الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024

ماهي اتفاقية الدفاع بين ألمانيا وبريطانيا؟

نشر موقع "أسباب" للدراسات الاستراتيجية تحليلاً معمقاً حول الاتفاقية الدفاعية الثنائية الجديدة بين بريطانيا وألمانيا، والمعروفة باسم "ترينيتي هاوس"، والتي تم توقيعها في 23 أكتوبر.
إّذ تسلط هذه الاتفاقية الضوء على إعادة ضبط للعلاقات الدفاعية بين لندن وبرلين، في خطوة غير مسبوقة تشمل التعاون العسكري في المجالات البرية والجوية والبحرية والسيبرانية، وتطوير صواريخ بعيدة المدى مشتركة، إلى جانب تدريبات عسكرية في منطقة البلطيق.
يستعرض التحليل خلفيات الاتفاقية ودوافعها، مشيراً إلى أن التغيرات الأمنية في أوروبا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية دفعت بريطانيا وألمانيا لتعزيز التعاون الدفاعي، وسط تزايد المخاوف من تراجع الالتزام الأمريكي بالأمن الأوروبي. إذ يفتح هذا الاتفاق الباب أمام شراكة دفاعية أعمق بين القوى الأوروبية الكبرى، ما قد يعزز الاستعدادات لمواجهة التحديات المحتملة على الجبهة الشرقية للناتو ويدعم التوجه نحو تحمل مسؤوليات أكبر في مجال الدفاع الأوروبي.
تراجع الالتزام الأمريكي يدفع أوروبا نحو تحالفات دفاعية أقوى
تعد اتفاقية دفاع لندن وبرلين بمثابة إعادة تشغيل شاملة للعلاقات الدفاعية بين البلدين والتي كانت تفتقر إلى إطار رسمي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أوائل عام 2020. ولا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من تغييرات جوهرية للأمن الأوروبي، عززت من ضرورة تقوية التعاون الدفاعي بين بريطانيا وألمانيا. ويأتي على رأس قائمة التعاون هدفين جوهريين:
 
أولاً: الالتزام بتطوير صاروخ بعيد المدى قادر على توجيه ضربات لمسافات أطول وأكثر دقة من الصواريخ التي تمتلكها الدولتين حاليا، سواء صاروخ "ستورم شادو كروز" (Storm Shadow) البريطاني أو صاروخ "توروس" (Taurus) الألماني. ويأتي هذا الالتزام في سياق الاهتمام الأوروبي بنشر الصواريخ بعيدة المدى لردع العدوان الروسي على القارة.
ثانياً: مراقبة البنية التحتية في بحر الشمال بما يشمل خطوط أنابيب الغاز وكابلات الاتصالات والكهرباء، والتي أصبحت مصدر قلق رئيسي لمخططي الدفاع في أوروبا نظرا للثغرات الأمنية المحيطة بها والمحاولات الروسية للتجسس على هذه الأهداف.
تشكل اتفاقية الدفاع البريطانية الألمانية الضلع الأخير في مثلث الاتفاقيات الثنائية التي تربط الدول الثلاث الكبرى عسكريا في أوروبا، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والتي ستمثل أحد الركائز الرئيسية لمنظومة الأمن والردع في أوروبا في الأمد القريب والبعيد. إذ إن المملكة المتحدة لديها بالفعل اتفاقية دفاع مع فرنسا، اتفاقية " لانكستر هاوس" (Lancaster House)، التي وقعها ديفيد كاميرون ونيكولاس ساركوزي في عام 2010، بينما ترتبط فرنسا وألمانيا بمعاهدة "آخن" (Aachen Treaty) لعام 2019، والتي تشمل اتفاق للدفاع المتبادل.