دراسه من اعداد الاستاذ احمد عثمان
كاتب وباحث فى الحركات الاسلاميه
يرفض البعض فكرة "دعشنة" جنوب العراق ورغم ذلك يمكن أن يحدث التطرف في أي مكان تكون فيه التوترات الاجتماعية شديدة بدرجة كافية، وهو ما ينطبق بالتأكيد على جنوب العراق الذي يواجه هذه المعضلة.
على مدارسنين أجريت دراسه فى العراق عن التطرف وسبب أنضمام الشباب العراقى لداعش وقد اسندت هذه الدراسه على أشخاص عاصرو وعاشوا داخل هذا التنظيم سوف يرون تجربتهم لتمكنا من فهم ما يدور فى الاروقه المظلمة والعالم الخفى لهذا التنظيم
ان عملية التجنيد داخل هذا التنظيم تمرعبرمرحليتين المرحلة الاولى التوتر المجتمعى والثانيه التطرف الفكري وهذا الامرلابد ان يمر بالظروف السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه القاسيه والمتطرفه احياننا .
فتنظيم داعش ليس ظاهرة فكرية دينية في جوهرها وإنما ظاهرة سياسية اجتماعية اتخذت من الدين مطيةً لها.
ان الادلة التجريبه التى تشير الى أن الدين أو الايدلوجيا هى محفز اساسى للتطرف العنيف فالتشدد بالاساس هو مسالة اجتماعيه يمكنها ان تؤمن الفرص لعوامل دافعه جوهريه اكثر تظهر للعيان بالاساس
من عمان الى العراق
لنبدا بعرض تجربة المدعو ابو ابراهيم الذي يعتبر نفسه محظوظا كونه بثقى على قيد الحياة ولمي لقى حتفه مثل اصدقائه ويقول ابو ابراهيم لقد مات اربعه من اصدقائى فى العراق عام 2005 بينما مات ثلاثه فى هذا العام احدهم قاك بتفجير نفسه فى حزام ناسف واخر قاد شاحنه ملبئة بالمتفجرات يا للمصيبه انه فى الرابعه والعشرين من عمره لقد قاموا بعملية غسيل دماغ له ولاصدقائه لقد اصبح مستعجلا بان يموت لانه يعتقد بانه سيعيش حياة مختلفه بالتاكيد نحن نؤمن بالله واليوم الاخر وان الموت حق ولكن ليس بهذه الطريقه الشنيعه او البشعه .
لقد غادر هذا الشاب الذي اخبرنا عنه ابو ابراهيم مدينة عمان
متوجها الى العراق فى شهر اكتوبر تشرين الاول ووصل الى الحدود
ورغم انه قبض عليه من قبل حرس الحدود اول مره إلا انه عاد واعاد الكر مره اخري واستطاع الوصول الى العراق والالتحتاق بتنظيم الدولة الاسلاميه من اجل الحصول على الشهاده .
يقول ابو ابراهيم وطبعا هذا اسمه الحركى نحن نريد ان ننشر الدعوه الاسلاميه انا حزين اننى لم استشهد فى سبيل الدعوه الاسلاميه ولكنى احمد الله باننى لم اقتل كما قتل اصدقائى بعمليات تفجير .
مدينة الزرقاء
تعرف مدينة الزرقاء الأردنية بأنها مكان التطرف الاسلامي منذ بداية الحرب في العراق
فهي مسقط رأس ابو مصعب الزرقاوي زعيم جماعة «القاعدة في بلاد الرافدين» الذي قتل في العام الماضي. وهي الان موقع تفريخ «الجهاديين»، مثل ابو ابراهيم وخمسة من اصدقائه الذين غادروها في نفس الوقت تقريبا متجهين للعراق
وقد كشفت المقابلات مع ابو ابراهيم واقارب الرجال الاخرين انه بدلا من تجنيدهم بطريقة فردية من قبل منظمة، مثل منظمة الزرقاوي يتولون تدريجيا نشر التطرف بين بعضهم بعضا، ثم يقودهم الائمة المحليون نحو العراق، مستخدمين آيات من القرآن لتبرير قتل المدنيين ويشاهدون اشرطة فيديو تتضمن تعذيب المسلمين وقتلهم منسوخة من مواقع الانترنت وقال ابو ابراهيم عن الزرقاوى بانه الشيخ البطل وهو رمز من رموز الاسلامين فى الزرقاء ومعظم الشباب فى الزرقاء هم من المتدينين والمؤيدين للشيخ ابو مصعب الزرقاوى ملهم ومؤسس الدولة الاسلاميه .
هناك غضب عارم وواضح فى شوارع الزرقاء وايضا هناك تدفق كبير من ابناء مدينة الزرقاء الى جنوب العراق وشمالهوهناك قصص لا تعد ولاتحصى من الانتحارين من ابناء المدينة الذين قضوا واستشهدوا فى العراق وذكر مسؤولون عسكريون اميركيون، ان متوسط العمليات الانتحارية في العراق تصل شهريا الى 42 عملية .
ويتجه الغضب بين المتطرفين في الزرقاء، وهي مدينة سنية، ضد الشيعة مثلما هو موجه ضد الاميركيين. ويقول احمد خليل عبد العزيز صالح، وهو امام مسجد كان يحضر اليه عدد من الانتحاريين عن الشيعة «لديهم تقاليد غير اسلامية ويكرهون السنة .
وقال ابو ابراهيم عندما سئل ان يحدد اهدافه «الشيعة اولا والاميركيون ثانيا. وثالثا أي مكان في العالم يهدد فيه الاسلام».
الحالة الثانيه التى سنتحدث عنها فى هذه الدراسه هى عن شاب صغير فى العمر عمره لا يتعدى ال19 عام ويدعى عمر جراد فهو ترك مدينة الزرقاء وبدون ابلاغ اسرته سافر الى العراق لبتلحق باحدى الكتائب العسكريه لتنظبم الدولة الاسلاميه وقد قتل او استشهد كما يؤكد احد اقاربه فى الفلوجه عام 2005 كما قال والده لنا ويقول الوالد لفد ارتبط ابنى عمره بشقيقه الاكبر جهاد الذي استشهد ايضا فى العراق وكان عمر فى العام الاخير من دراسته الثانويه وهو شاب ملتزم ويواضب على الصلاة فى اوقاتها وسمعته جيده بين الاهل والجيران الكل يحبه ولكنه ذهب الان ذهب ولم يعد بيننا صحيح انا شجعته على الجهاد فى سبيل الله ولكنى لا استطيع ان اخفى حزنى باننى فقدت اثنين من اولادى فى العراق ولكن نستطيع ان نتهرب من طريق الجهاد فنحن عزمنا على المضى بهذا الطريق .
لقد قال احد اخوة عمر فى هذه المقابله الحصريه معهم عن الانتحارين انهم افضل بنى البشر لقد تركوا الدنيا وملزاتها وفضلوا الجهاد فى سبيل الله انهم خير البشر
ولا تزال ام طالب هندسة في العشرين من عمره تقول ان ابنها ذهب للعراق بحثا عن عمل. وفي منزل الاسرة ركعت على الارض تبكي وتمسك بكتب الفيزياء.
تشهد الزرقاء تحولا باتجاه الاسلام المحافظ. تقول امرأة كانت ترتدي النقاب وتجلس في الجزء المخصص للنساء في المسجد الدين تلقيناه من الله.
ولكن بعد ان بدأت الحرب قررنا ان نوضح للعالم اننا مسلمون لبست النقاب كي يعرف العام انني مسلمة.
بدأ بعض شباب الزرقاء إظهار تمسكهم بالإسلام من خلال التوجه الى العراق للقتال، إلا ان الجثامين التي كانت تنقل الى الاردن كان لها اثر عميق فيما يبدو على الشباب.
ماهى العوامل التى تدفع الشباب الى التطرف
ان التهميش والحرمان هو اقوى ادوات ودوافع التطرف وهى احدى الاسباب الرئيسه لتجعل الشباب ان يحذوا نحو التطرف وهى نقطة التحول الى الرئيسه للمضى نحو التجنيد .
غن انعدام الحياة الاجتماعيه ودخول الشباب فى مرحلة سيكلوجيه نفسيه عصيبه فى اعمار مختلفه تدفع هذا الشخص الى الانضمام الى التنظيمات المتطرفه والمتطرفه العنيفه
إن خلق مجتمعات تعددية شاملة مفتوحة منصفة، تقوم على أساس الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وتضمن العدالة الاقتصادية للجميع، يمثل بديلًا ملموسًا وهادفًا؛ لحماية الشخص من السير في طريق التطرف العنيف" وشددت على أن الفقر والحياة على هامش المجتمع يدفعان بالشباب الأفريقي إلى الولوج في دروب التطرف والعنف والتمرد، وأن التهميش والحرمان من الحقوق الاجتماعية، وعدم فهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا، وتدني المستوى التعليمي، وسوء الأحوال الاقتصادية، وفقدان أحد الوالدين أو كليهما، كلها من أهم العوامل التي تلعب عليها
التنظيمات الإرهابية لاستقطاب مجندين جدد.
طفولة تعيسة
من بين أهم النتائج التي توصلنا اليها بحثًا عن فك طلاسم "دائرة صناعة الموت" أن الطفولة التعيسة تؤدي دورًا حاسمًا في تجهيز الطفل للانخراط في تنظيمات إرهابية في المستقبل، بداية من الحرمان من أحد الوالدين، سواء بسبب اليتم أو غياب رعاية الوالدين، وانتهاءً بتعريض الطفل للعقاب البدني العنيف، وأنه حيثما يكون هناك ظلم وحرمان ويأس، فإن الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة تطرح نفسها كشكل من أشكال الهروب التي يلجأ إليها الشخص هربًا من الظلم والحرمان واليأس.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 83% من الذين انخرطوا طواعية في التنظيمات المتطرفة العنيفة من جَرَّاء الافتقار إلى الدور الذي تؤديه الأم في حياة أي شخص ونموه، وهي النسبة التي ارتفعت إلى 87% بين مَن أُرغموا على الانضمام لتمثيل تلك التنظيمات، في حين بلغت النسبة 90% في المجموعة المرجعية.
أكدت الدراسة أن ثمة ارتباطًا قويًّا بين الأفراد الذين انضموا للجماعات المتطرفة ومعاناتهم بسبب حرمان أحد الوالدين أو كليهما معًا، أو غياب التأثير الفاعل للوالدين في مرحلة الطفولة لمَن تم تجنيده، والأمر نفسه بالنسبة لمَن مرَّ بمراحل يأس وإحباط في طفولته، أو عانى من عقوبات جسدية، ما يعني أن التنشئة الاجتماعية السلبية للفرد أحد العوامل الجوهرية لتجنيد المتطرف
ن الأسرة تؤدي دورًا أساسيًّا في نمو الأفراد وتنشئتهم، وهي تمثل المصدر الأول لمطالب النمو الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والمعرفية والخبرات الأساسية، فالأسرة ليست مجرد وسيلة إنجاب، ولكنها الخلية الاجتماعية الأولى لبناء المجتمع".
وهناك عوامل تؤدي إلى اختلاف الاتجاهات من أسرة لأخرى، تتمثل في المستوى الاجتماعي للوالدين ومستواهما التعليمي ووضعهما الاقتصادي، إضافة إلى دافعية الإنجاز والحافز".
أما عن الحالة الاجتماعية للأسرة، وإفراز فرد متطرف فيها، فهو ايضا يعود الى الوضع الاقتصادي السائد في المجتمع يؤثر في تنشئة أفراده ويتحكم في العملية التربوية، فهناك آثار للحالة الاقتصادية للأسرة، كما أن نظام المنزل والترتيبات العائلية الداخلية تؤثر بطريق غير مباشر في النمو، وعليه، فإن مهمة الوالدين لا تنتهي عند مرحلة عمرية معينة، وإنما تستمر التنشئة والتربية في حلقات مستمرة، مراعيةً ظروف النمو والمراحل، التي يمر بها الفرد".
انعدام الثقة بالدولة
وتُبرز صورة الفرد المهمَّش المُهمَل، طيلة حياته، منذ طفولته، والذي لا تتوفر له ظروف معيشية جيدة، أو مشاركة ذات مغزى في الحياة العامة؛ إذ يعدم هذا الشخص الثقة بالدولة في أن تقدم له الخدمات الحيوية الضرورية، أو أن تحترم حقوقه، وينجذب إلى التطرف عندما يشهد ما يعتبره إساءة لاستخدام السلطة من الدولة، أو يتعرض لذلك بشكل مباشر، ما يجعله يشعر بفقدان "شرعية الدولة"، مشيرةً إلى أن 40% ممن انضموا طواعية لتلك التنظيمات ذكروا أنهم لم يكونوا يرددون النشيد الوطني لبلدانهم في أثناء طفولتهم.
إن 83% ممن تم تجنيدهم يؤمنون بأن الحكومة لا تهتم إلا بمصالح فئة قليلة، وأكثر من 75% لا يثقون بالسياسيين ولا بالجهاز الأمني للدولة، مشددةً على أن تدنِّي المستوى التعليمي، وضعف الدخل الشهري، وتردِّي الأوضاع الاجتماعية كانت كلها أسبابًا رئيسية في انضمام المبحوثين إلى تنظيمات إرهابية، خاصةً أن أكثر من نصف سكان العينة من دول تحت خط الفقر.
وتشير الدراسة إلى أهمية قوة الدولة ومدى استقرارها، باعتبارها وثيقة الصلة بمدى انتشار التطرُّف من عدمه، إذ كلما ضعف استقرار دولةٍ ما زادت العمليات الإرهابية فيها، مع الوضع في الاعتبار أن تعدُّد النظم السياسية في تلك الدولة يجعل الظروف مواتيةً أكثر لانتشار التطرف.
لانعزالية والإحساس بالأنا.
أن عامل التنشئة الاجتماعية له تأثير مهم في عملية التجنيد للتطرف؛ إذ لا يمكن أن تقع العمليات الإرهابية بين عشية وضحاها، وأظهرت الدراسة أن أكثر من 71% ممن تم تجنيدهم يندفعون للتجنيد الفوري عقب قتل أحد أفراد العائلة أو صديق لهم، إضافة للتأكيد على أن الصديق أو القريب له دور كبير في عملية التجنيد، إذ ذكر 50% من المبحوثين الذين انضموا طواعيةً لتلك التنظيمات أنهم تم تقديمهم إلى التنظيم عن طريق "صديق"، كما أفاد 3% أنهم تم تعريفهم إلى التنظيم من خلال "صديق على الإنترنت
ماهى خطة العمل لمنع التطرف
لقد شكلت الجماعات الإرهابية مثل داعش وتنظيم القاعدة وجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد صورا عن التطرف العنيف والنقاش حول هذا الامر تحيديدا يحتاج للمزيد من الوقت والكثير من الابحاث ولكن يجب فى المرحله الاولى الحد من العمل على وسائل التواصل الاجتماعى التى تسهل فى عملية التجنيد والتطرف الفكرى والدينى عبر بث الافكار المسمومه والتعصب الدينى من الطرفين ان هذا الامر له عواقب وخيمه على المجتمع اذا لم يتم التوصل لحل من اجل الحد من هذه الظاهره التى تفتك بالمجتمعات كافه
التعليم هو احد الاساليب الموجبه والصحيحه حيث يجب ادخال مواد تعليمه فى المنهاج التعلمى توضح ما هو التطرف وماهى مخاطره حتى من اجل
تكوين مضاد فى ذهن الاطفال للحد لتجنب عمليات غسل الادمغه
الختام
إن مشروع "إيكسيت نورواي" هو واحدا من المؤسسات التي تتصدى للفكر المتطرف وقد وضع المشروع الذي أسسه باحثان بأكاديمية الشرطة النرويجية عام 1997 وهو يتكون من ثلاثة أهداف رئيسية:
"أولها إقامة شبكات محلية لدعم آباء وأمهات الأطفال الذين انضموا لجماعات عنصرية أو عنيفة
والسماح للشباب بالانشقاق عن هذه الجماعات
وأخيرا نشر معلومات منهجية للمختصين الذين يعملون مع شباب لهم صلة بجماعات تنتهج العنف".
في النهاية تعمد هذه الجماعات المتطرفة إلى تجريد الآخر من إنسانيته مثل وصف المهاجرين بأنهم جرذان، لتبرير أعمال العنف ضدهم.
وأخيرا تعمل هذه التنظيمات المتطرفة على إذكاء مشاعر الانتماء
"إن أفراد هذه الجماعات لديهم إحساس قوي بالهدف وهذا ينطبق على الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تنتهج العنف
وقد رأيت بنفسي أن الإحساس بالولاء للجماعة، يجعل الكثير من أعضائها يشعرون أن لديهم إخوة على استعداد للتضحية بحياتهم في سبيلهم، ولديهم قضية قد يخاطرون بحياتهم من أجلها".
ومهما اختلفت الأسباب التي تؤدي إلى نبذ التطرف، فإن الابتعاد بدنيا ونفسيا عن أفراد الجماعة هو خطوة ضرورية لاجتثاث الأفكار المتطرفة وإعادة النظر في العوامل التي أدت إلى الانضمام إلى الجماعة.
ولعل أهم ما نستخلصه من هذه لدراسه لفهم التنظيمات المتطرفة والعنصرية التي تنتهج العنف هو ضرورة التركيزعلى تحليل الدوافع التي تقود المرء للانضمام لها، حتى نمنع المزيد من الناس من انتهاج نفس المسار..
لقد تاثر الاردن كثيرا بسبب الاحداث الدمويه التى قامت بها الجماعات الارهابيه فالنزوح واللجوء والإستهداف المباشر وانشطة التجنيد من قبل هذه المجموعات التى سببت بشكل أو بأخر أنتشار كثيف لهذه الجماعات وساعدت أيضا لانتشارها فى العالم وهذا كله يعود للافكار والحلقات الدينيه التى تعقد فيها عمليات غسل الادمغه للشباب الصاعد
والشواهد كثيره فى هذا المجال فما يشاهد على وسائل التواصل الاجتماعى من بث حي للاحداث خير شاهد على تطوير الفكر الاجرامى عند هذه الفئة كل ذلك يؤدى الى دق ناقوس الخطر ولبا بد من شراكة فاعله بين الاجهزة الحكوميه سواء الامنيه منها او المجتمعيه للعمل من اجل الحد من هذه الظاهره