السبت 18 تشرين الأول 2025

تقارير وتحقيقات

هل تصبح رفح نموذج الدولة الفلسطينية القادمه ضمن خطه ترامب؟؟

أحمد صلاح عثمان – وكالة النهار الإخبارية – لندن
في الوقت الذي لا تزال فيه رائحة البارود والركام تملأ سماء غزة، تخرج تسريبات إعلامية من مصادر إسرائيلية وأخرى غربية، تشير إلى أن مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، قد تكون النموذج الأولي لليوم التالي وفق تصور يتم العمل عليه خلف الكواليس، ويتّصل بـ خطة ترامب الإقليمية، التي لم يُعلَن عنها رسميًا حتى اليوم.

ماذا يحدث في رفح؟

تشير المعلومات إلى تحركات "غير رسمية" في رفح تشمل تنسيق بين أطراف دولية وعربية بشأن مشاريع إعادة إعمار سريعة اقتراح بنشر شرطة فلسطينية محلية دون انتماء فصائلي، تحت إشراف دولي  إشارات إلى فصل إداري وأمني تدريجي للمدينة عن بقية القطاع في المرحلة الأولى.
كل ذلك يُطرح على أنه "حل إنساني" و"إعادة استقرار"، لكن المراقبين يرون أنه قد يكون بداية لتغيير عميق في الخريطة السياسية الفلسطينية.

هل رفح هي الدولة المصغّرة القادمة؟

مراقبون في واشنطن وتل أبيب يتحدثون عن "نموذج رفح" كنقطة انطلاق، حيث يمكن إعادة البناء، وتوفير الأمن، وتشجيع نموذج فلسطيني "جديد" بعيدًا عن حكم حماس أو الفصائل التقليدية.  
وهنا يُطرح سؤال جوهري هل ستصبح رفح الدولة الفلسطينيه الاقتصاديه التى أشار اليها ترامب فى خطته؟؟

حتى اللحظة، لا توجد مواقف رسمية فلسطينية واضحة من هذه الخطة، سواء من السلطة في رام الله أو من الفصائل في غزة، ما يعكس حالة من الترقب والتوجس من خطوات قد تُفرض ميدانيًا دون توافق وطني خاصه أن ترامب لم يسحب قط فكرته عن دولة فلسطينية "اقتصادية"، تبدأ من غزة وتنتهي بحلول إدارية.

السلطة الفلسطينية في رام الله تُبعد نفسها عن ملف غزة، بينما حماس منشغلة بإعادة التموضع العسكري.  
هذا الفراغ السياسي يُتيح للتحركات الدولية أن تعمل على الأرض، دون ضجيج إعلامي أو اعتراض فعلي.

سيناريوهات مفتوحة

سيناريو أول: تحويل رفح إلى نموذج أمني واقتصادي ناجح، يُعمم لاحقًا على غزة 
سيناريو ثانٍ: زرع كيان سياسي منفصل فعليًا عن الضفة، يفتح الطريق لفصل دائم. 
سيناريو ثالث اختبار لرد الفعل الفلسطيني قبل إعلان رسمي لأي خطة سياسية.

رفح لم تعد مجرد مدينة حدودية منكوبة.  
اليوم، تُوضع على طاولة اللاعبين الكبار، كأرض محتملة لنموذج جديد، يحمل في طياته تحولًا سياسيًا خطيرًا، قد يُعاد من خلاله رسم المشهد الفلسطيني بأكمله، ليس فقط جغرافيًا، بل استراتيجيًا أيضًا.
هل تكون رفح هي البداية... أم مجرد اختبار؟ 
الأيام القادمة ستكشف، لكن المؤكد أن ما يُرسم الآن، يجري *"بصمت... ولكن بثبات.