السبت 7 حزيران 2025

الصحة النفسية للرجل: التوتر، الاكتئاب، وضغوط العمل

 بقلم الدكتوره امل الحاج
مقدمة

رغم أن الرجال قد يبدون متماسكين ظاهريًا، إلا أن الضغوط النفسية التي يتعرضون لها يوميًا قد تكون عميقة ومزمنة. التقاليد الاجتماعية والصور النمطية التي تطالب الرجل بكتمان مشاعره وعدم التعبير عن ضعفه، تجعل الصحة النفسية للرجل موضوعًا حساسًا ومهمًا في نفس الوقت.

في هذا المقال، نسلط الضوء على التوتر، الاكتئاب، وضغوط العمل عند الرجال، وطرق التعامل معها بشكل صحي.

لماذا الصحة النفسية عند الرجال مهمة؟
الرجال أقل عرضة لطلب المساعدة النفسية مقارنة بالنساء.
معدلات الانتحار عند الرجال أعلى في معظم دول العالم.
الاكتئاب عند الرجال قد يظهر في شكل سلوك عدواني أو تعاطٍ للكحول بدلاً من الحزن والبكاء.

الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وأي اضطراب فيها يؤثر على الحياة المهنية، الاجتماعية، والعائلية للرجل.

أهم التحديات النفسية التي يواجهها الرجل

1. الضغوط الاقتصادية والعمل
الشعور بالمسؤولية المالية عن الأسرة.
الخوف من الفشل أو فقدان الوظيفة.
العمل لساعات طويلة دون راحة.

2. التوقعات المجتمعية
النظرة التقليدية بأن "الرجل لا يضعف”.
كبت المشاعر والابتعاد عن التعبير العاطفي.
الخوف من الحكم المجتمعي عند طلب الدعم النفسي.

3. التغيرات الهرمونية والعمرية
انخفاض هرمون التستوستيرون بعد سن الأربعين قد يؤثر على المزاج والطاقة.
أزمة منتصف العمر (Midlife crisis).


الاكتئاب عند الرجل: الأعراض المميزة

قد تختلف أعراض الاكتئاب لدى الرجال عن النساء، وتشمل:
الشعور المستمر بالإرهاق أو فقدان الطاقة.
قلة التركيز أو ضعف الإنتاجية.
الانسحاب الاجتماعي أو الغضب الزائد.
اضطرابات النوم أو الشهية.
الإفراط في تناول الكحول أو التدخين.
أفكار سوداوية أو رغبة في الانعزال.

ملاحظة: الاكتئاب لا يعني دائمًا الحزن، وقد يظهر أحيانًا في صورة مشاكل جسدية أو تغيرات في السلوك.


كيف يتعامل الرجل مع التوتر؟

للأسف، الكثير من الرجال يلجؤون إلى آليات سلبية للهروب من التوتر مثل:
الإدمان (كحول، نيكوتين، شاشات).
العزلة أو الهروب من المسؤوليات.
العدوانية أو العنف اللفظي/البدني.

لكن الحلول الصحية تشمل:
الرياضة المنتظمة: تُفرغ الطاقة السلبية وتحفز هرمونات السعادة.
التحدث مع صديق أو مختص نفسي: الدعم العاطفي يقلل العبء الداخلي.
تنظيم الوقت والنوم: قلة النوم تزيد القابلية للقلق.
ممارسة التأمل أو التنفس العميق.
تحديد أولويات الحياة والعمل.


متى يجب طلب المساعدة النفسية؟
إذا استمرت الأعراض النفسية لأكثر من أسبوعين.
إذا بدأت التأثير على العمل أو العلاقات.
إذا ظهرت أفكار انتحارية أو إيذاء للنفس.
إذا فشلت المحاولات الشخصية في التحكم بالمشكلة.

الاستشارة النفسية ليست دليل ضعف، بل علامة نضج وشجاعة.


كيف يمكن للمجتمع دعم الرجل نفسيًا؟
كسر وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية.
توفير بيئة عمل داعمة نفسيًا.
تشجيع الرجال على التعبير عن مشاعرهم.
تقديم التثقيف النفسي في المدارس والإعلام.



خاتمة

الصحة النفسية للرجل ليست رفاهية، بل حجر أساس لحياته وحياة من حوله. التوازن بين العمل والراحة، التعبير العاطفي، وطلب المساعدة عند الحاجة، كلها خطوات قوية تعزز من استقرار الرجل النفسي.

الرجل الحقيقي لا يخجل ان يعتني بصحته نفسياً وجسدياً