النهارالاخباريه بيروت احمد عثمان
حي المزه ذلك الحي الدمشقى المعروف لدى الكثيرين بانه احد اهم الاحياء فى العاصمه ثراء واهميه فمعظم الساكنين فيه هم من الاثرياء فى سوريا وايضا اصبح وجهه لبعض القيادات الايرانيه التابعه للحرس الثوري ذات المناصب الرفيعه وبعض قيادات حزب الله وتحول هذا الحي الى نقطه استهداف مباشره فى الحرب الدائره فى المنطقه.
لم يعد هناك رادع لإسرائيل عن اي هدف تتمكن من رصده او تتمكن من الوصول اليه وخاصه اذا كان من ضمن سلسلة بنك المعلومات المتوافر لديها، مستخدمة أسلوب الأرض المحروقة عبر قصف كامل المكان بالصواريخ الموجهة إمعاناً منها بنجاح إنجاز المهمة، وهي السياسة التي درجت عليها الطائرات الإسرائيلية من دون اعتبار لوقوع ضحايا من المدنيين
ولهذا فان دمشق تعيش هذه الأيام حرباً معلنة على عناصر وقادة "حزب الله" ا أينما وجدوا داخل سوريا، في حرب اغتيالات غير مسبوقة تشهدها العاصمة وتصاعدت وتيرتها مع شن إسرائيل معاركها في قطاع غزة والجنوب اللبناني لكن الأمر تطور خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى قصف شبه يومي طاول منازل وشققاً سكنية، بالتوازي مع استهداف المعابر والممرات الخفية وغير الشرعية بغية وقف تمرير الدعم والتنقل بين سوريا ولبنان.
وظل حي المزة الدمشقي أكثر الأحياء السكنية تلقياً للهجمات الصاروخية على خلفية إقامة شخصيات رفيعة المستوى من ضباط ومستشارين إيرانيين وضباط في "الحرس الثوري"، إضافة إلى قيادات من "حزب الله"، وآخر الضربات استهدفت قياديين من حركة "الجهاد الإسلامي".
وأودت الضربة الأخيرة الخميس الماضي بحياة 20 شخصاً، إضافة إلى 21 جريحاً بينهم أعضاء في حركة "الجهاد"، وقالت تل أبيب حينها تعليقاً على العملية إنها استهدفت أصولاً ومقار قيادية تابعة لحركة "الجهاد" في دمشق، وليست عملية اغتيال، وقد خطط لها مسبقاً، بينما أتى القصف في وقت زيارة مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني للعاصمة دمشق
ويرى مراقبون أن "دمشق لم تعد كما ملاذاً آمناً بل باتت أكثر خطورة من ذي قبل، كما لم يعد أسلوب التخفي والإقامة بين الأحياء السكنية أو في أي مدينة سورية يجدي نفعاً، وسط حديث عن تسريبات أمنية منذ قصفت تل أبيب مقراً دبلوماسياً تابعاً للسفارة الإيرانية في دمشق خلال اجتماع أمني لشخصيات من الصف الأول في فيلق القدس".
ويمر "حزب الله" اللبناني بأصعب ظرف منذ تأسيسه عام 1982، إذ تعاني قياداته وكوادره جملة من التحديات، وأشار الباحث السياسي نظير الكندوري إلى ثلاثة منها تتمثل في "التحدي الوجودي الذي يهدد باستئصال الحزب، وكذلك احتمال تخلي إيران عنه في أقرب صفقة يمكن أن تبرمها مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترمب، أما الثالث فيطرح احتمال تخلي دمشق عن الحزب".
وانطلاقاً من كل هذه المعطيات الخطرة فإن بقاء قياداته في سوريا يُعد مخاطرة كبيرة، إذا ما أخذنا في الاعتبار عدم رغبة النظام في بقائهم داخل البلاد بسبب ما يتعرض له من ضربات.
وتسعي روسيا الى تقليل وجود الجماعات الإيرانية ورغبتها في الاستئثار لنفسها بالنفوذ المطلق، ناهيك عن التلميحات الأميركية التي تريد من إيران فك ارتباطها بالجماعات الموالية لها في سوريا ومن ضمنها 'حزب الله' في مقابل التوصل معها إلى صفقة تفرج عن بعض أموالها المجمدة وتخفف العقوبات عنها".
ان سياسة إيران في توسيع نفوذها على حساب الدول العربية قاربت على نهايتها، فالإدارة الأميركية الجديدة لن تكتفي بالحد من طموحات إيران النووية وإنما تريد إنهاء تمددها على حساب الدول العربية، وبالتأكيد فهذه الرغبة الأميركية ليست نابعة من تعاطفها مع الشعوب العربية ولكن لأنها تعتقد أن تعاظم النفوذ الإيراني في دول المنطقة سيشكل خطراً على إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة".
في غضون ذلك تساور الشارع السوري مخاوف من امتداد الحرب واتساع رقعتها، ولا سيما مع التصعيد الأخير عبر القصف المتكرر لدمشق وريف حمص ومناطق حدودية مع لبنان، وتوغل الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية الحدودية، على رغم استبعاد حصول أي رد من قبل إيران أو روسيا على الصواريخ والطائرات الإسرائيلية.
وكشفت مصادر عن وجود وثيقة مسربة منذ عام 2021 تطلب فيها دمشق من طهران تزويدها بمنظومة دفاع جوية، وقد طرحت الوثيقة تساؤلات حول أسباب عدم دعم الجيش النظامي ومنظوماته بالدفاعات الجوية لتتصدى للطائرات الإسرائيلية.
في المقابل أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي استمرار العلاقات القوية بين طهران ودمشق، بدليل زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى العاصمة السورية، ومنها زيارة علي لاريجاني، وبقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين هناك يهدف إلى تأكيد دعم طهران المستمر للفصائل والنظام.
في الأثناء تشير التوقعات إلى مغادرة عناصر الحزب الساحة السورية للنجاة، خصوصاً أن مسألة تستر شخصيات من خلال الإقامة داخل أحياء سكنية راقية مثل المزة وكفر سوسة وسط العاصمة بات مكشوفاً، علاوة على كون هذه الأحياء حساسة لما تحويه من مقار حكومية وأمنية ودبلوماسية، ومقار للمنظمات الدولية.
وفي معرض رده حول مسألة انتقال قيادات "حزب الله" إلى العراق، وصفت المصادر هذا الإجراء "كمن يذهب إلى مقبرته برجليه، ذلك أن وضع الميليشيات في العراق ليس بأحسن حال مع وصول ترمب إلى السلطة، فكيف لنا أن نتخيل مصير قيادات وعناصر 'حزب الله' في العراق؟
فبالتأكيد لن يكون أفضل حالاً من سوريا، وسيتعرضون للتصفية من الطيران الإسرائيلي أو حتى الأميركي"، وأضاف "أفضل مكان يذهب إليه القادة هو إيران على رغم احتمال تخليها عن دعم الحزب في أقرب صفقة تبرمها مع واشنطن،
لكن لن تتخلى عنه لأنها تأمل بأن تفعّل دوره في وقت لاحق كما فعلت مع الميليشيات العراقية خلال ثمانينيات القرن الماضي، فحينما انتهت الحرب العراقية - الإيرانية أوقفت نشاط الميليشيات ضد العراق ثم أعادت تفعيله بعد عام 2003 مع سقوط نظام صدام حسين".
وتوقعت المصادر عدم تطور الأحداث الجارية إلى حرب شاملة مع إيران، لأن السياسة البراغماتية الإيرانية ستدفعها نحو الوصول إلى اتفاق مع واشنطن يجعلها تحافظ على نظامها من السقوط، ولو كان الثمن تخليها عن ميليشياتها المنتشرة داخل المنطقة وانسحابها من مناطق نفوذها.
واستشعرت ايران رغبة أميركية خفية لا تُذكر كثيراً في الإعلام، ويقول إن "واشنطن لا ترغب في إسقاط النظام الإيراني وإنما تكتفي بتقليم أظافره وحسب".