النهار الاخبارية - وكالات
الجوال يتسبب بحوادث أكثر من المشروبات الكحولية، ويؤدي إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة إلى زيادة الحوادث بنسبة 400%
أصبحت الهواتف الخليوية بأنواعها أحد أهم أسباب الحوادث المرورية في العالم، والأرقام التي توضح مدى خطورة استخدام هذه الهواتف أثناء القيادة مرعبة للغاية، بل ومثيرة للصدمة.
ففي الولايات المتحدة الأميركية فقط على سبيل المثال، قال مجلس السلامة الوطني الأميركي إن استخدام الهاتف الخليوي أثناء القيادة يؤدي إلى 1.6 مليون حادث في كل عام، ينتج عنها ما يقرب من 380 ألف إصابة خطيرة، وإن من بين كل 4 حوادث سيارات في الولايات المتحدة هناك حادث سببه استخدام الجوال أثناء القيادة، وبنسبة تصل إلى 25% من مجمل حوادث السيارات في أميركا.
الجوال يتسبب بحوادث أكثر من المشروبات الكحولية
وذكر المجلس أن الرسائل النصية أثناء القيادة تتسبب في وقوع حادث بنسبة 6 مرات أكثر من تلك المسجلة أثناء القيادة في حالة الثّمول (السُّكر)، ويؤدي إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة إلى زيادة الحوادث بنسبة 400% في الوقت الذي تقضيه العيون بعيدا عن الطريق، ومن بين جميع المهام المتعلقة بالهاتف الخليوي، تعد الرسائل النصية هي النشاط الأكثر خطورة إلى حد بعيد، فإذا أضفنا إليها التنبيهات والإشعارات المهمة التي تردنا طوال الوقت من تطبيقاتنا والمواقع المهمة التي نتابعها على الشبكة، فإن الصورة تصبح أخطر بكثير.
ولا يقتصر الأمر على حوادث السيارات، فحوادث الدراجات النارية أكثر خطورة ومميتة بشكل أكبر بكثير من حوادث السيارات، فإذا كان استخدام الجوال يتسبب بنحو 25% من حوادث السيارات فإن هذه النسبة ترتفع إلى نحو 40% لراكبي الدراجات النارية، وذلك كما جاء في بحث علمي مشترك أجراه مجموعة من العلماء في عدد من الجامعات الفيتنامية؛ حيث يكثر استخدام الدراجات النارية في هذا البلد بين السكان.
وفي الحقيقة، ورغم كثرة القوانين في مختلف دول العالم التي تحظر استخدام الهواتف الخليوية أثناء القيادة، إلا أن نسبة الاستجابة قليلة جدا، فقد اعتاد الناس على هواتفهم وأجهزتهم الذكية بحيث غدت جزءا أساسيا منهم ومن حياتهم.
التكنولوجيا تقدم الحل
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يمكن أن تفعله التكنولوجيا للمساهمة في حل هذه المشكلة بما أن القوانين الرادعة لم تنجح في حلها؟
الإجابة جاءت من كلية علوم الحاسوب في جامعة "واترلو" (Waterloo) الكندية، وذلك عن طريق الأجهزة القابلة للارتداء.
وفي الحقيقة، فقد مر وقت طويل منذ أن وُعِدنا بتقدم هائل في ميدان التكنولوجيا القابلة للارتداء، ولكننا لم نشهد شيئا تقريبا من كل هذه الوعود. نعم، كل شخص لديه هاتف ذكي في جيبه وسماعات في أذنيه، حتى إن البعض منا يحمل ساعة ذكية أو سوارا، ولكن ما التطورات التكنولوجية الفعلية في ميدان التكنولوجيا القابلة للارتداء التي يمكن أن نتوقعها في المستقبل القريب والتي يمكن أن تسهم في حل المشكلة آنفة الذكر؟
ربما شاشة يمكن أن تلمع حرفيا من خلال الملابس، شاشة على ركبة بنطالك أو كم قميصك، لم لا، فهذا على الأقل ما توصل إليه الباحثون في الجامعة الكندية الذين أعلنوا مؤخرا عبر منصة الجامعة عن اختراع جديد ومثير من نوعه أطلقوا عليه اسم "بوكيت فيو" (PocketView) وهي تقنية تستخدم مصابيح "إل إي دي" (LED) لعرض المعلومات الأساسية الواردة من الهاتف الخلوي أو أي أجهزة ذكية أخرى من خلال القماش.
تقنية جديدة لديها الكثير من الإمكانات المستقبلية
ويقول العلماء إن هذه التقنية الجديدة يمكن أن تكون قطعة فنية قادرة على تعزيز قدرات هواتفنا وأجهزتنا الذكية المختلفة التي نستخدمها بشكل يومي دائم، والمبدأ الذي تقوم عليه هذه التقنية هو مبدأ بسيط؛ حيث سوف تلمع العديد من المصابيح في قماش البنطال أو القميص الذي نرتديه، وتعرض كافة الرسائل والإشعارات الإلكترونية الواردة لنا، إضافة إلى المكالمات، وحالة الطقس وغيرها من المعلومات القادمة من جوالاتنا وأجهزتنا الذكية.
فإذا كنت تقود سيارتك أو دراجتك النارية في مكان ما وهاتفك في جيبك، وفجأة بدأت تشعر بالاهتزاز وتنظر لأسفل لترى أنك تتلقى مكالمة، أو رسالة أو إشعارا مهما، ستضطر أن تخرج هاتفك من جيبك أثناء القيادة، وهذا أمر خطير جدا تسبب في حوادث مميتة قادت في حالات كثيرة إلى الوفاة أو إعاقات دائمة، لكن إذا كانت الشاشة موجودة في ركبة بنطالك أو كم قميصك فستتفادى كل ذلك، هذا إضافة إلى خدمة "الجي بي إس" (GPS) الموجودة على شاشة البنطال والتي ستساعدك بالوصول إلى وجهتك بأمان.
ولا يقتصر استخدام هذه التقنية على الهواتف والساعات الذكية، بل يمكن استخدامها ودمجها افتراضيا مع أي جهاز ذكي آخر يتم اختراعه في المستقبل.
تقول البروفيسورة دانيا فوغل -الأستاذة المشاركة في كلية علوم الحاسوب بجامعة واترلو- "من الواضح أننا نركز على الجانب التكنولوجي والبرمجي للاختراع. ولكن حتى بوصفه إكسسوار أزياء فهو شيء يرغب به الناس، حيث يمكن استخدامه في النوادي الرياضة والأسواق أو بطرق أخرى كثيرة. إنه شيء بسيط، ولكنه أيضا فكرة جذرية لديها الكثير من الإمكانات المستقبلية".
وبعد، هل سيقلل هذا الاختراع التكنولوجي من نسبة الحوادث المرورية بسبب استخدام الهواتف والأجهزة الذكية أثناء القيادة؟ هذا ما سنراه في المستقبل القريب.