اللقاء (1981) الذي يدور حول الحرب الأهلية وانقسام بيروت إلى منطقتين شرقية وغربية، وقد كتب السيناريو والقصة الكاتب أحمد بيضون. هذا الفيلم يعد من أهم الأفلام التي تناولت قضية الحرب من وجهة نظر موضوعية لا تخلو من الالتزام الوطني والروح العلمانية المناهضة للطائفية. ثم تتالت أفلام أخرى: "رسالة من زمن الحرب" (1984)، و"رسالة من زمن المنفى" (1987)، و"أسوان والسد العالي" (1990) و"خلص" (2006).