النهار الاخباريه - عصام الحلبي صيدا
تُظهر الصور التي خرجت من موقع المجزرة التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي خلال عدوانه على مخيم عين الحلوة حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، بعد استهداف ملعب كرة القدم والمسبح الصغير الملاصق له، إضافة إلى موقف السيارات القريب. هذا الموقع الذي لا يبعد سوى خمسين مترًا عن مسجد خالد بن الوليد، وتحيط به المباني السكنية المكتظة من جميع الجهات، شُيّد ليكون متنفسًا لأهالي الأحياء المحيطة، لكنه تحوّل في لحظة واحدة إلى مساحة أشلاء وركام ودماء.
الملعب المتنفس الوحيد لشبان الأحياء
يقع الملعب في منطقة تُعد الأكثر ازدحامًا داخل المخيم، ويُعتبر الملاذ الرياضي الوحيد لشبان أحياء الزيب وصفوري وعرب الغوير ونمرين وعمقا وغيرها من الأحياء المجاورة، ففي كل يوم، وبعد انتهاء الدوام المدرسي والجامعي والمهني، يتّجه عشرات الفتيان والشبان إلى هذا المكان لممارسة كرة القدم وإقامة مباريات ودّية وتنظيم أنشطة كشفية ومدنية.
ويستمر الشبان في ممارسة نشاطهم الرياضي حتى ساعة متقدمة من الليل، مستفيدين من كون الملعب مفتوحًا أمام الجميع طوال اليوم، باعتباره المتنفس الوحيد لهم في تلك المنطقة.
بالنسبة لهؤلاء الشباب، لم يكن الملعب مجرد مساحة للعب فحسب، بل مساحة تنفّس، وملجأً للراحة، ومكانًا لتكوين الصداقات وصقل المواهب، بعيدًا عن ضغوط الحياة وتقلباتها.
الشهداء… لاعبون وطلاب ومتطوعون
إن جميع الشهداء الذين سقطوا في هذا القصف كانوا من روّاد هذا الملعب اليوميين،
لاعبو كرة قدم، طلاب على مقاعد الدراسة في مدارس ومعاهد مهنية وجامعات، ومتطوعون في جمعيات أهلية ومدنية وكشفية، كانوا يمارسون نشاطهم الرياضي المعتاد لحظة وقوع القصف، شأنهم في كل ليلة من ليالي المخيم.
الادعاءات الإسرائيلية.. محاولة لتبرير الجريمة
إن ادعاءات الاحتلال بأن الموقع "مركز تدريبي" أو "مكان لنشاطات عسكرية" ليست أكثر من محاولة لتبرير القصف الوحشي الذي أدى إلى استشهاد 14 مدنيًا وإصابة العشرات، إلى جانب دمار واسع في الأبنية المحيطة.
فالملعب يقع في قلب منطقة سكنية مكتظة، ومفتوح أمام الجميع على مدار اليوم، وتُمارس فيه الأنشطة الرياضية والشبابية بشكل علني، ما يجعل أي حديث عن طبيعة عسكرية للمكان خارجًا عن الواقع تمامًا.
شهادات أبناء المنطقة "هذا ملعب كرة قدم… لا أكثر”
أجمع أبناء المنطقة وفعالياتها، من لجان احياء ومدربين ولاعبين ولجان شعبية، على حقيقة المكان، إنه ملعب لكرة القدم يستخدمه الشبان لأغراض رياضية بحتة، ولم يشهد يومًا أي نشاط غير رياضي او مدني.
توثيقًا للحقيقة
وتأكيدًا على طبيعة المكان والأضرار التي لحقت به، سنرفق عددًا من الصور التي تُظهر بوضوح هوية الملعب المدنية والدمار الذي خلّفه القصف، لتكون شاهدًا إضافيًا على بشاعة الاعتداء وانعدام أي مبرر لوقوعه.
إن استهداف هذا الملعب هو اعتداء مباشر على المدنيين، وعلى مساحة كانت تشكّل متنفسًا وحيدًا لشبان المخيم، وقد أسقطت الشهادات والوقائع والصور كل الادعاءات، لتبقى الحقيقة واضحة،
المكان مدني بالكامل، والضحايا كانوا شبابًا وطلابًا ولاعبين ومتطوعين، لا يحملون سوى أحلامهم ورياضتهم.