النهار الاخباريه - طوباس
في بداية الأسبوع الحالي شهد محيط معسكر "ناحل" الاحتلالي، شرق طوباس، المقام على أراضي الفلسطينيين في منطقة "بيارة سعود" مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين المدعومين والمحميين من جنود الاحتلال، في واحدة من أشرس المواجهات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وهذه المواجهات انفردت عن المواجهات السابقة بميزة، أنها ضد المستوطنين بشكل مباشر، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا في المحافظة.
ومعسكر "ناحل" أقامه الاحتلال في بداية السبعينات من القرن المنصرم على أراضي الفلسطينيين ثم أتبعه خلال "انتفاضة الأقصى" بحاجز عسكري كان شديد البأس على الفلسطينيين في تنقلاتهم من طوباس إلى الأغوار الشمالية والعكس.
وظل الحال على ما هو عليه حتى العام 2005، عندما أزال الاحتلال الحاجز، وبدأ بتقليل تواجده الدائم عنده.
ومنذ شهر بدأت دعوات للمستوطنين بالتوجه إلى المعسكر المهجور لإقامة "بؤرة استيطانية" فيه تحت اسم "عليوت إلياهو". لهذا السبب اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سمح للمستوطنين بالمبيت في معسكر مهجور في منطقة الأغوار (معسكر تياسير، 7 كم شرق مدينة طوباس).
وأضافت الصحيفة أن قرار السماح للمستوطنين كان النوم في المكان رغم العلم أن نيتهم إقامة بؤرة استيطانية جديدة.
لكن رد جيش الاحتلال حسب الصحيفة كان: "تم منحهم (المستوطنين) تصريحا للاستجمام والنوم فقط، وليس تصريحاً لبؤرة استيطانية".
يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة "هناك تكاتف واضح من كل المؤسسات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وإحلال المستوطنين بدلا منهم".
ويسري تخوف بين الفلسطينيين من وجود بؤرة استيطانية على التخوم الشرقية لمدينة طوباس، في الطريق الرابط بينها وبين الأغوار المتخمة بالبؤر الاستيطانية، والمستوطنات التي شرعنها الاحتلال منذ احتلاله الضفة الغربية عام 1967.
ويقول دراغمة، وهو شاب يوثق انتهاكات الاحتلال في الأغوار: "لا تقام بؤرة استيطانية في الأغوار دون علم سلطات الاحتلال".
وتأكيدا على قوله فقد قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن اقتحام المستوطنين لمعسكر جيش الاحتلال المقام على حاجز تياسير، 7 كم شرق مدينة طوباس "تم بالتنسيق مع الجيش".
جيش الاحتلال ادعى أنه منح الإذن للمستوطنين للاستجمام. لكن المستوطنين نشروا إعلانا قبل عملية الاقتحام، بأنهم يخططون لإقامة بؤرة "عليوت الياهو"، ووجهوا الدعوات للانضمام ما يفند ادعاء الاحتلال بأن المستوطنين تواجدوا فقط للاستجمام.
وفي الإعلان الذي نشرته جماعة "ناحل" كتبت: "نصعد لنقطة جديدة في شمال الأغوار،
عليوت الياهو، لها سنصعد، وهي التي ورثناها".
وحركة "ناحل" هي ذاتها التي أقامت البؤرة الاستيطانية "أفيتار" على جبل صبيح في بلدة بيتا، وقد خططت لإقامة بؤرة في (معسكر ناحل) قبل أسبوعين، وفق إعلان نشرته على صفحات التواصل الاجتماعي، وقالت فيه إن الدعوة مفتوحة للعائلات وللفتية والفتيات.
"هناك معسكران في الأغوار أخليا سابقا، والآن تسكن فيهما عائلات للمستوطنين"، قال دراغمة. وأضاف أن "الاحتلال يفتح الطريق أمام المستوطنين لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية في الأغوار".
عضو الكنيست الإسرائيلي عن حركة "ميرتس" موسى راز كتب على "تويتر": "مساء السبت، مستوطنون أقاموا بؤرة استيطانية غير شرعية في معسكر مهجور للجيش الإسرائيلي بالقرب من طوباس أطلقوا عليها عليوت الياهو".
وتابع: "قبل أسبوعين أرسلت رسالة لوزير الجيش حذرت فيها من نية المستوطنين الاستيطان في المكان، وأطالبه بالإخلاء الفوري للبؤرة قبل أن يصبح الأمر متأخرا جداً".