الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

بعد مقتل زعيم "القاعدة" في مأرب... من يدعم التنظيم في اليمن


النهار الاخباريه وكالات

تباينت الروايات حول كيفية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة إبراهيم بن علي السنفي، المعروف بأبي عمار الصنعاني في مأرب، ونشرت مواقع مقربة من التنظيم عزاء للصنعاني، ولم توضح تفاصيل عن العملية.

يرى مراقبون أن مقتل الصنعاني يعد خسارة كبيرة للتنظيم وسوف يحد من قدراته، وتساءل آخرون حول كيفية وجود التنظيم في العديد من المحافظات بناء على حماية واتفاقات مع أحد أجنحة الشرعية، وهي التي توفر له الغطاء ويتقاسمون سويا موارد المناطق التي يسيطرون عليها، ما يعني أن التنظيم يعيش بصورة شبه طبيعية في تلك المناطق، بفضل تعاونه مع حزب الإصلاح.

بداية يقول الباحث السياسي الجنوبي، علي الأسلمي، لا شك أن الجميع يعلم علاقة حزب التجمع اليمني للإصلاح بتنظيم القاعدة "المحظور في العالم  منذ عودة الأفغان العرب من أفغانستان في الثمانينيات مع عناصر من تنظيم "القاعدة".

القاعدة والإصلاح

وأضاف في ، أن الفرقة الأولى مدرعة قد احتضنت تلك العناصر، تلك الفرقة كانت تابعة لحزب الإصلاح وكان يقودها علي محسن الأحمر في ذلك الوقت، ومنذ هذا الوقت لم ينقطع التواصل بين التنظيم والإصلاح.

وتابع الأسلمي، لو قمنا بعملية رصد بسيطة للأحداث التي جرت في الحرب اليمنية، نجد دائما أن عمليات تنظيم القاعدة تبتعد عن المناطق التابعة للإصلاح، وأيضا المناطق التابعة للحوثيين"أنصار الله"، ومنذ العام 2015 نجد أن التنظيم يستهدف دائما خصوم الإصلاح سياسيا وعسكريا، فأينما وجد خصم للإصلاح تجد أن التنظيم يستهدفه بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، فهذا شيء طبيعي أن نجد التنظيم وقيادته في مأرب التي يسيطر عليها الإصلاح، حيث أن مأرب اليوم عبارة عن إمارة يسيطر عليها الإصلاح سواء في الناس التي يسكنوا فيها أو بالنسبة للثروات التي يتم نهبها من النفط والغاز

وأكد على أن الشواهد على تعاون الإصلاح والقاعدة في اليمن كثيرة ولا حصر لها، على سبيل المثال شاهدنا عشرات التفجيرات التي قام بها التنظيم ضد القوات المناوئة للإصلاح والحوثيين، مثلما حدث مع القوات الجنوبية التي أثبتت مؤخرا أنها ضد المشروع الإيراني في المنطقة، حيث كانت تلك القوات عرضة لاستهداف تنظيم القاعدة مع أن الجميع يعلم أن تلك الاستهدافات يقوم الإصلاح بالإشراف عليها، ويتم تغليفها بغطاء القاعدة، والكثير من اليمنيين يعرفون بالأسماء العديد من التابعين لحزب الإصلاح و منخرطين مع تنظيم القاعدة.

مواقع آمنة للتنظيم

ولفت الباحث السياسي، أنه لم يكن هناك قتال حقيقي في مأرب طوال السنوات الماضية منذ بدء الحرب، بل إن حزب الإصلاح قام بتسليم 13 مديرية من محافظة مأرب للحوثيين بأسلحتها ومعسكراتها ولم يتبق معهم سوى ثلاث مديريات فقط لا غير، فلا يوجد قتال بين الإصلاح والحوثيين، بل كل ما يجري هو عملية استنزاف.

وحول أماكن وجود التنظيم يقول الأسلمي، في الفترة الأخيرة كان التنظيم متواجد في محافظة شبوة قبل أن يتم تحريرها من قبل قوات العمالقة خلال الشهرين الماضيين وتأمينها، الأمر الذي أدى إلى نزوح تلك المجموعات التابعة للتنظيم، وتعد مأرب أحد أهم المواقع التي يتواجد بها التنظيم، حيث توجد أماكن للتدريب بعيدة عن الأنظار في أماكن صحراوية، هذا بجانب تواجده وكثرة تحركاتهم في وادي حضرموت الذي لا يزال تابع للفرقة الأولى مدرعة ٥التابعة لحزب الإصلاح "الإخوان"، والجميع يعلم هذا وشاهدوه بأنفسهم وحدثوا عنهم بالأسماء، وهذا يعني أنه ما زالت هناك أماكن مؤمن فيها عناصر التنظيم.

قدرات القاعدة

من ناحيته يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، تنظيم "القاعدة" كما هو معروف عنه في اليمن لم يستهدف أنصار الله "الحوثيين" في أي عملية لا في الشمال ولا في الجنوب، بل على العكس كانت كل أو معظم عملياته موجهة ضد القادة الجنوبيين.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، صحيح أن عناصر من التنظيم شاركت في بعض المعارك ضمن المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية ضد الحوثيين كما كان الحال في محافظة البيضاء وكذلك مأرب، إلا أنه من الصعب القول إن هذا التنظيم يوجه عملياته ونشاطه ضد الحوثيين.

وتابع حسين، على مدى السنوات الطويلة الماضية، كانت هناك وما زالت اتهامات لقادة ووحدات عسكرية أو قبلية موالية للشرعية هي التي توفر الحماية لعناصر تنظيم القاعدة، ولا يزال للتنظيم قدرات وعلاقات تمكنه من تنفيذ عمليات إرهابية ولكن ليس لخوض معارك نظامية، حيث يعمل التنظيم بشكة تن

وأعلن تنظيم "القاعدة" مقتل المسؤول العسكري للتنظيم باليمن، المكنى "أبو عمار الصنعاني" في مأرب، وتناولت العديد من الوكالات والمواقع اليمنية والدولية عدد من الروايات حول العملية، حيث ذكر البعض أن مقتل الصنعاني جاء في اشتباكات مع الحوثيين وأخري قالت أنه قتل في قصف جوي وغيرها من الروايات.

واتفق عديد من المحللين على أن مقتل الصنعاني بصفته الرجل الثالث في قيادة القاعدة ومقره اليمن، يمثل نكسة كبيرة لمحاولات الجماعة الإرهابية الواضحة في السيطرة على الأرض في أفقر دولة عربية.

وتستمر منذ 2015 مواجهات بين الجيش اليمني المدعوم بتحالف عربي بقيادة السعودية وجماعة أنصار الله، حيث تسعى الحكومة اليمنية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها أنصار الله، من بينها العاصمة صنعاء، وأدت المعارك لمقتل وجرح آلاف المدنيين واحتياج الملايين لمساعدات إنسانية عاجلة بحسب الأمم المتحدة.

بالمقابل تنفذ جماعة أنصار الله هجمات متواصلة بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية تستهدف قوات سعودية داخل اليمن، وبداخل الأراضي السعودية.

وتسببت الغارات الجوية للتحالف، وكذلك القصف المتبادل، بسقوط مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين، بين قتلى وجرحى، فضلا عن تدمير البنية التحتية لليمن، وانتشار الأوبئة والأمراض، والمجاعة في بعض المناطق، وبات نحو 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد سكان اليمن، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.