الأربعاء 21 أيار 2025

تقارير وتحقيقات

وزير الخارجيه الامريكي ماركو روبيو..رفع العقوبات الأميركية والأوروبية هو لإنقاذ ما تبقى من الدولة السورية...

النهار الاخباريه وكالات
بينما كانت أروقة الكونغرس الأميركي تضج بجدل حاد حول مصير العقوبات المفروضة على سوريا، فجّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مفاجأة سياسية حين صرّح بأن "السلطات الانتقالية السورية على بعد أسابيع من الانهيار"، داعيا إلى رفع العقوبات الأميركية والأوروبية لإنقاذ ما تبقى من الدولة السورية
هذا التحول المفاجئ في الخطاب الغربي، والذي تزامن مع إعلان الرئيس دونالد ترامبرفع العقوبات الأميركية، تبعه ترحيب حذر من العواصم الأوروبية، وسط انقسام داخلي حول ما إذا كانت هذه الخطوة تعكس رغبة حقيقية في بناء سلام دائم، أم مجرد مناورة جيوسياسية لاحتواء إيران وروسيا.
يرى البرلماني السوري السابق والأكاديمي الدكتور محمد حبش أن القرار الأميركي لم يأتِ من فراغ، بل هو "تعبير عن إدراك متأخر لحقيقة ساطعة: العقوبات لم تُسقط النظام، لكنها أسقطت حياة الناس".

وشدد حبش على أن استمرار العقوبات هو استمرار لوهم سياسي تجاوزه الواقع السوري، قائلا: "الشعب السوري هو من تضرر من هذه العقوبات، لا النظام".

وأضاف أن المسألة لم تعد سياسية بقدر ما أصبحت إنسانية واقتصادية، موضحا: "العقوبات عطلت الإنتاج، دمرت الطبقة الوسطى، وعمّقت النزوح. إنها تشبه ضمادة تُغلق الجرح لكنها تمنع الهواء عن الجسد".
وتابع: "نحتاج إلى استثمار دولي في التعليم، والبنية التحتية، والطاقة، وليس فقط مساعدات إنسانية".
وختم حبش حديثه بالقول: "استقرار سوريا مصلحة أوروبية بامتياز، تتجاوز الحسابات الأخلاقية إلى الأمن القومي الأوروبي ذاته".
 اما الباحث والأكاديمي الفرنسي، الدكتور جون بيير ميلالي، قدم مقاربة مركبة تُظهر كيف تحوّلت العقوبات من أداة ضغط إلى عبء مزدوج: أخلاقي واستراتيجي.
وأوضح ميلالي: "لم تُسقط العقوبات النظام السوري، لكنها أطاحت بأي أمل بعودة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. إنها عقوبات ضد البقاء اليومي للمواطن السوري".